رغم القيود
محمد محرم
وَجَليسٍ في عَتمَةِ الأسـر حـال
نَسَجَ المجـدَ من خيوط المُحالِ
قد قضى زهَر عُمرهِ في ظلامٍ
دامسٍ ضـيّق الخُطى والمَجالِ
سَلَكَ الدربَ يَبتغي نورَ فجــرٍ
فَـتَخطّى سيفَ العــدا لَم يُــبالِ
وَتَفانى في العشق دونَ توانٍ
بَــذلَ الروح في سبيل الغوالي
عانَقتهُ الخطوبُ من كلِ صوبٍ
كان كالطَودِ شامخاً في العلالي
وَعَـلا في الآفاقِ فَخرًا لِما قد
سَــطَّرته يــَــداهُ مـــن أفعـــالِ
قَذفـتهُ الاقــدارُ يقضي سبيـاً
وَ ليالــي الَّسبيِّ جِــد طــوال
أسدٌ في الصمودِ لم يثنهِ حرُّ
رِمــالٍ ولاصقــــــيع الليــالي
يتَحلَّى بالصبرِ والصبر منه
مِثل قـنديلٍ اُشعِلت فــي ذُبـالِ
ولأطيـــــاف الذكريات لهيــــبٌ
وَقعُها في الحشى كَلسعِ النبــالِ
ليــس ينفك يستعيد الأماني
فيطيب الِفــدا بساح الِنــــضالِ
لهف امٍ في عتمةِ البردِ تسري
تتــلظى شـوقا لِعـــــز الرجــالِ
وباحضان الشمس تغدو بصمتٍ
تـــرمق الوافدين مــن ابطــالِ
عند باب الجدار والعين تنساب
بصمـتٍ تخشى صدود مُـقـــالِ
ذاك من راوغ الاماني بمطــلٍ
فـوعــود الِعـدا ســـراب يلالي
ايها الرابضُ المُضامُ لَعمري
سَاعة الفــجر غــاية الآمـــال
فـاذا ما خَيطُ الـــــنَهارِ تدلـَّى
وَتَمــادى فـوق الثرى بانثيـالِ
وَحَظيتَ العيشَ الكريم طليقاً
ذاك فضـل الالـهِ خــير مَنَـــالِ