مُحَدِّثُ الشَّامِ الكبيرِ الإمامُ المُجاهِد العَلامَة الشيخُ مُحمد بنُ يُوسف؛ بَدرُ الدينِ الحَسَنِي

سيد أحمد بن محمد السيد
sadafsaf68@gmail.com

شَيخُ العلماءِ الثُّوَّارِ والأبُ الرُّوحِيُّ لِلثَّورَةِ السُّورِيَّة الأولَى،

ومُلهِمُ العُلماءِ الأحْرارِ في الثورةِ السُّورِيَّة الثانِيَةِ

الرَّبَّانِيُّ والرَّجُلُ فِي أمَّةٍ

sgsfgfgffff1038.jpg

1- لِدِمَشْقَ طِرْ بِي يَا أخَا الأشْجَانِ       نَقْرَا   السَّلامَ   لِشَيخِنَا   المِعْوَانِ

2- لمُحمدِ الرِّبِّيِّ   بَدرِ الدِّينِ   مَن         يُعزَى لِيُوسُفَ ؛ سَيِّدي البِيبَانِي

3- السيِّدُ   الحَسَنِيْ ؛   سَليلُ   نُبُوَّةٍ       الصالحُ ،   المُتَألِّه ،   الربَّاني

4- ابنُ الجَزُولِي ذي الدَّلائِلِ مَن غَدَا       شَغِفًا بِحُبِّ المُصطفَى العَدْنانِي

5- لِمُحَدثِ الشَّامِ   الجَليلِ المُنتَقَى       المَغْرِبِيِّ الأصلِ ؛   ذي الإتقانِ

6- عَلَّامةُ الشامِ الكبيرُ ، و شَيخُها       شَيخٌ   لِدَارِ   حَدِيثِها ،   لِزَمَانِ

7- و هو المُجاهدُ قائدُ الثُّوَّارِ في       تَحريرِ سُورِيَّا ؛   مِنَ السَّرَطانِ

8- فهو الأبُ الرُّوحِيْ لِثَورة سُورِيَا       ضِدَّ احتلالِ   فِرَنْسَةَ   الشيطاني

9- حامِي النَّصارَى أهْلِ ذِمَّةِ أحْمَدٍ         و مُجيرُهم   ،   بِشَدائِدِ   الأزمانِ

10- ومُذِلُّ"غُورُو"حِينَ جا "مُستَعْمِرًا"       لِدِمَشقَ ، مَعْ مَندُوبِهِ ذي الشانِ

11- وهو المُصَنِّفُ عَشرَةً في أربعٍ     مِن كُتْبِه ، و رسائلٍ ،   كجُمانِ

12- حَيُّوا مَعِي البَطَلَ المُجَاهِدَ عُمْرَهُ     بِفِعاله   ،   و مَقالِه ،   و لِسانِ

*********

13- في رَبعِ"جِلَّقَ" كانَ مَولِدُ شَيخِنا     فِي ظِلِّ والِدِه ؛ الفتَى المُتَفَانِي

14- ولَدَته نَجْلةُ إبْرَهِيمَ الكُزبَري       هِيَ "عائشَةْ"؛ ذاتِ التُّقَى والشَّانِ

15- ونَشَا بِظلِّ الوالِدَينِ على الهُدَى     و على الصَّلاحِ ، وخَشيةِ الدَّيَّانِ

16- حَفِظَ القُرَانَ بِسِنِّ سَبعٍ مَعْهُ ما      كانَ   المُهِمَّ   ،     لِثُلَّةِ   الشُّبَّانِ

17- كَمَبَادِئٍ   لِقِراءة ، و كِتابةٍ       مَعَها   الحِسَابُ ؛   لِقُوَّة الأذْهانِ

18- وبِسِنِّ ثِنتَي عَشرةٍ ماتَ الوَلِي         و مَضَى لِمُلاقاة الوَلِي الرَّحْمَنِ

19- فَرَعَاهُ صالِحُ خالُهُ مَعَ أمِّهِ         و تَعَهَّدَاهُ ،   بِرِقَّةٍ ،   و حَنَانِ

