إنَّها (الديرُ) فابتهجْ للمزايا
07أيلول2025
مازالَ طيبُ العهدِ في العنوانِ = يتثنَّى كباقةِ الريحانِ
أنتِ ياديرُ في حنايا فؤادي = موطني أنتِ في النَّوى والتَّداني
ونسيمُ الأسحار مازال زهوًا = وشذاهُ يَرفُ في أجفاني
أنتِ (ديرالزورِ) الحبيبةُ تشدو = في ضميري وتنجلي في لساني:
عن تثنِّي ربيعِنا الحُلو يحدو = يالَطيبِ الإنشادِ للنشوانِ
والليالي يا (ديرَنا) مقمراتٌ = مصغياتٌ للقارئ الجذلانِ
قد تربَّعْتِ في مغاني علانا = فتوارتْ نوازعُ البُطلانِ
لم نكن نعرفُ الهوانَ فأهلوكِ. = . الرجالُ الأُباةُ في المَيْدانِ
لم يخافوا من وطأةِ الخطبِ يومًا = أو ألانوا الإباءَ للخذلانِ
فهشامٌ وهيثمٌ وحميدٌ = والملبُّون دعوةَ الرحمنِ
وفتانا حذيفةُ الطهرِ ألفى = عندَ ربِّ السماءِ طيبَ المكانِ
وألوفٌ من الكرامِ تغنَّوا = للقاءِ الرحيمِ ذي الإحسانِ
وشهيدٌ وافى الرضا وسجينٌ = وجريحٌ في حينها من طعانِ
وكرامٌ وما احتواهم عدو = بأكُفِّ الإغراءِ أو بالأماني
قد دَرَتْ موطنَ النزالِ خُطاهم = فاستجابوا لشأنه بالتفاني
كيف لا والملاحمُ اليومَ ضجَّتْ = بمخازي حضارةِ الطغيانِ
يا أخا الصِّيدِ حسبُك اليومَ نورٌ = في جبينِ الأفذاذِ غيرَ مُهانِ !
سيعودُ الإسلامُ فالحقُّ يبقى = ببقاءِ انبلاجه في المثاني
وأحاديثِ سيِّدِ الخَلْقِ يُلفَى = وبأسفارِ سيرةِ الفرسانِ
وبنورِ اليقينِ فاضَ سخيًّا = فَتَلَقَتْهُ وثبةُ الشجعانِ
وتراءتْ به الحقائقُ تترى = بيِّناتٍ في دفقِه الهتَّانِ
ومحالٌ أن يهجروهُ ففيه = وحيُ ربي وسُنَّةُ العدناني
أنتِ (ياديرُ) زهوه في زمانٍ = كدَّرَتْهُ سفاهةُ القطعانِ
ربما ظنَّ مَن تولاهُ لؤمٌ = أنَّ ذا الدِّين طاش في الميزانِ
لا وربِّي شريعةُ اللهِ تبقى = وستفنى مذاهبُ الشيطانِ
وتولِّي مكائدُ البغيِ طيًّا = في مهاوي مستنقعِ الشنآنِ
فلدينا نورُ الكتابِ مضيءٌ = والحنايا تفيضُ تتوالى بالإيمانِ
ولياليها الهادئاتُ حبتْها = من فيوضاتِها يدُ الديَّانِ
ما أفاقتْ إلا على رفرفاتٍ = لنسيمِ الرضا وصوتِ الأذانِ
زيَّنَتْها بيوتُ ربِّي بذكرٍ = وبأندى تلاوةِ القرآنِ
ومشاويرُ صحبةٍ قد تآخوا = في ظلالِ الوفاءِ والتَّحنانِ
جمعتْهُم محبةُ اللهِ جندًا = فازدروا ربقةَ الهوى الفتَّانِ
فأقاموا على الثغورِ أباةً = رغمَ عصفِ الطغيانِ والأضغانِ
فأياديهمُ الكريمةُ ترعى = سِيَرَ الصَّالحين في الأزمانِ
مَن عناهم نبيُّنا ذاتَ يومٍ = في لقاءِ الأصحابِ: بالإخوانِ
لم يروا وجهَه الشريفَ ولكنْ = يُفتَدَى بالأموالِ والولدانِ
واحتفالاتُهم (بديري) تغنَّتْ = بمآتي ما للهدى من بيانِ
موكبٌ إثرَ موكبٍ حيثُ تلفي = في ميادينها رؤى الفتيانِ
فتيةٌ آمنوا بربٍّ عظيمٍ = وبحبٍّ للمصطفى العدناني
فَرَعَتْهُمْ بالحبِّ واحتضنَتْهُمْ = بيديها وصدرِها الريَّانِ
