قصيدة أبْصَرْتُ الطريق
محمد طلعت
اليوم أبْصَرتُ الطريقَ وصِرْتُ مِن أذكى البشرْ
وملكتُ كلَ جوانحي وازدان عقلي بالفِكَرْ
ولقد بقيتُ مشتَّتًا وتركتُ نفسي للقدرْ
حتى إذا جاءَ العذابُ يقول قلبي إصطبرْ
ويصارعُ العقلَ الذكيَ يقولُ رَبُكَ يختَبرْ
فاصبرْ على داءٍ ألمَّ سينتهي بكَ للخَيَرْ
ولقدْ صبرْتُ فَلمْ أجدْ إلا عذابًا مستمِرْ
فتمردتْ نفسي وقالتْ يا فؤادي إزْدَجِرْ
فَلقدْ ثملتُ مِن المرارةِ والنوازلِ والضَّجَرْ
ولقدْ تمنيتُ المماتَ فلمْ تحالفني الحُفَرْ
يا قلبُ ويحكَ قد كفاني ما لقيتُ مِن الضررْ
هل أنتَ قلبٌ نابِضٌ أمْ أنتَ شيطانٌ أشِرْ
قدْ طالَ تعذيبي وإيلامي لأني مُصْطَبِرْ
ومضى شبابي خاليًا مِنْ بعضِ يومٍ مُزْدَهِرْ
قدْ كانت الدنيا أمامي مثل نارٍ تسْتعِرْ
والماءُ كان بجانبي في وقتِ أنْ عَمِيَ البصرْ
وظللتُ أرْنُو للسماءِ وأرتجِي مِنْهَا مطرْ
واليوم حين عرفتُ رشدي وانتبهتُ إلى الخطرْ
أبصرتُ أني كنتُ أحمقَ مَنْ عرفتُ مِن البَشَرْ