شَجَنٌ يُسَافِرْ..
محيي الدين الشارني - تونس
تونس
{( أخالُ أنْ يَهْرَمَ حُلمُ خدِّ الكرَز الأحْمَرْ
وأبيتُ عَلى سَلوَى
وسَلوَايَ طِفلٌ
شَدِيدُ الصَّبِّ
غزيرُ القلبِ
حُلوُ الشَّمَائِل
بيَدِ ثغرهِ تمِيلُ الشَّمْسُ ويَغفو الكوثرْ
وأعْنِي بذلِكَ جَيِّدًا
ومَا حِيلتِي
ومَا ذنبي أننِي أقترفكَ ذنبًا لذيذا مُسْكِرْ ... ) }
( *** رجاء محمّد زرّوقي *** )
* * *
( إلى سُلمَى ... سَلِمَتْ مَعَهَا أعْرَاشُ القلبِ السَّلِيل ... )
* * *
( قالَ الشَّجَرْ ...
أمَا مِنْ مَطرْ ...
أسْقِي بهِ مَسَاربَ دَم الطفوله ْ ...
وإنتِبَاهِي ...
فِي تلابيبِ خلاصَةِ هَذا العُمُرْ ...
قالَ الشَّجَرْ ...
أمَا مِنْ مَطرْ ...
يَجْلِسُ مَعِي إكتِمَالا
مُدُنَ إكتِحَال ...
إغريقا ...
فِي تفاح نافِذةِ هَذا السَّحَرْ ...
قالَ المَطرْ ...
أمَا مِنْ مَطرْ ... يُخندِقُ لِذاتِي ...
ويَبْتكِرنِي سَاعَة إنبثاق تِريَاق المَشِيئه ْ ...
وسَاعَة أكتظ ُّ بي
خارجًا مِنْ فطام حَالِكاتِ هَذا العُمُرْ ...
قالَ الشَّجَرْ ...
وقالَ المَطرْ ...
أمَا مِنْ خيْبَةٍ أ ُطاولهَا ... وتنهَشُنِي ...
أوْ مِنْ ترَاشُق خبَرْ ...
تعَوَّدتَ عَليْهِ يَا قلبي ... يَا أنتَ ...
فِي صَادِحَاتِ فتى هَذا الضَّجَرْ ...
قالَ المَطرْ ...
وقالَ الشَّجَرْ ...
... وتدَثرْتُ بمِعْطفِ صَوْتِهَا ... ونِمْتُ ... )
* * *
قالَ الوقتُ ... ضَيَّعَتكَ ولمْ تدْري
أنكَ أنوَارُ الرُّوح فِي فجْري ...
وأنكَ طلة الأنفاس فِي دَهْري ...
وأنكَ حَلالُ الشِّعْر الحَبيبِ
يَرتقِي بي
مِنْ نصْل شَمِيم إلى شَفِيفِ بَدْري ...
وأنكَ الخُصُومَة تتقرَّى شَدْوَ أحْلامِهَا
وتمْتزجُ بكرَز الهَوَى
مَازحَة كإبْرَةِ المَكان بأنوَاء طهْري ...
وأنكَ صَلاة الأقحُوَان حِينَ تحْمَرُّ نوَاجدُهُ ...
تسْألهُ عَنْ حَرَائِق الإسْفلتِ فِي هَيْنم توَاجُدِهِ ...
فيَقولُ لكَ ... تِلكَ مِنْ سَالِفاتِ ... !؟! .......... !!!
أوْ أظننِي ... عَهْدِي ... لا أدْري ...
قالَ الوقتُ ...
ضَيَّعَتكَ وقدْ كانتْ تدْري ...
أنكَ الرُّخامُ الجَمِيلُ ...
( لا تتهَوَّكُ هَتكَ سِحْر سِرّ الخَمِيله ْ ...
ومَوْج بَوْحِكَ ... يَا لأنايَ ... سِحْري ... )
إنْ ترَكتكَ ذهَبْتَ فِي حِلهَا ...
وإنْ أخذتكَ مَعَهَا إلى قائِمَاتِ مَحَافِل صَفصَافاتِ الزَّهْر ...
خافتْ عَليْكَ مِنْ شَجَن العَمَى ...
فالعُيُونُ فِي هَذا الرَّمَادِ كمَا عُرُوق طِين الخرَابِ
لا ترَى مَنْ سَألهَا عَنْ أزْمِنةٍ فِيكَ تجْري ...
أوْ فيْلجَةٍ بأعْلى الأقاصِي لوْ شَدُّوهَا
إلى قِيعَان مُنتهَاهَا ... أوْ إلى خلل نافِقاتِ الصَّخر ...
قالتْ ...
وَمَا يُضِيرُكَ لوْ هَدَمْتُ بكَ ناقوسَ الحَيَاةِ
وخلطتُ برُعَافِ خطايَا المَرَايَا فِيكَ أمْري ...
( صَاحَتْ نمْلة تتمَرآى بالخطو هُناكَ ...
لا لا لا تقتلوا أفلاكَ قبْري ...
فبي وَبهِ يَسْري ...
وَتسْري ...
كلُّ مَفاخِر النخل فِي ناشِطاتِ أيْقوناتِ إثري ... )
وقلتُ ...
ضَيَّعَتنِي ولمْ تدْري ...
أني السَّلامُ الجَمِيلُ مَا صَحْصَحَ بي كوْنٌ
وما عِشْتُ كبُرقةِ إخْضِرَار
جَاوَرْتُ
ولبسْتُ عَهْدِي ... وأدْري ...
أنها ضَيَّعَتنِي ولمْ تكنْ تدْري ...
أني لمْ أقلْ شَيْئا بَعْدُ مِمَّا إتضَحَ ... مِنْ زَخم الرَّشَادِ ...
وَمِنْ جُنون حَرِّي ...
فوَطنُ شُرُودِي حَفِيل ٌ
وفؤَادُ شِعْري شَاسِعٌ كمَنابتِ هَوسِي ...
وأحْلى
أحْلى
أحْلى الكلام مَا زَالَ يُشَعْشِعُ فِي شَاهِقاتِ صَدْري ... !؟!
( 19 نوفمبر 2013 )