إنَّها الديرُ فابتهج للمزايا = عطراتٍ في أهلِها الشُّجعانِ
هم عمادُ المآثر البيضِ كانت = من فيوضِ الفراتِ للندمانِ
وجميلُ الأوصافِ فيهم جذورٌ = أمرعتْ يالزهوها الجذلانِ
يهتفُ المجدُ عابقًا بالسَّجايا = للميامين والهدى الربَّاني
ذائعٌ صيتُهم لكلِّ سُمُوٍّ = بامتيازاتِ صدقِهم والبيانِ
ماازدرتْهم أيامُهم في عهودٍ = مرَّغَتْها سفاهةُ العبدانِ
خيَّمتْ حولهم قلوبُ شبابٍ = ماتوانوا عن نصرةِ الإنسانِ
هي دنيا عقيدةٍ ماجفتْها = أينما ألقت طرفَها العينانِ
عاهدتْ ربَّها القلوبُ لتبقى = في ظلالِ التوحيدِ والقرآنِ
إنها (الدَّيرُ )ما استكانتْ لغازٍ = أو توانتْ للحقِّ بالعصيانِ
هي حصنُ الإسلامِ تحمي حماه = من عدوٍّ طغى وظلمِ جبانِ
واحذر الأرعن الدخيلَ إذا ما = رامَ هدمًا لمجدها الفينانِ
فالمثاني أفياؤُها ما تخلَّوا = عن ربيعٍ لهم من الرحمنِ
فالبخاري ومسلم والنسائي = وصِحابُ الأسفار والديونِ
والرجالُ الأفذاذُ أحفادُ صحبٍ = للنَّبيِّ الحبيبِ في الأزمانِ
حفظوا سُنَّةَ الرسولِ فطوبى = للأهالي محبَّة العدناني
لايغرنَّكَ الهراءُ تمادى = في رحابِ الفراتِ ذي الجريانِ
إنَّها (الدَّيرُ) ما تخلَّتْ بيومٍ = عن مُحِبِّي ما جاءَ في الفرقانِ
من إخاءٍ ورِفعةٍ وجهادٍ = ومن الكُرْهِ للونى والهوانِ
فاحمدي (ديرالزور) ربَّكِ واسْعي = ببنيكِ الأبرارِ كلَّ أوانِ
رَبْعُكِ الحُلْولم يزلْ يتثَنَّى = لغِناءِ القُمْرِيِّ في البستانِ
وبمجرَى فراتِكِ العذبِ شادٍ = ما طواهُ النسيانُ في فيضانِ!
لم يزل شدوُه الجميلُ ندِيًّا = وَحُدَاهُ مُحبَّبٌ والمعاني
شغفُ القلبِ بالحديثِ المصفَّى = لمزايا انسيابِه الرَّيَّانِ
أَوَلَم تُطْرِبِ القصائدُ قوما = فتدانوا بلهفةِ للمكانِ
غَرِدًا كانَ في اللقاءِ حفيًّا = برجالِ الإيمانِ في المهرجانِ
فهي (الديرُ) ليس ترضى بدينٍ = غير دينِ الإسلامِ في الأزمانِ
وبطيبِ الأفنانِ فاحَ شذاها = بنسيمٍ في هدأةِ الشطآنِ
أخبرتْني عهودُها ما استكانتْ = في عصورٍ لسطوةِ الإذعانِ
هي كانت ولم تزل وستبقى = للهوى الأحمديِّ طوعَ البَنانِ
قد أحبَّتْ من الأماكنِ بغضًا = لمكانِ الحداثةِ الخزيانِ
فغزتْها حشودُهم ورماها = بيديه تقلُّبُ الحَدَثانِ
وعَرَاها الجفافُ إثرَ رياحٍ = عاصفاتٍ بالحقدِ والعدوانِ
فتَغَشَّى ذاتَ الملامحِ ضيمٌ = فاكفهرَّتْ منابتُ الريحانِ
وسقاها هذا البلاءُ سمومًا = ناقعاتٍ تفتُّ في الأبدانِ
وإباءٌ ! وما تردَّى إباءٌ = وَإِنِ اختلَّ الوقعُ في الميزانِ
عاجلَتْها المؤامراتُ وألقتْ = من دخانٍ أخْوَى على الأجفانِ
واستُبيحَتْ أرجاؤُها إذ عَرَتْها = غارةُ المكرِ ما لها من أمانِ
أين وجهُ (الديرِ) المنيفُ استُثيرَتْ = في رؤاهُ ضراوة النيرانِ!
