القيامة
خلف دلف الحديثي
[email protected]
قامتْ ببغدادَ القيامَهْ
وَعَلا الصِّراعُ بويْلِهِ
وطغَتْ أعاصيرُ الردى
والطائفيّةُ جعْجَعَتْ
قِزْمٌ على قزْمٍ على
موْتٌ يُطوِّقُ دورَنا
سجْنٌ هُنا غرَقٌ هناكَ
كم جائرٍ في حكمِهِ
فشيوخُنا وكبيرُهُمْ
أينَ الذين تقوَّلوا
وتفيْهَقوا وتبَجَّحوا
هل بايَعُوا أمْ بُويعوا
باعوا دماءَ الثّائرينَ
كنّا نظنُّ بأنَّهُ
ويُعيدُ ما أكلَ الدّمارُ
لا لا تجادلْ قولَنا
فكَمَا يُريدُ الخائرونَ
ومضى يُفتِّشُ عن فُتاتِ
عنْ قاتل فينا اكتسى
عنْ خائنٍ قد باعَنا
فيغوصُ في موجِ الجراحِ
فيرى الوَرَا خلفي مشى
فجميعُ حُكّامِ العروبةِ
صنعوا البلاءَ إلى العراقِ
هُمْ أعلنوا موْتَ الجميعِ
فبكى عبيرُ الياسمينَ
طفلٌ هنا مُتيبسٌ
وهناكَ تزْدحَمُ الخيامُ
هُمْ راودوكَ على المَماتِ
لنْ يعرفوكَ إذا عدوْتَ
أنتَ المُعَبَّأُ قُوَّةً
ما مِثلُ كفّكَ لوْ دَعَتْ
فلكيْ تظلَّ كما يُرادُ
لا تستجبْ للمارقينَ
الجالسينَ على القبورِ
القابضينَ بقبضةٍ
باسْمِ التشيُّعِ والتسنُّنِ
فجميعُهم في جمْعِهم
فالشَّعْبُ يُقتلُ والوزيرُ
شتّانَ مَنْ يرثُ القُصورَ
فغداً سيبْصُقُهُ السَّلامُ
فهُمُ الوباءُ وخيرُهُمْ
وَهُمُ البلاءُ المستديمُ
فعلامَ يا وطني السُّكوتُ
(ما حَكَّ جِلدَكَ مثلَ ظفرِكَ)
سِرْ في طريقِكَ للعُلا
فعلامَ ترْزَحُ في القيودِ
فكُنِ السّلامَ إلى السّلامِ
وكُنِ الجحيمَ إذا ادلهمَّتْ
لتدوسَ طاغوتاً بَغى
يا غُصْنَ زيتونِ المَحَبّةِ
منكَ صُغْنا الكَرْكراتِ
يا أنتَ يا بلدي العراقَ
هُمْ صيّروكَ طوائِفاً
فمتى ستغْضَبُ سيّديفتلبَّسَتْ روحي السّآمَهْ
وتبَنّتِ الفوْضى احتدامَهْ
فامتدّ في وطني قَتامَهْ
وبها العمائِمُ مُستهامَهْ
لصٍّ يسوقُ لنا انتقامَهْ
وبموتِنا علتِ الغرامَهْ
وحاكمٌ سوّى مَرامَهْ
يسعى لخنقِ الإبتسامَهْ
قد باعَ بالفلسِ اعْتصامَهْ
وَعلتْ بصوتِهِمُ الفخَامَهْ؟
وأزاحَ للسِّترِ احْتشامَهْ
وتسلَّموا كأسَ الزَّعامَهْ
وجاوزوا حدَّ الظُّلامَهْ
سيُعيدُ للوطنِ احْترامَهْ
يردُّ من عدََمٍ حُطامَهْ
(فالقولُ ما قالتْ حَذامَهْ)
ويشتهي ألقى كلامَهْ
الحلمِ كي يرْوي نيامَهْ
بدِمائِنا ورَمى العمَامَهْ
فتبزَّلتْ سُورُ الندامَهْ
يُعيدُ في قتلي اقْتحامَهْ
وهناكَ يلقاني أمامَهْ
والشهامةِ والإمامَهْ
من الرَّباطِ إلى المنامَهْ
وطفلُنا لجَموا فطامَهْ
وراحَ يشكوني شآمَهْ
نَخَرَ الصّقيعُ له عِظامَهْ
بكلِّ مَنْ رَسَمُوا خِتامَهْ
وبالهُدى أعْليْتُ هامَهْ
وشلْتَ للسّاحاتِ (قامَهْ)
وإليكِ تنتسِبُ الشَّهامَهْ
تُلوي لِعاصِيها زِمامَهْ
وكيْ تظلَّ بنا العلامَهْ
ومَنْ بنا أرْخى لِثامَهَْ
يُقيمُ في الموْتى خِيامَهْ
شكمَتْ بمَعوَجٍّ لِجامَهْ
أشْعلوا عَلناً ضََرامَهْ
كقمامةٍ تعلو قمامَهْ
يزيدُ في فُرقِ الدَّعامَهْ
ومَنْ يموتُ بوسْطِ (دامَهْ)
ولا يَرى إلا رُغامَهْ
لا لا ولا يسْوى قُلامَهْ
وَهُمُ إذا اعْتكَرَتْ نَعامَهْ
وفيكَ تنْعَدِمُ السَّلامَهْ
أو أزالَ لديْكَ شامَهْ
يا شَعْبُ والتمِسِ الكرامَهْ
وأنتَ تُذْبَحُ كاليمامَهْ
وكُنِ بوادينا حَمَامَهْ
غزْوةٌُ وأتَتْ زُحامَهْ
وَتُهدَّ مُعتدّاً نِظامَهْ
أنتَ يا روحَ الوَسامَهْ
فطرَزّتْها الإبتسامَهْ
فمَنْ يُعيدُ لنا وئامَهْ؟
ليطيبَ للدُّولِ اقتسامَهْ
وتدوسُ للعاصي سنامَهْ؟