20- ولَدَى"أبِي الخَيرِ الخَطِيبِ" قَرَا الحَدِيـ   ـثَ ، و غَيرَهُ في دِقَّةٍ ، و مِرَانِ

21- و بِبَيتِ والِدِه ؛ فَمَكتَبَةٌ بَدَتْ         و حَوَتْ كُنوزَ العِلمِ و الإيمانِ

22- فيها نفائِسُ ؛ مِن عُلومٍ جَمَّةٍ         و مَعارِفٍ - بِقُطُوفِهِنَّ -   دَوَانِ

23- فغَدا يَعَلُّ الشَّيخُ عَذْبَ لِبَانِها         و يَعُبُّ مِن سَلْسالِها النُّورَانِي

24- حفِظَ البُخارِيَّ الصَّحِيحَ ومُسْلِمًا       و بَقِيَّةَ السِّتِّ الأُولَى ، كَجُمَانِ

25- عِشرِينَ ألفًا مِن بُيُوتِ الشِّع قد       حفِظ الفَتَى ؛   بِنَبَاهَة ، و إرَانِ

26- شَمِلَتْ عَدِيدًا مِن مُتُون فُنُونِنا       لِعُلومِ دِينٍ ، مَعْ عُلومِ   لِسانِ

                                   *********

27- وعَقِيبَ ذاكَ تَفرَّغَ الشيخُ الفَتَى       لِلعِلمِ   - مَعْهُ -   عِبَادَةُ   الدَّيَّانِ

28- فغدا المُدرِّسَ للحديث مُرَبِّيًا       و مُوَجِّهًا   لِلناسِ ؛     لِلرَّحْمَنِ

29- بِدِمَشقَ في دارِ الحَديثِ وجامِعِ الـ   أُمَوِيِّ ؛ يَقْضِي   وَقتَهُ   بِقِرَانِ

30- و بُعيدَ نَبْذِ التُّرْكِ حُكمَ شَريعةٍ       و عَقيبَ ضَعفٍ   حَلَّ بِالسُّلْطانِ

31- مِن بَعدما استَولَى عَلَيهِ ثُلَّةٌ       مُتَعَلْمِنُونَ ؛   عِصَابَةُ الطُّورَانِي

32- وبُعيدَما شاعَت جَرائِمُ أحمدَ السـّْ     ـسفَّاحِ ، في شامٍ ، و غَيرِ مَكانِ

33- فإذا بِبَدرِ الدينِ   يَنصُرُ ثَوْرَةً       لِحُسَينِ مَعْ عَرَبٍ على الطُّغْيَانِ

                                   *********

34- وعَقِيبَ ما دَخلَ الفِرَنْسِيْ جِلَّقًا         و احْتَلَّ   سُورِيَّا   مَعَ   الشَّنَآنِ

35- فإذَا بـ "غُورُو" قادِمًا بِزِيارةٍ         لِلشيخِ   ،   أو   لِلقائهِ     بِمَكانِ

36- فأبى مُقابلةً   لهُ ، و زِيارَةً         بِعزيمةٍ   ؛     عُمَرِيَّةِ   الإيمانِ

37- و إذا بِشَيخِ الشَّامِ يُعلِنُ ثَوْرَةً         بِدُرُوسِه ،   ضِدَّ العَدُوِّ الشَّانِي

38- فدَعَا   بَنِي   سُوريَّةٍ   لِجِهادِه         و كِفاحِه ،   بِالقَولِ ،   أوْ بِسِنانِ

39- وكذا فَقدْ مَنَعَ التَّعامُلَ مَعْهُمُو         أو دَفْعِ   أيِّ   ضَريبَةٍ   لِلْجَانِي

40- وبِـ"مَيْسَلُونِ"المَجْدِ أرْسَلَ نَجْلَهُ         "تاجًا"، و"شَيخَ عَطًا" إلى المَيْدَانِ

41- و بعامِ أرْبَعةٍ وعِشرينَ انْتَوَى         شَيخُ الهُدَى ، في رِحلةٍ بِإرَانِ

