لا يأس مع الحياة، فلا تقنطوا
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
ربّاهُ ، إنّي بالرّجاء غذوتُ قلبي الموجَعا !!
حذّرتَ عبدّك من قنوطٍ أن يُحَقّقَ مطمعا !!
وأمرتَهُ بالصّبر ، إنّ الصّبرَ كان الأنجعا !!
إنّ الظّلام يزول ، مهما طال فارقب مطلعا !!
ستُطلّ شمس الحقّ ، تطوي الغاسق المتمنّعا !!
ويجيء عهد النّور يا (إسلامُ ) يشرق ساطعا !!
فترى الرّبوع منيرة ، ونراك فيها الأروعا !!
******
فإليك ،ربّي ،ضارعون ، فهل تردّ الضّارعا ؟
والقلب يملؤه الرّجاء ،فهل تُخَيّبُ طامعا ؟
ولدي الحبيب مقيّدٌ في السّجن ، ذاق الأشنعا !
هوَ في سبيلك رابضٌ في السّجن يأبى الواقعا !
فيهودُ جاسوا في الدّيار وأوقعوا ما أوجعا !
والعُرْبُ في عَمَهٍ ، وفي ذلٍّ ، ، وصاروا خرَّعا !
والمسلمون مخَدَّرون ، قد استساغوا المهجعا !
بل إنّهم نهبُ الضَّياع ، فحكموا المستتبعا !
*******
هذي فلسطينٌ تئنّ ، فمن يكون السّامعا ؟
هذي استغاثاتٌ من الأقصى تهزُّ الهُجّعا !
قد حقّ ، يا قومي النفيرُ ، فمَن يكون الدّارعا ؟
لا عذرَ ، يا قومي ، لكم ، لبّوا ، وكونوا المَفزَعا !
هيا فكونوا وحدةً ، لا لا تكونوا شعشَعا !
*******
هيا انبذوا متآمراً ،قد خان أمّاً مرضعا !
رضيَ الخنا والذّلَ، حتى عقله قد ودّعا !
فمضى على أثَر العدوّ ، محققا ما أطمعا !
فتراه عينا لليهود ، على الحُماة مجمّعا !
قد هيج الأوباش ، حتى لم يراعوا مخدعا !
بل لم يراعوا مسجدا ، بل لم يراعوا خشّعا !
فكأنّهم جيشُ المغول مفزِّعاً ومرَوِّعا !
حتّى الطفولة ما نجت من كيدهم متبرقعا !
يا ربّ هذا كيدُهم غشّى الحمى متقنّعا !
ظهرت حقيقتهم وبان الوجه أسودَ أسفعا !
يا ربّ فارحم ضعفنا ، وأجب دعاءً ضارعا !
وانصر حُماةً بأيعوك ، إلى الشّهادة نزّعا !
فالبغي جمع جندَهُ ، ويروم فينا المصرعا !
والعربُ حولهمُ ، وما يبدون إلاّ خنّعا !
وكأنّ أقصانا المقدّسَ ليس يعني المجمعا !
فمتى نهوض النائمين ؟ أبَعدَ خطبٍ أفظعا ؟!
********
لا تقنطوا ، فالنصّرُ آتٍ ، إن هجرنا المهجعا !
والعسر يسرٌ بعدَه إما حملنا المدفعا !
هيا نجدّدْ بيعةً لنعيدَ مجداً ضُيعا !
يا ربّ وارزقنا الثبات أمام خصمٍ جمعا !
لنحرّرَ الأقصى السّليبَ عساهُ يبقى الأرفعا !
وكذاك أسْداً في السّجون ، إلى المعامع نزَّعا !
فنراهمُ بين الحشود ، وفي المساجد رُكعا !
وإلى الجهاد إلى الجهاد ، فإنّ فيه الأنجعا !
لا تقنطوا ، فالله مولاكم ، ومولى مَن سعى !