عندما يظن أنه انتصر
عندما يظن أنه انتصر
محبوبة هارون
عندما يظن أنه انتصر
عندما يشرب نخب الانتصار وحوله النُّخب
عندما تكون الكؤوس بالدماء
مترعة ولاتكون مفزعة، فلا عجب
عندما يباح كل شىء .. يداس كل شىء
وتقتل القيم ولا تقول ما السبب
عندها سيبكى طويلا طويلا الحجر
عندما يظن أنه انتصر .. يقف
ينتفخ .. ينتفش .. ولا يرى حوله سوى الملأ
الحقد يستعر
يساق إلى أخدوده .. يساق ويشوى ويطبخ البشر
ليأكل الملأ ويملأ البطون
وهذا أقل أقل الضرر
وعندها سيبكى طويلا طويلا الحجر
عندما يظن أنه انتصر
يعد الولائم لبعض البشر
لمن أيد ومن زغرد ومن عربد
لكل من دهائه ملأ الهواء وانتشر
لكل من تقوّل .. لكل من فجر
تحلق الجميع حول الذبائح
يتفاكهون يتضاحكون ويصورون
ما أطعم هذه اللحوم .. ما أجمل الشواء!
خذ هذه .. لا تلك القطعة أفضل منها .. من كتف
هذى لا لا الأجمل ما جاور عظما
ذق انك انت الأكرم والأعظم
ما أطعمه كل اللحم .. رائحة لم نعهدها من قبل
عندك حق فلقد شويت بعد السحل وقبل القتل
طازجة ستغذى العقل
وتزيل الضر .. والأمل يمر
قرر ألا يـأكل منهم واحد لم يعجبه الطعم
قالوا خائن خائن
فقد العقل .. اعتنق من اليوم الشر
عندها سيبكى طويلا طويلا الحجر
عندما يظن أنه انتصر
ينادى للملأ .. يهنأ الملأ
وينثر فوق الرؤوس الزهور
وتأتى اليه جموع جموع جراد منتشر
تحيط بمن زين الأمر للمنقلب
ومن خطط
ومن دبر
ومن زج بالعهد وسط الشرر
عندها سيبكى طويلا طويلا الحجر
عندما يظن انه انتصر
والتف حوله الملأ
فى زينته والزهو منهمر
يطل هامان من شرفة الماضى السحيق
وفى عينيه بريق ولكنه بريق الحسد
تمنى لو كان بينهم ومثلهم
فكلهم أباطرة .. دكاترة دكاترة
أبهة ملابسهم منمقة برائحة الدماء
الزكية تشمها معطرة
فيختفى هامان خجلا من أكون
انهم محللون أباطرة
دكاترة
ألا ترى تلك الوجوه الغابرة
تلك القلوب الماكرة
هذا المحلل عسكرى
هذا المحلل مفترى
هذا المحلل عنترى .. هذا المحلل عسكرى
فيالها من مسخرة
ويالها من مفخرة
عندها سيبكى طويلا طويلا الحجر
ولكن لماذا لماذا الحجر
ماذا عن البشر
ماذا عن الشجر
لأنه سمع ثمة من يقول كأنهم حجر
فزلزل الحجروقال
يا الهى ألست من ذُكّر بأول السور
ألستُ من تفجر أنهارا للبشر
والطير والشجر
ألستُ من تهجّد
ألست من سجد
فقلت للحجر: سماح صديقى
سماح اعتذر
سماح أعتذر