وصايا مِن قلبِ رابعة َالحزينْ

(1)

يا أيها الجلادُ في الوطن الجريحْ

من قلب رابعة الحزين وصية ٌ فيها الشفاءْ

افرحْ بقتلكَ للضحايا الأبرياءْ

افعلْ بشعبكَ ما تشاءْ

أترى بظنكَ أننا قومٌ كأمثال العبيدْ  !!

أترى المجازرَ للأباةِ بحسْبكَ الحلَّ الوحيدْ

عجباً لعُهرك في بلادٍ لم يزل فيها الإباءْ

سَفـْكُ الدماء ِاليومَ حقُ الأشقياءْ !!

لم يبقَ إلا الإفكُ والكذِبُ المُفبْرَكُ والخيانة ُوالغباءْ

كرِّرْ على أسماعنا زوراً به امتلأ الفضاءْ

كرِّرْ وكرِّرْ ، لا تخفْ ، قلْ ما تشاءْ

(2)

لا ترعوي يوما إذا عمَّ البلاءْ

افرحْ بحبسك للحرائر في احتفاء ٍ وانتشاءْ

هذي بطولاتٌ يسطرها الطغاة الأغبياءْ

ولهم قلاداتُ الرجولة إذ همو سحلوا النساءْ

ولهم نياشينُ البطولة إذ همو  قتلوا  النساءْ

ولهم مفاخرُ عالياتٌ  بالمروءة والشهامة والإباءْ

وليكن شرَفُ الطغاة ومجدُهم يوما إذا وضعوا كرامة شعبهم تحت الحذاءْ

(3)

يا أيها الجلاد في وطن ٍ تحاصرهُ الجراحْ

أتظنُّ أن الليل في أرض الكنانة لن يبددهُ الصباحْ !!

أيها الجلادُ لا ..

هذي انتفاضتنا الأبية مِسْكُها في الأرض فاحْ

أيها الجلادُ لا ..

ألفُ لا ..

لن يُسْكِتَ الشعبَ المرابط َ في الشوارع كلُّ ما ملكتْ يداكَ من الصفاقةِ والجهالةِ

والعمالة والسفاحْ

وغداً  تزولُ  عن الحياةِ ..عن الوجودِ.. وقد علا صوتُ الكفاحْ

(4)

يا أيها الجلادُ اخجلْ من فسادك إن عارَكَ شرُّ عارْ

يا مُغمِضَ الجفنين ِ عن ضوء النهارْ

والحقُّ نورٌ ساطعٌ يومي بأنك في انكسارْ

إنا هنا في طينة الأرض الأبيةِ لن تكبلنا الهواجسُ والمخاوفُ أو كتائبُك  الغبية أوْ حماقاتُ الصِغارْ

إنا هنا نورٌ و نارْ

ودمُ الضحايا في ميادين الكرامةِ عزة ٌ فيها بشائرُ الانتصارْ

حتما نهايتك القريبة ُ ، واندحاركُ حُلمنا ليُردَّ للشعْبِ اعتبارْ

****

أطفالنا خلعوا عن الباكينَ أثوابَ الحِدادْ

وأرى سنابلَ  قمْحِنا ما عاد يكسوها السَّوادْ

إنا هنا نحنُ الفداءُ لديننا ولعزنا ولمجدنا

كل المدائن والقرى صرختْ بنا  :

لا تركعـــوا

لا تخضعوا

لا تـُسْـلِموا مِصْرَ الَبئيسة َ للذئاب الجائعة ْ

وغداً سينبلجُ الضياءْ

والذلُّ كأسُ القاعدينْ

والقهْرُ يزحفُ  للكسالى الخاملينْ

أنا بين جنبيَّ اليقينْ

إنَّ الذي زهِدَ الكفاحَ فإنما أولى به الأكفانُ بين الميِّتينْ

وسوم: العدد 732