عندما كنت أنا

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

عندما كنت أنا ..

عمق بحر من هنا

أزرع الورد ضحى

أتهادى في الدنى

أعشق الفجر ضياء

و أصوغ الألحُنا

و أنادي الطير صبحا

يملأ الكون غنا

أتمارى ضوء شمس

أتغذّى سوسنا

أنهل الشهد بثغر

بابتسامات الهنا

كنت أهفو لنجومٍ

تملأ الدنيا سنا

تنعش القلب بدفء

تغرق النفس المنى

عندما كنت أنا

كانت الدنيا لنا

تحتوينا بسلام

دون ضيق أو عنا

عندما كنت أنا

كنت أجري ها هنا

بين سهل و حقول

و فراشات الدُنى

دون خوف أو زفير

أو دموع من ضنى

إنما الحال تبدّل

لم أعد حيث أنا

غادرتني طيب روحي

أغرقتني في العنا

صرت أسعى في هجيرٍ

و شهيقي كم دنا

يسمع الكون صداه

يسدل الآه هنا

كم أنادي البدر شوقا

يجتويني من فنا

أي حال نابني

فمتى ألقى .. أنا ؟