موتٌ زؤامٌ

إلى روح الفقيد مربي الأجيال أبي زكريا (محمد صبحي السيد عمر)

sayedfg897.jpg

إذا حلَّ حَيْنٌ تلاشى الكلامْ

وضافَ الحِمَامُ، وغابَ الملامِ

هو الموتُ كأسٌ ولا بدَّ منهُ

شرابٌ سيُسقاهُ كلُّ الأنامْ

وما الموتُ إلا حياةٌ ستتلو

حياةً تلاشتْ بفعلِ الحِمامْ

فمن ذا يقدِّمُ حُسناً فحُسنى

جزاءً من اللهِ ربٍّ سلامْ

ومن يعْشُ عن ذكرِ ربٍّ بصيرٍ

فإن القرينَ شديدُ الخصامْ

هي الدارُ دارُ ابتلاءٍ مريرٍ

وجسرٌ إلى الحَيَوانِ المُدامْ

فلا تبتأسْ صَاحِ بالموتِ إمَّا

عزيزاً فقدْتَ، فثارَ الضِّرامْ

؛فأحمدُ قد ذاقَ مرَّاً بموتِ

خديجةَ أمِّ الورى والأنامْ

==============
شهيدَ التغرَّبِ عشتَ عزيزاً

ولم ترضَ إلا حياةَ العظامْ

صرختَ بوجهِ العُتَّلِ الغشومِ

ولم تخشَ في اللهِ أيَّ ملامْ

هجرتَ الديارَ عزيزاً كريماً

ومِتَّ غريباً، سَمِيَّ المقامْ

شهيدَ (الكورونا) فدتْكَ عيونٌ

من الوجْدِ والحزنِ أنَّى ننامْ

وأنَّى يَلَذُّ مَلُوعٌ بنومٍ؟

وأنَّى تقرُّ عيونٌ سِقامْ؟

ولكنَّ سُلواننا بِبَنِيْكَ

؛بعشرٍ رعيتَ ، وصُنْتَ الذمامْ

فأنبتَّ منهم غراساً ستربو

وتغدو زروعاً تُسامي الغمامْ

جعلْتَ لِبانَهُمُ من كتابٍ

وقرآنِ ربٍّ رحيمٍ سلامْ

وأرضعتَهُمُ الخُلْقَ سُقيا حياةٍ

؛إِخالُهُمُ الوردَ بينَ الأنامْ

سلامٌ عليكَ اصطُفيتَ بسُقْمٍ

فكان التصبُّرُ خُلْقَ الكرامْ

وصابرْتَ حتى أتاكَ اليقينُ

بحَيْنٍ زؤامٍ، وحلَّ الغرامْ

صبرتَ على السُّقْمِ ستينَ يوماً

فياربِّ بلِّغْهُ أعلى مقامْ

جناناً مع المصطفى المجتبى

وسُقيا تُزيلُ الصَّدى والأُوامْ

مع المُصطفى سيدِ الأولينَ

رسولِ البرايا، نبيِّ السلامْ

أبا زكريَّا وما الموتُ إلاَّ

لقاءٌ غداً مع خيرِ الأنامْ

فسبحانكَ اللهُ مِلىءَ الرضى

بأقدارِ حَيْنٍ شديدِ الزؤامْ

وسوم: العدد 897