قِمَم ...

إلى فضيلة الشيخ / أحمد بن صالح بلحمر ... حفظه الله ورعاه

في ذكرى انتقال عمله من نجران رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرياض

وحيث انتقلت معه قدراته الفائقة ، ومواهبه الثَّرَّة ، ومآثره الكريمة

 

في محيَّاك من رضا الرحمنِ =ومضاتٌ تُغني عن التبيانِ

وسجايا في سيرةٍ نضَّدتْها =للمعالي مآثرُ الإيمانِ

أحمد بن بلَّحْمرِ الفذُّ أغنى =طيبَ ما في الإسلامِ من عنوانِ

فمن الحقِّ لايُوارى جزافا =ومن الخيرِ ممرعًا والحنانِ

أكرمَ الشِّرعةَ الأثيرةَ فيما =هي توحي من فيضِ بيضِ المعاني

سالم القلبِ من ضغائنَ تودي =لصفاتٍ تُذمُّ كالشنآنِ

سَبَقَ الناسَ في الفضائلِ عزَّتْ =في زمانِ الأهواءِ والبهتانِ

وتناءى عن المفاسدِ تأتي =بالسلوكِ المذمومِ أو باللسانِ

طبتَ ياشيخُ فارسًا ألمعيًّا =تتحرَّى طهارةَ الوجدانِ

وتوالي ما للسُمُوِّ من الفضلِ = وترنو لقِمَّة الإحسانِ

وتشدُّ الركابَ للأفق الأغلى =وفوقَ المقام في كيوانِ

هِمَّةُ الفذِّ لايغالبُها البُعدُ = وليست ترتدُّ في الميدانِ

فوثيقُ اليقينِ باللهِ أقوى =من رياحِ التفاتةِ الخذلانِ

وأراكَ ارتأيتَ مركبَ حبٍّ =و وفاءٍ للبارئِ الحنَّانِ

فرعاكَ الإلهُ برًّا توالي =ماتولتْهُ شرعةُ الفرقانِ

لم يزلْ طيبُ ذكرك الحُلوُ يروي =من حقولٍ نديَّةٍ في المغاني

واهتماماتِ ذي مقاصد خيرٍ =للأهالي على المدى النجراني

ماتناستْكَ بلدةٌ عشتَ فيها =بحُنُوٍّ تشيدُ ركنَ التَّداني

تخلصُ السعيَ في الموداتِ تحيي =شذوَ مافي الفؤادِ والوجدانِ

وعلى المنكراتِ كنتَ شديدا =لاتحابي في الحقِّ صاحبَ شأنِ

عمريُّ الأحكامِ لستَ تراعي =مَن تعامى عن منهجِ القرآنِ

كم تراءيتَ منكِرًا عملَ السوءِ = صريحا في القولِ والتبيانِ

تلك وقفاتُ هيئةِ الأمرِ بالمعروفِ = والنهيِ عن أذى الشيطانِ

حملتْ عبءَ دعوةٍ في مداها =تستقيمُ النفوسُ من فلتانِ

ومن الغيِّ والهوى والتَّعدِّي =ومن البغي في بني البلدانِ

هي صوتُ الرشادِ يبقى جليًّا =بين أصواتِ ديننا الرباني

وبها الأمةُ الكريمةُ نالتْ =في الليالي خيريةَ الإنسانِ

نعمت الهيئة : الرشادُ سناها =والطريقُ القويمُ للركبانِ

حملَ الأبرارُ الكرامُ لِواها =فتعالى مرفرفًا بالأمانِ

ورجالٌ يا أحمدُ اليومَ هبُّوا =حيثُ جافى الشيوخُ ثوبَ التَّواني

يومَ هُم شمَّروا عن الساعدِ الصَّلدِ = وآخوا ما في الحِجى والتَّفاني

فلهم عقبى الدَّارِ عند إلهٍ =من ثوابٍ ونعمةٍ في الجِنانِ

والبشاراتُ لم تزل لأولي الفضل = فتلك العقبى من الرحمنِ

بورك الوارثون للقيمِ العُليا = وطوبى لهيئةِ الفرسانِ

في امتشاقِ الإرشادِ يلوي عنادا =أو فسادا يجتاحُ أيَّ مكانِ

في يدَيْها صفْحاتُ مجدٍ رعاها =سلفُ الأمةِ الكريمِ اللِّبانِ

يوم كانت لأمتي عزماتٌ =وضياءٌ يشع في الأجفانِ

ودعاة لدعوةٍ ماعرتْها =بِدعٌ من صناعةِ الخسرانِ

فتقدَّمْ أخا المآثرِ تحفلْ =باجتهادٍ إدارةُ الأعوانِ

في بلادٍ قد حكَّمتْ منهجَ اللهِ = وجافتْ بضائعَ البهتانِ

فهو الخيرُ ليس يُمحقُ إلا =بفراقِ السلطانِ للقرآنِ

وهو الدِّينُ كحَّلَ العينَ أمنا =فاستنامتْ في هدأةِ الأعنانِ

ملأ الأنفُسَ النَّقيَّةَ شوقًا =لمواعيد ربِّها المنَّانِ

فنسيمُ الغيوبِ دغدغَ بالبشرى = عيونا تاقتْ لوعدٍ هانِ

ولميدانِ هيئةِ الأمرِ شأنٌ =ليس تعروه لوثةُ النكرانِ

هي أسمى من التّخبُطِ في الدنيا = وأعلى من افتراءِ الجاني

وهو الإسلامُ الحنيفُ وتبقى =راسياتٍ ثوابتُ الأركانِ

أيها الشيخُ مانسينا أحاديثَك = تترى في المسجدِ المزدانِ

إذ وجدنا تألُّقَ الفكرِ بالعلمِ = وحُسنَ الثأثيرِ والإتقانِ

فرعاكَ الرحمنُ حيثُ توجهتَ = كماءٍ سقى جديبَ المغاني

فاستعادتْ ثمارَها إذْ تدلَّتْ =يانعاتٍ في أجملِ الأفنانِ

وسوم: العدد 1102