أين آمالُه الجميلةُ هشَّتْ = في رفيفٍ يطيبُ في الأردانِ!
أين صوتُ الأذانِ يبعثُ فينا = من شعورٍ برحمةِ الديَّانِ!
أين أبناؤُها الأشاوسُ! هاهم = تحتَ قصفِ يهدُّ بالأركانِ
بين قتلٍ وبين سحلٍ وسحقٍ = للرؤوسِ المُلقاةِ في القيعانِ!
أين ذاك الزمانُ! ولَّى كئيبًا = مَعَ أنينِ النساءِ والولدانِ!
أين أحبابُنا الذين ألِفْنَا = في محيَّاهُمْ بسمةَ التحنانِ!
أين أهلي الذين عشنا سويًّا = في بيوتٍ تهدَّمتْ وأماني!
أين أين الخلاَّنُ ماعدْتُ ألقى = في طريقي بقيَّةَ الخلانِ!
أين أين الأرحامُ باتوا شتاتا = في بعيدِ الآفاقِ والبلدان!
أين حُلو اللقاءِ بين كرامٍ = إن أتانا أفاضلُ الجيرانِ!
أين منِّي أٌنْسِي بنفسي دهَتْها = (أينُ) إذ باتتْ مُرَّةً في لسانِ!
غابَ وجهُ الأحبابِ عنَّا ولمَّا = يٌجْدِ دمعٌ جرتْ به المقلتان
هُو : تيهٌ به الدماءُ أنارتْ = ما تغشَّاهُ من دجى الأشجانِ
هو: تيهٌ فيه الحياةُ تراءتْ = في فِناءٍ لها بحضنِ الزمانِ
أم طريقٌ إلى حياةٍ تجلَّتْ = ما وعى سرَّها بنو الإنسانِ!
ماجنوه لمَّا عصوا وتناسوا = ما أتاهم من خالقَ الأكوانِ!
غير ضنكِ التَّبارِ في كلِّ شأنٍ = والمنايا للآمناتِ الغواني!
قد تخلَّوا عن المآثرِ لمَّا = أسرَتْهُم زخارفُ الشيطانِ
فأشاعوا فسادَهم واستباحوا = حُرُماتٍ قد صُنَّ في الوجدانِ
لهُمُ السَّبقُ فالوحوشُ تخلَّتْ = عن عٌتُو وللقُفُولِ معاني!
أَوَيشوي الإنسانُ لحمَ أخيه = وينادي أنا الهزبرُ الجاني!
أنا فرعونُ حقبةٍ ثارَ فيها = جمرُ حقدٍ لنا على السُّكانِ!
