أُمِّية الأوطان، وحاسوب الفساد!

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

ـ هَلْ تَسْمَعونَ رسائلي؟

ـ بُكْمٌ هُمُ حتَّى التَّنادْ!

أُمِّيَّةُ الأَوطانِ لا تُمْحَى بِبَحْرٍ مِن مِدادْ!

* * *

أَسرجْتُ، ثَمَّ ، قصيدتي،

ورَفعتُ صاري السِّندِبادْ

ورَحَلْتُ أَبحَثُ عَن فَمٍ

يَروِي تَباريحَ العِبادْ

الكادحِينَ/ الحارثينَ/

الزَّارعينَ، بِلا حَصادْ

الأغنياءِ/ الأغبياءِ/

المُتخَمينَ ، بِغَيرِ زادْ

مَن صَيدُهُمْ سَمَكٌ مِنَ الأَحلامِ

في لُجِّ الكَسادْ

مَن ظَلَّ عِرضُهُمُ مَزادًا

لِلوَرَى مُذْ شَهْرَزادْ!

* * *

لَم يشتَرَوا مُستقبَلًا

إذْ بِيْعَ حانُوْتُ البِلادْ

بِشِفاهِ جَدِّهِمُ يَمُصُّوْنَ الجَفافَ مَعَ الجَمادْ

وهُمُ عَلَى «دِرْبِيْلِ» أَعماهُمْ،

سَدِيْمٌ مِن جَرادْ

يُحْصُونَ في جَوْفِ الفَرا

صَيْدًا عَزيزًا لا يُصادْ!

* * *

أنا شاعرٌ نَقَشَ الحُروفَ بِعَيْنِهِ في كُلِّ وادْ

أَعْيَى يُدَحْرِجُ جُثَّةً مِن جُثَّةٍ

بَينَ الوِهادْ

ويَظُنُّ أَنَّ المَيْتَ يَصْهَلُ

في المَعاركِ كالجَوادْ!

* * *

أَرْثِيْ الجِبالَ،

غَدَتْ سُهُولًا،

في دِيارِ (بَني مُرادْ)

أَبْكِيْ الصَّحارَى، والشَّوا طِئَ،

مِن (خُناسَ) إلى (سُعادْ)

حَيْثُ الظِّباءُ اجتاحَها (كُوْهِيْنُ)

واستفتَى (جِهادْ)!

* * *

يا قَوْمُ ،

كُفُّوا أَمْسَكُمْ،

أَهدِيكُمُ لِغَدِ الرَّشادْ

عُوْدُوا إلى نِسوانِكُمْ

مِن نِصْفِ عارٍ.. أو يَكادْ

لا العَدُّ أُتْقِنُهُ،

وقَدْ ضَيَّعتُ حاسُوْبَ الفَسادْ!

* * *

عن شاعِرٍ كَتَبَ الحُرُوْقَ بِقَلْبِهِ،

شَمْسَ اتِّقادْ:

لَنْ تُمْطِرَ اللُّغَةُ اللُّغَى

حتَّى يُشافِهَها انتِقادْ!

... ... ... ... ... ... ... ...

... ... ... ... ... ... ... ...

هَلْ تَقرؤونَ قَصائدي؟

فلتَكتُبوا: هذا الفُؤادْ!

أُمِّيَّةُ الأَوطانِ قَدْ تُمْحَى بِتَدريسِ الوِدادْ!

وسوم: العدد 988