حذار مِن الإساءة إلى الجيش العراقي...

انه مُلُكْ العراق... وقرة َعين الشعب العراقي

اللواء الركن الدكتور نوري غافل الدليمي

 [email protected]

يعكف مجلس النواب العراقي هذه الأيام على دراسة مشروع قانون الخدمة والتقاعد العسكري والذي وصلتنا نتف منه من خلال وسائل الأعلام وتابعنا قسما من المناقشات داخل البرلمان من خلال شاشة التلفزيون.

ما لفت انتباهنا فيه هو تغيير شروط التطوع والقبول في الجيش ومؤسساته العسكرية لتحذف منه في المادة(4) البند(أولا) (أ) والمادة(33) من مشروع القرار عبارة (من أبويين عراقيين) إلى عبارة (أن يكون عراقيا) وهذا تغيير خطير له ما بعده.

ولكن الأهم من ذاك أن القانون يُقسم منتسبي القوات المسلحة في حقوقهم التقاعدية إلى تواريخ ( قبلَ وبعدَ) كأنه بلا تشبيه(مهاجرين وانصار) فهو(لا يشمل كل من أُحيل إلى التقاعد من العسكريين أو مَنْ أُستُشهدَ منهم أو توفي أو عُوقَ قبل 9/4/2003، والأغرب من ذلك عبارة( مَنْ ذهب إلى الحرب برغبته أو بدون رغبته)، نعم أيها الإخوة لقد سمعناها من احد أعضاء مجلس النواب وهو شيخ ورجل دين يقول بما نصه( يجب ان نميز بين الذي ذهب الى الحرب مع إيران متطوعا وبإرادته وبين الذي ذهب إلى الحرب مجبرا).

بالله عليك يا شيخنا هل سمعت في أي جيش هناك رغبات وديمقراطيات؟

لو كنت أنت أو احد أبناؤك أو إخوانك قد خدم في القوات المسلحة لما وقعت في هذا الخطأ الكبير!!كيف نميز يا شيخنا بين الذي كان برغبته أو مجبرا؟ هل وصلنا إلى اخذ حقوق الخالق البارئ المصور الذي يعلم ما تخفي الأنفس وما في الصدور؟

ثم ماذا يا شيخنا عن الذين استشهدوا أو انتقلوا إلى جوار ربهم هل نحفر قبورهم كي نسألهم عن رغبتهم في الذهاب للحرب؟ وماذا تقول لأولادهم الذين لديهم حقوق تقاعدية؟

على هونكم أيها السادة فهذا الجيش وهذه القوات المسلحة هي مُلك للعراقيين وهي شرفهم ومصدر عزتهم وكرامتهم.

هي التي حفظت للعراق حريته وكرامته وهي التي دافعت عن حياض الوطن وهي التي لقنت الصهاينة والإيرانيون والاحتلال الأمريكي أعظم الدروس في البسالة والبطولة.

والآن إلى مَنْ تلجأون أيها السادة في الحكومة ومجلس النواب عندما يتأزم الموقف؟

مَنْ الذي قاتل القاعدة والعصابات الإجرامية وفرق الموت في البصرة والنجف والديوانية وكربلاء وبغداد ونينوى؟ أليسوا الجيش العراقي والشرطة الوطنية؟ ومَنْ الذي حافظ على وحدة العراق؟

ومَنْ الذي وأد الفتنة المذهبية والطائفية ومَنْ الذي منع وقوع الحرب الأهلية ؟ ومَنْ الذي أعاد المهجرين إلى بيوتهم؟

ومَنْ الذي يدافع عن الأقليات؟

وأخيرا وليس آخرا مَن الذي جعلكم تقعدون في مناصبكم وتجتمعون ؟

ومَنْ الذي سيجبر قوات الاحتلال على الرحيل؟ الجواب هو الجيش العراقي.

فلماذا إذن هذه الطروحات السلبية تجاه هذه المؤسسة المحترمة؟

العتب هنا على الأخوة من أصول عسكرية وهم الآن في الحكومة العراقية فهذا السيد وزير الدفاع والسيد وزير الداخلية والسيد وزير الأمن الوطني فضلا عن كبار الضباط من رتب الفريق الأول والفريق واللواء. ألستم أبناء المؤسسة العسكرية؟

ولو لم تكونوا كذلك هل وصلتم إلى هذه المناصب؟ ولماذا تنسون إخوانكم الآخرين ؟

انتم رجعتم إلى الجيش بتوفر تسهيلات لكم ولكن ماذا عن اخوانكم الآخرين الذين لم يُسمح لهم بالعودة؟ هل يجوز محاربتهم في حقوقهم وكرامتهم؟

أما المصيبة الأخرى فانه على حد معرفتي فانه لا يوجد من أعضاء مجلس النواب من المؤسسة العسكرية غير النائبين خلف العليان وعبد مطلك الجبوري وهما يدافعان، ولكن تصوروا شخصين مع عدد قليل من الوطنيين وسط دوامة الأغلبية.

وللتاريخ وللإنصاف فان الوحيد الذي يُدافع عن المؤسسة العسكرية بكل جدية وحماسة ونشعر بانه صاحب غيرة عليها بل ويعتز بها ومخلص لها هو السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية فهو يدافع عن رواتبهم وحقوقهم التقاعدية ويحاول إفهام الآخرين إن هذا الجيش هو من الشعب والى الشعب ويحاول إعادة اكبر عدد ممكن للخدمة وإعطاء البقية حقوقهم التقاعدية التي تؤمن لهم العيش بكرامة بين إخوانهم. قد ينبري أحدا ويقول هي محاولات لكسب ودهم وللكسب الانتخابي.

نقول حتى ولو كانت وجهة نظركم صحيحة فلماذا لا تنبري جهات أو شخصيات أو كتل أخرى من المشاركين في الحكومة أو مجلس النواب وهي أيضا تحتاج إلى دعاية انتخابية؟ وهنا لا أنكر وجود شخصيات وطنية كثيرة في مجلس النواب تؤيد موقف الهاشمي لكننا نريد أن تقدم فعلا مؤثرا وقويا داخل مجلس النواب وان ينضموا إلى السيد الهاشمي في دفاعهم عن حقوق إخوانهم وبالتالي الدفاع عن تاريخ القوات المسلحة الناصع المشرف على مدى التاريخ لضمان عدم غبن الجيش العراقي الباسل.

أما السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ولكونه القائد العام للقوات المسلحة فمن المفروض والمنطق ان يكون الأكثر دفاعا عنها ويعرف قبل غيره بأنها سلاحه الوحيد الأقوى والأقدر والأجدر.

أنها رسالة نأمل أن نكون أوصلناها بأمانة.