لم يزلْ في الأرضِ خيرٌ ، لم يزلْ=طالما  المسلمُ فيها لم يَمَلْ
والعناوين  التي تقلقه=في حناياها الرزايا والعللْ
فضحتْ  زينتَها فطرتُه=فتوارتْ  ، ومحيَّا ها أفلْ
لم يزلْ في الأرضِ خيرٌ نبعُه=فاضَ يروي في البراي مَنْ نهلْ
وعلى العينِ ضياءٌ مشرقٌ=نبويٌّ  جفنُها منه اكتحلْ
نفتدي  بالروحِ أسمى دعوةٍ=ونوالي  مَنْ على الشرعِ نَزَلْ
ولها  تشدو قوافينا و إنْ=قيَّدَ  البغيُ أيادينا و شلْ
سلسلتْها  دفقةُ القلبِ الذي=لفيوضاتِ المثاني ما جهلْ
كم  أى بالخيرِ في دنياهمُ=دينُ ربِّي ، وعلى البِرِّ اشتملْ
وسقاهم  من ينابيعِ الهدى=وأقامَ  الحقَّ فيهم و عدَ لْ
وعطايا الخيرِ فيه ثرَّةٌ=وبه السَّعدُ تباهى و اكتملْ
فانهضوا  بالشرعِ كي تنتصروا=واهجروا الزيفَ الموشَّى بالخطلْ
أنتمُ  الأعلوْنَ إن فزتم بما=جاءَ  بالإسلامِ ، بالهديِ الأجلّْ
رغمَ كومِ البأسِ والبلوى على=صدرِك الواهنِ يجثو ما رحَلْ
ويدُ  البأساءِ يا أُمتَنا=تملُ  الأُفقَ دخانا و وجلْ
ألمحُ  الفتحَ وفي قبضتِه=قبسُ الصَّحوةِ للشكوى سمَلْ
ليسَ فينا مَنْ لوى همَّتَه=وتمطَّى  فوقَ أبعادِ الكسلْ
فَلْنقمْ للهِ جندًا ، ولْيكنْ=أيدًا  مسلمُنا فيها البطلْ
أيها الشَّرُّ الذي حاصرنا=لن  ترى فينا الذي ملَّ وكلّْ
نحن بالإسلامِ قد أكرمنا=ربُّنا الأعلى ، وباللهِ الأملْ
هاهو  الإسلامُ قد حاصرهم=رغمَ ما يملكُ في الدنيا هُبلْ
دولةُ  الباطلِ مهما حكمتْ=أو  عَلَتْ : قانونُها الأعمى فشلْ
نحن  لانخشى على الناسِ إذا=أرجعَ  النُّورُ إليهم ما أفلْ
إنما نخشى عليهم ظلمةً=سادَ فيها الظلمُ ، واغيُّ اشتعلْ
إنما نخشى عليهم رِدَّةً=شربَ  الكفرُ عليها و أكلْ
فانقلابُ الحقِّ في سحنتِها=وهواها  بالجناياتِ اتَّصلْ
أمعنَ الشَّرُّ بها في بأسه=وتمادى  كالحا أنَّى وَصَلْ
أَوَيَحْيَا  النَّاسُ في كهفِ الأسى؟=أيوالون  الشَّقاءَ المفتعلْ 
أين  في أُمتِنا فرسانُها  ؟!=أين  أبرارُ حِماها ؟! والأُوَلْ 
مارأينا واحدًا منهم على=صهوةِ المجدِ تراءى و فعَلْ
والسيوفُ  المرهفاتُ ارتحلتْ=خلفَ مَنْ ماتَ عليها وارتحلْ
أرأيتَ اليومَ منهم فارسًأ=ركبَ الخيلَ ، وللسيفِ صقلْ !!
أو أتى أُذنيْك من رجعِ الصَّدى =ويحَ مَن حمحمَ فيه و صهلْ!!
نسمة تحيي قلوبًا يبستْ=من رذاذٍ ماعدمنا او بلَلْ
جدَّ بالحقِّ إليها سعيُنا=بيقينٍ ليس يفنى ، و عمَلْ
ولوعدِ  اللهِ في قرآنِه=سوفَ  نجني من يدِ الشوكِ العسلْ
ونرى  الإسلامَ في أجنادِه=قوَّةً  تحملُ في الساحِ الأسلْ
مااليهوديَّةُ إلا غبشٌ=فوقَ جفنَيْ مَن ترامى أو جفَلْ
والنَّصارى رهبةٌ مزعومةٌ=في  فؤادٍ لا إلى اللهِ ابتهلْ
مالقومي  استدبروا من أمرِهم=ما  رأوْه أملا لم يُبتَذَلْ !1
و  غفتْ أعيُنُهم عن حقِّهم=فتمادى  الغاصبُ الوغدُ النَّذلْ
وإذا  الذُّلُّ جرى في جسدٍ=لم  تُجِرْهُ من تردِّيه الحيلْ
             *=*              
نفذَ  الكفرُ إلى أقلامِنا=فتباهتْ بنفاقٍ و دجَلْ
ونشازٍ  وانحدارٍ وعمى=ونكوصٍ وخواءٍ و خبلْ
وأتى الزيفُ على إعلامنا=فتنزَّى بفسادٍ و خطلْ
وطمى التَّغريبُ  موجا عاتيا=لم يدعْ من مسلك إلا دخلْ
وإذا العالَمُ يلوي خيرَه=لكعٌ  أو ذو شذوذٍ ما عقلْ
أَوَيمضي  للنِّهاياتِ به=ولقد قيَّدَ ماالمجدُ حملْ
وهنا  أطعمَ من أجسادِنا=كلَّ  شدقٍ ، وهنا منَّأ قتلْ
ويحَ قومي ماعراهم فارتضوا=بثيابِ الذُّلِّ ، إذ عافوا الحُللْ !!
