وَلَّى زمن الهزائم .. وأتى زمنُ الانتصارات

أروى عبد العزيز

arwa_am@maktoob.com

كاتبة سورية .. مغتربة

قالها ” حسن نصر الله ” .. والابتسامة تتراقص على شفتيه .. مازال ” حزب الله ” يعرض لنا عضلاته .. ويظهر لنا بأنه هو المخلص لكل الأمة العربية والإسلامية من شر أمريكا واليهود ..؟!

لست بحاجة لأن أسير على نهج الدبلوماسية التي اتبعتها الفصائل الفلسطينية .. وأصفق ” لحزب الله ” .. وأنا أعلم بأن حسن نصر الله .. وحزبه .. ما هو في الحقيقة إلا رجل يقود حزباً تدعمه ” إيران “.. ولكنه يحاول إخفاء الكثير من حقيقته بزيه اللبناني الذي يرتديه .. وبخطاباته وصيحاته الجوفاء التي خدعت الكثيرين .. والتي مافتئت تهدد وتتوعد

اليهود .. بالهزيمة والخيبة .. ؟!

لكننا لا نسمع سوى الجعجعة .. ولا نرى سوى الأسرى من حزب الله هم فقط من يفرج عنهم .. أما الباقي فهم ” رفات ” لا غير ..؟!

أين الأسرى الفلسطينيين .. ممن أمضوا أكثر من ثلاثين عاماً .. ومازالوا أحياء في سجون الإسرائيليين ؟!

أين الأسرى الأردنيين ؟!

أين الأسيرات الفلسطينيات ..؟!

من حق “حزب الله” .. أن يطالب بأسراه .. ولكن من حقنا أيضاً أن نقول : ” حزب الله ” يحاول دائماً أن يظهر أنه هو المنتصر .. هو صاحب النوايا الحسنة .. فهو بيده حل جميع الملفات .. وخدمة المصلحة الوطنية .. ويحاول أن يقنعنا أن تبادل الأسرى مع اليهود .. كان نظيفاً .. لا تشوبه شائبة .. بالمقابل .. الأنظمة العربية .. رغم علاقاتها العميقة والغير نظيفة مع الإسرائيليين .. فإن إسرائيل تُصُّر على أن ترجع أيدي “الأنظمة العربية ” خاوية .. إلا من دنسها .. ؟!

مادام ” حزب الله ” هو المخلص للعرب والمسلمين .. فليرجع لنا الأسرى والأسيرات .. من قبضة اليهود .. وليخرج لنا معتقلينا الذين أصبحوا ” جلداً على عظم ” ليس فقط في سجون الاحتلال الإسرائيلي .. .. بل أيضاً في سجوننا العربية .. ؟!

على عكس أسراهم .. كأنهم كانوا في نزهة مع اليهود .. ؟!

” أستغفر الله ” أعلم أن كلامي سيغضب الكثير .. بل سأتهم بأنني ضد

المصلحة الوطنية .. ؟! وأنني لا أدعم ” المقاومة ” العربية والشريفة ضد اليهود ؟!

على العكس .. أنا مع المقاومة الشريفة .. ولكن يجب علينا أن ندرك جيداً بأن هناك فرق كبير .. بين المقاومة التي يقودها ” حزب الله ” بدعم إيراني .. وبين باقي المقاومات العربية .. ؟!

ونحن نعلم جيداً ما أحدثته ” إيران ” وحليفتها ” الغير معلنة ” ” أمريكا “ بالشعب العراقي .. وبـ” المقاومة العراقية ” ؟! ..

إن ما يفعله ” حزب الله ” ويسميه مصلحة وطنية .. ما هو في الحقيقة سوى .. محاولة منه لفرض السيطرة .. ومد نفوذه في المنطقة بأكملها .. ؟!

تحت عنوان ” مقاومة إسلامية ” في الحين التي فشلت فيه المقاومات الإسلامية في التصدي ” لأمريكا ” و ” للاحتلال الإسرائيلي ” ؟!

.. وهو ما يزال يحاول أن يقنعنا أنهم سائرون بنا إلى ” فلسطين ” ؟!

إلى التحرير .. إلى الفتح .. ؟! بل لعل ” حسن نصر الله ” سيكون في طرفة عين هو ” صلاح الدين ” .. القائد الفاتح .. وأن جيشه الأغر جيش ” حسن نصر الله ” هو القائد لكل الجيوش العربية .. وهو الجيش الذي لا يهزم أبداً ..؟!

ولعل إعلامنا العربي .. يروج لهذه الأكذوبة .. فهاهي قناتنا المفضلة ذات الشفافية والوضوح يفتخر “مراسلها ” أنهم هم الوحيدون الذين استطاعوا أن يصوروا خروج الشاحنات التي تحمل رفات الشهداء .. عفواً لقد وصفهم المراسل بأنهم ” القتلى ” الذين ُقتلوا في المعارك مع الجيش الإسرائيلي ؟!

 ” قناة الجزيرة ” التي لم تجرأ أن توجه سؤالاً لـ ” بشار الأسد ” عن حقيقة “مجزرة صيد نايا “ والتي راح ضحيتها العشرات من السجناء الأبرياء ؟!

وكأن الأمر لا يعنيها .. كقناة الرأي والرأي الآخر .. ولا يعني غيرها من القنوات العربية التي استطاعت الوصول إلى الأدغال .. لكنها لم تستطع أن تصور صورة واحدة من مظاهرات الأمهات في دمشق وحمص .. احتجاجاً على مجزرة صيد نايا .. ؟!

بل إن الأمر لم يأخذ حقه من التغطية ..” فالمصحف الشريف” قد دنس 

والقتلى بالعشرات .. والأمر ظلَّ مغيباً .. لأن إعلامنا العربي قد أصبح هو المغيب .. بل ُمسيَّر .. وأن الوهن والضعف والخوف .. بدأ يسري في مفاصله ..؟!

.. أستغرب كثيراً وأنا أرى الجميع يصفق ويطبل ” لحزب الله ” .. بالمقابل نحن لم نرى أياً منهم كتب كلمات قليلة يستنكر فيها أحداث ” مجزرة صيد نايا ” ..؟!

حتى لم نسمع علماءنا .. مفكرينا .. دعاتنا .. يشجب هذه الجريمة .. بدءاً بتدنيس ” المصحف الشريف ” .. مروراً بقتل الأبرياء .. وانتهاءً بالتستر على هذه الجريمة البشعة ؟!

.. إن كان ” حزب الله ” هو المخلص كما يدعي .. فليخلص أسرانا ومعتقلينا .. من سجون ” الأنظمة العربية ” .. قبل السجون ” الإسرائيلية “ و” الأمريكية ” .؟!

وليعد لنا أرضنا السليبة .. وليحرر لنا أرض الرافدين ..

فكما يقول : ” حسن نصر الله ” بأن زمن الهزائم ولى .. وأتى زمن الانتصارات ” ؟!

لنرى أي هزائم تلك التي ولت .. وأي انتصارات تلك التي ستأتي

 على يديه .. ؟!

أما أنا سأُذَكِّر كل من خُدع بـ ” حزب الله ” وبهتافاته وأغانيه الثورية .. وبخطاباته الرنانة .. وشعاراته الجوفاء .. سأذكرهم جميعاً .. بقول الله عز وجل : ” فأما الزبد فيذهبُ جفاء ، وأمَّا مَا ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض ” .. ” الرعد 71 ” .

صدق الله العظيم