42- مُتَجَوِّلًا في سُورِيَا ، مُتَنَقِّلًا         مَعَ   ثُلَّةِ   العُلَمَاءِ ،   و الخِلَّانِ

43- مُتردِّدًا بَينَ المَدائنِ والقُرَى           يَدْعُو   أهَالِيها   إلَى العِصْيَانِ

44- وإلى جِهَادِ فِرَنْسَةٍ وجُنُودِهَا           و مُسَانِدِيهم ؛ مِن ذَوِي العُدْوَانِ

*********

45- و يُقَابلُ الثُّوَّارَ يَنْصَحُ جَمْعَهُم         يَدعُوهُمو لِلصَّبرِ ، مَعْ   إيمانِ

46- و بجلق ، كانَ المُدِيرَ لِثَورَةٍ           طُلابُهُ   - فِيها -   بَنُو المَيْدانِ

47- فأمَدَّهُمْ بِسِلاحِهم ، و ذَخِيرَةٍ           سِرًّا ؛   فيَنْطَلِقُونَ   كَالبُرْكَانِ

48- أصْلَوا جُنُودَ فِرنسَةٍ   بِهَزائمٍ           فِي جَمِّ وَقْعَاتٍ ، و غَيرِ مَكانِ

49- أصْلَوهُمو نارًا ، وذاقُوا عَلْقَمًا           بِنِضَالِهم ، و كِفاحِهم ، و طِعَانِ

50- قد دَوَّخُوا جُندَ الفِرَنْسِينَ العُلُو           جَ بِصِدْقِهم ، و ثَبَاتِهم ، و تَفَانِ

51- مِن هَؤُلَا الأبطالِ خَرَّاطٌ حَسَنْ         ذاكَ الشَهِيدُ ،   بِحَوْمَةِ المَيْدانِ

52- ومُحَمَّدُ الأشْمَرْ كَذَا مِن ضِمْنِهِم         و سِوَاهُمَا   - كُثْرٌ- لَدَى التِّبْيَانِ

*********

53- يا سَيِّدي! طُوبَى لَكُم بِشَمَائلٍ           ضَاعَتْ كَمِثلِ المِسْكِ والرَّيْحَانِ

54- مِنَحٌ عِظامٌ، مَعْ فَضَائلَ جَمَّةٍ           أُعْطِيتَها ،   مِن ربِّكَ   المَنَّانِ

55- كُنْتَ المُحِبَّ لِرَبِّنا ورَسُولِنا           ولآلِ بَيتِ المُصْطفَى العَدْنَانِي

56- هذا، إلَى وَرَعٍ بَدَا وسَمَاحَةٍ           ومَعَ التُّقَى ، في السِّرِّ و الإعلانِ

57- قد كُنتَ صَوَّامًا وقَوَّامًا لِمَوْ           لَاكَ   العَلِيِّ   الواحِدِ     الدَّيَّانِ

58- وبِبَذلِ مالٍ كَمْ سَخَوْتَ لِمُعْوِزٍ           و لِثَورَةٍ ، و لِزَوْرِكَ الضِّيفانِ

59- قد كُنتَ بَينَ الناسِ نافِذَ كِلْمَةٍ           سَمْحًا مَهِيبًا مِثلَ ذِي السُّلْطَانِ

60- لَمْ تَخْشَ في ذاتِ الإلَهِ مَلَامَةً           مِن ناقِدٍ ، أو حاكِمٍ ، أو شَانِي

61- يا حامِيًا أهْلَ الكِتَابِ بِشامِنا           أعْني النَّصَارى مِن أذًى و طِعَانِ

62- أمَّنْتَ   ذِمَّةَ   رَبِّنا ،   و نَبِيِّه           بِرُبُوعِ   سُورِيَّا ،   إلَى   لُبْنَانِ

*********

63- رَبَّاهُ ! فارْحَمْ شَيخَنا، وتَوَلَّهُ           في قبْرِه بِالعَفْوِ ،   و الإحْسَانِ

64- و بِجَنَّةِ الفِرْدَوسِ أسْكِنُهُ غَدًا           مَعَهُ   أحِبَّتُهُ ،     بِكِلِّ   مَكَانِ

وسوم: العدد 1038