أشربُ اليومَ من دماكم وأروي = ظمئي من تَلَهُّبٍ في جَناني
هكذا البغيُ ماتوانى لشَّرٍّ = بئس مافي شرورِهم والتَّواني
ويحهم! ويحها جَنَتْ وتمادتْ = ذي الأيادي في ملعبِ الخسرانِ
إنَّها طفرةٌ بنفسِ شقيٍّ = أو غبيٍّ وطعنةٌ من جبانِ
حملوا خسَّةَ التعاملِ جهلا = واستعانوا بعابدي الأوثانِ
فهي الحقدُ والسياسة ضلَّتْ = ما أرادتْ للحكمِ والسُّلطانِ
وتناستْ تاريخَها يومَ أخوتْ = بعد فتحٍ دعائمُ الإيوانِ
وأتوها كما أتوا لسواها = في بلادِ الشآمِ كالطوفانِ
وتداعتْ لحربنا أممُ الأرضِ. = . وعاثتْ بربعنا المزدانِ
وأحالوا أرجاءَه غليانا = في نفوسِ الأعزةِ الفرسانِ
أقفرتْ يومَ غادرَ الناسُ ضجَّتْ = بهمُ الدربُ بعدَ هجرِ المغاني
هجروها! وما شكتْ ، والمآسي = أفرزتْها حماقةُ الصبيانِ
دَهَمَ الشَّرُّ رحبَهأ فأفاقتْ = وبنوها في هدأةٍ وأمانِ!
وتلَوَّى بِسُمِّه لاتبالي = بصغيرٍ فضاضةُ الأُفعُوانِ
مُجرمُو غابِ حِقبةٍ مارعَتْها = أبدًا إنسانيَّةُ الإنسانِ
هجروها وليس يُرضيهُمُ الهجرُ. = . ولكنَّها يدُ العدوانِ
فهو التَّهجيرُ المريرُ المدمَّى = لدياجيرِ وحشةِ الأعنانِ
وقلوبُ الجناةِ ماتت لتحيا = من جديدٍ في غابةِ الذُّؤبانِ
لكِ (ياديرُ) ما لأهلك من شجو. = . فهذا الفراقُ موتٌ ثانِ!
إذْ طوى الكربُ صفحةَ الأنسِ كانت = للأماني مزهوَّةً والتَّهاني!
وإذا ما استُبيحَتِ الأرضُ أمسى = ماعليها غنيمةً للجاني!
فالخسيسُ الخسيسُ يجمعُ منها = ما ترى منه في الثَّرى العينانِ
وبكيسِ الخسيسِ أحذيةُ الناسِ. = . تراها رُصَّتْ مع التيجانِ!
إنه العقلُ إن تصاغرَ ألقى = صاحبَ الشَّرِّ في يدِ الهذيانِ
وله القلبُ أفرغ الشَّرُّ منه = كلَّ خيرٍ فباتَ كالصِّوَّانِ
هكذا حالُ مجرِمي الشَّرِّ عاشوا = كوحوشٍ تجري بلا أرسانِ
باءَ بالخزيِ آثمٌ قد تمادى = في فسادٍ في السِّرِّ والإعلانِ
ضلَّ فاستهواهُ العُتُو وجافى = نهجَ خيرٍ فعاشَ بالروغانِ
ومع المجرمين لجَّ ولكنْ = في ثيابِ المُسَفَّهِ الحيرانِ
سوف يفنى وللضَّلالِ هلاكٌ = من نواصي أهلِ المخازي دانِ
أيُّها المجرمُ المعربدُ مهلا = سوف يُلفي مصيرَك الثَّقلانِ
لكِ (ياديرُ) في المآثرِ دارٌ = ليس تبلى برغمِ ليلِ الهوانِ
ويقينٌ باللهِ أمضى من السَّيفِ. = . ومن هولِ غارةِ الطغيانِ
ومن الحقدِ قد تمادى جليًّا = في عيونِ المدلِّسِ الثُّعبانِ
سيكون المآلُ في قيدٍ ذُلٍّ = بثيابِ المعاقَبِ الحَسرانِ
لاتنامي على الجراحِ وهبِّي = من جديدٍ فَنَصْرُكِ العذْبُ دانِ
إنَّ مولاكِ عالمٌ وبصيرٌ = بخفايا الأعداءِ والخلاَّنِ ؟!
