دعي عنا أحاديثَ الليالي
دعي عنا أحاديثَ الليالي
فإن القهرَ آذنَ بالزوالِ
فإن يكنِ الكلامُ اليومَ فخرًا
فعينُ الفخرِ هاتيكَ المعالي
وشَمْسُ الحقِّ مُسْفِرَةٌ وفيها
جَلالُ المَجْدِ والمُهَجِ الغوالي
وسوريَّا المَليحَةُ في صِباها
أبانتْ في بَهاها عن الجَمالِ
وسوريَّا الأبيَّةُ فاضَ منها
سنا حُسْنٍ لأربابِ النضالِ
أتَوْها والكرامةُ في يمينٍ
ونورُ الحقِّ يبزُغُ في شِمالِ
كذا نهْرُ البطولةِ راحَ يَجري
وَتًبحِرُ فيهِ أمجادُ الرِجالِ
فطيبي يا نفوسًا عَزَّ فيها
إباءٌ كالرَّوَاسِخِ مِن جبَالِ
على قَدَرٍ تفاقَمَتِ البَلايا
وفاقتْ في الأسى كُلَّ احتمالِ
فآذنَ ربُّنا المَوْلَى انفراجًا
لأيامٍ .. من البلوى ثِقالِ
(وما نَيْلُ المَطالِبِ بالتمنِّي)
ولكنْ في ميادينِ القتالِ
دعَِي عنكِ الحديثَ يَمُرُّ مَرًّا
سريعًا واسمعي مِنِّي مَقالي
حروفي زانَها الإيمَانُ حتى
تَوَشَّتْ بالطَّلاقةِ والجَلالِ
وما عادتْ تدندنُ حولَ لَيْلَى
ولا في سِحْرِ رَبَّاتِ الحِجَالِ
ولكنْ في هَوَى مَجْدٍ سَِنيٍّ
تَرَاءَى في رُقِيٍّ للكَمالِ
وما عَشِقَ الفؤادُ كنبضِ حُرٍّ
يُقدِّمُ للكرامةِ كلَّ غالي
أبَى إلا الحَيَاةَ بغيرِ ذُلٍّ
مَحَا مِن قلبِهِ ذِكْرَ المُحَالِ
خُطا الأبطالِ مُورِقَةٌ سَلامًا
وَمُزْهِرةٌ نِهاياتِ المَعالي
وللثوَّارِ إن المَجْدَ باقٍ
سيبقى نورُهُ يغزو الليالي
وسوم: العدد 1113