دعني... يا قمر !!!

خديجة وليد قاسم

( إكليل الغار )

دعني أحلّق في سمائك يا قـــــــمر

دعني أناجي بعض أنسام الـسَحَر

دعني أبثّ قصائدي و مدائـحـي

فلعل لحنا ينعش القلب الكَــــدِر

دعني أهيم بعذب روحــــك إنـني

قد بتُّ أنتظر اللقا هـــل من خبر

دعني أُسِرّ إليك ما أضنى الجـوى

فالكل مني بالمواجع مكفــــــــــهر

يا أيها القمر الــــــــــــسنيُّ ضـياؤه

إني تعبت فقــل إلى أين المفـــــر ؟

ذقت المرارة قد سُقيتُ كؤوسها

والحزن مــــــني شوكُه ألمٌ يمــــــر

من بين أوردة سئـــــــــــمن تجرّعا

فغدت دمائي مثل نار تـــــــــسـتعر

طورا تشب تُحَرّق القلب اكتوى

أو تنذوي في حسرة تشكو الوضر

حتى غدوت وليس لي من رفقة

إلا الأسى أرجو الهـــنا و بلا ظَـفَر

يا بدر كم تجزع لهــــــــول قد بدا

بل تذرف الدمع العصيّ المســـتتر

و أنا أنادي دمعك الغــالي همى

أروى فؤادي ، بردُه أطفى الجــمر

قل لي بربك هل دموعك لثـــمة

تَهَب الحياة َ تودّع  الحـــزن الأشِر

أم أنها كالدّرّ تنشـــــــــر نورها

لتزيل ظلم كـــــــــــآبة باتت تصرّ

أن تتلف النفس التي قد أُزهقت

بكثير حزن سامَها خســــفها يغرّ

فيضا من الأشجان كي تأوي إلى

هذا الفؤاد فأي حال معـــــــتكر

يا بدر إني قد رجوتك مسكــــنا

آوي إليه فقرب نورك كم يســـرّ

فلقد سئمت من المعيش بقربهم

فجوارهم كم ذا رماني بالـــــشرر

قد حرّقوا قلبي بنار لهــــــــــيبهم

عبثا توسّـــــــل أن دعوني كي أفرّ

لكنهم والصوت يرجو ضــــارعا

زادوا اللهيب بقســـوة  لا تُغتــــفر

خذني إليك فليس يشفي ظلمهم

إلاّك يا بدري الحبيــب فلا تذر

روحي تحوم بغربة مكلـــــــــومة

مدّ اليدين فقد سقمت أيا قمر !