واضطرابُ الأمورِ في الدول العظمى. = . لَشأنٌ يدورُ في الأذهانِ
حكمةُ اللهِ لم يزلْ في تجلِّيها. = . انفراجٌ لأمَّةِ العدناني
ستعودُ الأيامُ ترفلُ زهوًا = في المغاني كتائبُ الرحمنِ
إخوتي في الله الكريمِ وهم أغلى. = . وأسمى من زخرفٍ وجُمانِ
فَلِرَبِّي حَمْدٌ أفاضَ علينا = من سُمُوالإخاءِ والتحنانِ
شدوُنا في مرابعِ (الديرِ) أحيا = في نفوسِ الأهلينَ شذوُ الحنانِ
إنْ شُغِفْنا بحبِّها مابَلَغْنَا = شطرَ حقٍّ لها من العرفانِ
علَّمَتْنا معنى الإخاءِ المصفَّى = من حظوظِ للنفسِ والشيطانِ
وهي (الدَّيرُ) أمُّ عَذْبِ الحكايا = لذوات الحياءِ والأظعانِ(1)
فَمِنَ الماجداتِ طوبى لأُمٍّ = نالَ أبناؤُهُنَّ طيبَ الجِنانِ
من سجايا جرت بهنَّ نفوسٌ = تتعلمْنَ وثبةَ الفرسانِ
ومزايا ما نالهُنَّ لئيمٌ = باتَ يأسى لغفلةٍ أو أماني
جرفتْهُ الأهواءُ في سوءِ زيفٍ = فتردَّى في وهدةِ الحرمانِ
وهي (الديرُ) أهلُها لم يناموا = عن جميلِ الإيثارِ والإحسانِ
ورجالاتُها الكرامُ تصدَّوا = لقبيحِ استهواءِ غُنْجِ القِيانِ
(ديرُنا) والفراتُ عاشا بعزٍّ = قد تجلَّى من غيرِ ما ترجمانِ
وخريرُ الفراتِ مازالَ يدوي = رغمَ داعي الهوانِ للكتمانِ
لن يجف الفراتُ فالخيرُ أبقى = من هُراءِ العدو ذي الأضغانِ
طالما( الديرُ ) أهلُها في ثباتٍ = في ظلالِ الحديثِ والقرآنِ
سكبَ النهرُ عذْبَه لظماءٍ = في الملماتِ من يَدَيْ رضوانِ
وسيبقى الفراتُ عذبًا سخيًّا = رغم كلِّ الآفاتِ والأحزانِ
أَوَيفْنَى عطاءُ ربِّك ؟ لا. لا = ليس يفنى والموتُ للخوَّانِ
سيزولُ العجاجُ أعمى نفوسًا = دوَّختْها مكاتبُ البهتانِ
ووراءَ الغيوبِ علمٌ أكيدٌ = لِتَهاوِي عبادةِ الأوثانِ
ليس يبقى ياقومُ غيرُ حَفِيٍّ = بالهداةِ الكرامِ أهلِ المثاني
لاتُخيفَنَّكُمْ مظاهرُ حقدٍ = أضرموها من سالفِ الأزمانِ
أغرق اللهُ قبلَها ألفَ حشدٍ = من فراعينِ ساسةِ الساسانِ
وأُلوفًا أخرى من الرومِ عاثت = بجميلِ الربوعِ في البلدانِ
ما سلا الناسُ أمسَهم أوأضاعوا = سِيَرَ الغابرين والأعيانِ
يا لَذاكَ المصير كان جزاءً = للطغاةِ العتاةِ والكلُّ فانِ
فأفيقوا ياقومَنا وتآخوا = وأعيدوا أيامَ أهلِ التَّفاني
أسَئمتُم مرارةَ العيش يغشى = بالكآباتِ أمَّةً والهوانِ!؟
هي أقدارُ ربٍّنا وله الأمرُ. = . فطوبى للسادةِ الفرسانِ
فالإله العظيمُ يسمعُ صوتًا = ويرى مايكونُ في البلدانِ
فاطمئنِّي (ياديرَنا) فلهذا الأمرُ. = . حكمٌ به انجلاءُ الأوان !
ستعودُ الحاراتُ فيها اقترانٌ = مع مافي رحابِها من أمانِ
ويولِّي الأوباشُ عنها وتُطوَى = صفحاتُ الإذلالِ والشنآنِ
خصَّنا اللهُ بالمروءةِ تأبى = أن تُلاكَ الرُّؤى بِشِدْقَيْ جبانِ
لا وربِّي لن يعبرَ الغزوُ جسرًا = ويدوسوا معالمَ العنفوانِ
ولنا اللهُ وحده قد تدانى = غيُّ قومٍ فبئس ذاك التَّداني
وسوم: العدد 1130