فمتى  يصحون من سكرتهم=ليروا موقعَهم أدنى محلْ !!
من  علٍ قد سقطوا في غيهبٍ=أترى هل ينفضون العار ؟ هلْ  ؟
خابَ  من أوقدَ في الأرضِ اللظى=وأتى  بالخطبِ يعدو و الخللْ
مشمخرًّا  قاده الكِبرُ إلى=كلِّ  زيغٍ وانحلالٍ و زللْ
فالحضاراتُ  جَناها طيِّبٌ=مغدقٌ  ، تهوى مآتيها المقلْ
فإذا بالسمِّ دافتْ حقلَها=لم  تكنْ غيرَ وباءٍ و عللْ
ولدَينا ولديهم رُكِلتْ=والحضاراتُ  لشرٍّ تُرتَكلْ
فلْيرَوْا مافي هدى شرعتِنا=من  إخاءٍ و نعيمٍ لم يزلْ 
             *=*              
قد وقفنا نرصدُ الشَّرَّ على=كلِّ  دربٍ فيه ريبُ العصرِ حلْ
ولنا في كلِّ أُفقٍ وقفةٌ=ماتوانتْ  أو تولاَّها الكللْ
رغمَ كلِّ المللِ الأُخرى التي=تحضنُ  السُّوءَ و تغتالُ المُثلْ
صوتُنا الأعلى ألا تسمعه ؟!=هو  بالإسلامِ دوَّى وا ستهلْ
وتثاقلنا  إلى فانيةٍ=وهو  السَّعيُ إلى الجلَّى ثقلْ
فانتُبذنا خلفَ أوهام الدجى=واتخذناها عن الفجرِ بدلْ !!
مالنا نغضضُ عنه عيننا  ؟!=ونجافي  مالديه من حُللْ 
أسفتْ  جذلَ العلى عولمةٌ=جدَّ في أسواقِها بيعُ النِّحلْ !
أم  تراختْ هممٌ دونَ الهدى=فترى خطوَ علاها ما انتقلْ !!
أيها الناسُ الذين استسلموا=جرحُكم ياقوم ثرٌّ ما اندملْ
ومآقيكم  وقد قرَّحها=خطرُ الرُّعبِ ... سهادا و مللْ 
لن تنالوا أمنَ دنياكم سوى=بمثاني  الخيرِ في حقلِ العملْ
أين  روحُ المجدِ في أُمتكم؟؟=أتوارى ؟ أم توانى ؟ أو خُذلْ 
فدعونا كالنسا نبكِ لها=أو على ميتنا ، فالخطبُ جلْ 
آهِ من حالكِ يا أُمتَنا=مارأينا  حالَك الشاكي اعتدلْ !!
ماوجدناك سوى مذبوحةً=بيَدَيْ مَنْ عاثَ فيك وثملْ
ورأيناكِ دما في فأسه=أُمَّةً مكسورةً تشكو الثَّكلْ!
ماعرفناكِ سوى منهوبةً=بأيادي مَنْ تجنَّى وارتجلْ
فمتى تستيقظُ النَّخوةُ في=قلبِك  الميْتِ الذي عنها غفلْ  ؟!
بل  متى تستمعُ الدنيا إلى=صيحة  التكبيرِ من أعلى جبلْ ؟
ربما أقعدَنا بأسُ العِدا=أو  خشينا من عصاهُ و الأجلْ !1
فاندرجْنا عبثًتا في ثوبه=وتناسينا  لخوفٍ ما فعلْ !
إنما اليوم الذي تؤثرُه=أنفسُ الأبرارِ بالخيرِ اكتملْ
صحوةٌ تُخرسُ تفسيراتهم=وبيانٌ ردَّ أُسلوبَ الحيلْ
واشرأبَّتْ للسَّنا آماقُنا=وإذِ الليلُ عن الفجرِ ارتحلْ
وإذِ  الإسلامُ فيه مشرقٌ=وإذِ النَّصرُ بحولِ اللهِ هلْ
فاشمخي واستبشري أمَّتَنا=إنه الفتحُ أتى والبِشرُ هلْ
وجهُنا  حرٌّ فلم يسجدْ سوى=للذي أبعدَ ناسا و وصلْ
ودروبُ النُّورِ لم تُبصرْ بها=غيرَ  لألاءِ أمانينا المقلْ
ماتراخينا  وإن طالَ السُّرى=وستبقى يرقبُ الركبُ الأملْ !
وسنبقى  في يدِ الفجرِ يدًا=تصفعُ  الليلَ ، وما قد يُحتملْ !
نرفضُ الذُّلَّ ومَنْ يجلبُه=باحتفاءاتٍ يواريها الخجلْ
حقُّنا  في قدسِنا  شيشاننا=في  عراقِ الكربِ والجرح الأجلّْ
حقنا في دعوةٍ ندعو لها=بين  خلقِ اللهِ ما فيها زللْ
لم  نبعْ أرضًا ، ولم نلعبْ على=حبلِ صهيون الذي جرَّ الدُّولْ
أو تعللنا بما في يدِهم=وهزئنا  من سيوف و أسلْ !!
ربُّنا  الدَّيَّانُ قد حذَّرنا=من  نصارى و يهودٍ و مللْ
وسنبقى مثلما شاءَ الذي=برأَ  الخلقَ ، و ما شاءَ فعلْ
لانرى  غيرَ المثاني سببًا=لبلوغِ  القصدِ أو نيلِ الأملْ