مَنْ قالَ ..؟
خلف دلف الحديثي
[email protected]مَنْ قالَ غادرَ أرضَهُ العِملاقُ
وانهَدَّ ركنُ المجْدِ في جنباتِهِ
مَنْ قالَ تخلو الخيْلُ مِن فرْسانِها
باقٍ بأعمدةِ السماءِ مُعلّقاً
قالوا بأنّ سيوفَنا قدْ ثُلِّمَتْ
قالوا بأنّا لنْ تُلَمَّ جراحُنا
وبأنَّ أنياباً تَكشَّفَ حِقدُها
شاءوا لنا موْتاً فسرْنا للذُّرى
قالوا وقلنا لنْ يظل عدوُّنا
قلنا وحَتفُ أنوفِهم لنْ تنْحني
عُدْنا بأقوى ما يُرادُ شكيمةً
فأجلُّ خَطبٍ أنْ يقاتِلَ بعْضُنا
وأجلُّ خطْبٍ أنْ نكونَ طوائفاً
ويداً تلاحِقُ أخْتَها لتجذّها
لا لا سيبقى فوْقَ أعلى قمّةٍ
فلأنّكّ الأبْقى ستبْقى رايةً
وترابُ سفْحِكَ بَلسَمٌ لعليلِنا
ولأنّكَ الباقي إذا ما حُوصِرَتْ
ستظلُّ أنتَ وأنتَ فرْطُ هَوانِنا
ولأنّكَ الأفنيْتَ عُمْرَكَ واهباً
ولأنّ مَنْ فيك ابتدَاتْ خُطواتُنا
ولأنّكَ الأعْلى علوُّ سَمائِنا
أنشأْتَ خيْرَ حضارةٍ ما نُكِّسَتْ
أبدَعْتْ فاحتفلَتْ نجُومُ مَجرّتي
سطّرْتَ أوّلَ ما وَقفْتَ مَسلّةً
ولأنّكَ الأدْهى بقيْتَ مُسوَّراً
مِنْ كلّ نبضٍ صغْتَ ألفَ حِكايةٍ
مِنْ روحِ كلّ مناضلٍ جبْتَ المَدى
صَعدوا لأبوابِ السماءِ معارجاً
ويضاءُ كنْهُ الكوْنِ من نفحَاتِهمْ
فالله قد منح العراق عراقة
طُوبى لمَنْ مَنْ خانَ أرضَكَ وانكفى
طُوبى لمَن مِن ماء دجلة قد روى
طُوبى لمَنْ حمَلَ الفراتُ رفاتَه
يا سيّدي يا أنتَ يا هامَ العُلا
يا مَنْ إليهمْ مَدّ خيرَ سمَاطِه
وروَى العَطاشى مِنْ فراتِ نزيفِهِ
رُغمَ العوادي ما انحنيْتَ ولا انحَنَتْ
ستظلُّ أنتَ وأنتَ رغْمَ أنوفِهمْ
باعوهُ فانتفَخَتْ بطونُ حُواتِهِ
رَحُبتْ مداراتٌ لديكَ بضيقِها
ستغصُّ في أمواتِنا جيرانُنا
أرأيْتَ شعباً يُسْتباحُ بأرضِهِ
صُبِّحْتَ بآلاءِ يا وَطنَ البَها
لا أنتَ إلا أنتَ في أشْواطِها
اللهَ يا هذا العراقُ المُجْتبىوَمَضى برَكبِ الغابرينَ عِراقُ
وَكَبا بهِ في عدْوِهِ السّبّاقُ
وسروجُها عنها يُزاحُ نطاقُ
ولسوْفَ ترْكعُ دونه الأبواقُ
وبها ستخْلُدُ رهْبةٌ وشِقاقُ
وسيعْجزونَ ويعْجزُ الرّتّاقُ
قدْ جُمِّعت ليَشلّنا الإخْفاقُ
حتّى يُقطَّعَ للدّعاةِ خِناقُ
في حصْنِهِ وإلى المنونِ نُساقُ
قاماتُنا فسيعْصِفُ الإطْلاقُ
وأعزُّ عزْماً فالرّجالُ أفاقوا
بعْضاً وتُضربُ بيننا الأعْناقُ
يتقاتلونَ ونزفُهُمْ مُهراقُ
كي تظهرَ الثاراتُ والإقلاقُ
وإليهِ تمْنَحُ رِفدَها الأرْزاقُ
ونميرُ شطَّيْكَ العِتاقِ دِهاقُ
وَهواكَ في أندائِهِ الترْياقُ
دُجُرٌ وفارَ بويْلِهِ الإحْداقُ
مَنْ يُبتغى لو شاهَتِ الأحْداقُ
حِبْرَ القلوبِ لتنْتشي الأذواقُ
سيظلُّ فيكَ سنا الإلهِ يُراقُ
فسواكَ يُعْجِزُهُ وراكَ لِحاقُ
ولها ابتكرْتَ فأزْهرَتْ أوْراقُ
وعلى رُباكَ تفتَّحَ الإيرَاقُ
وبها ازْدهى مَجْدٌ وَسادَ وِفاقُ
والجرْحُ يشْخَبُ والعصورُ عِتاقُ
وبكَ اعْتلى فوْقَ البُروجِ بُراقُ
ودماؤهم لِضُبى الحُتوفِ صَداقُ
كي تفتَحَ السورَ الحَصينَ رِفاقُ
فيلذُّ في خيرِِ المَلا الإنْطاقُ
فتزينت من نوره الآفاقُ
أو مَنْ يموتُ وفي ثراكَ يُساقُ
نبض العروق وأشبعت أعراق
أو تحْتويهِ بحُضْنِها الأنفاقُ
يا مَنْ عليهِ تكالبَ السُّرّاقُ
ودماهُ تشْخبُ والجُروحُ دِقاقُ
وإليهِ حَجّت~ ترْتوي الطرّاقُ
سَعَفاتُ نخلِكَ والتوَتْ أعذاقُ
باقٍ ويدْفنُ غيرَكَ الإحْراقُ
فتبارَكتْ في بيعِهِ الأسْواقُ
وبوِسْعِها من لؤمِهمْ قدْ ضاقوا
وتُعيدُ فجْرَ صلاتِهِ الحُذّاقُ
وتقومُ فيهِ بأمرِهِ الفُسّاقُ
فحُماةُ أرضِكَ وحْدهُ الخَلاقُ
مهْما رَغَتْ في شؤْمِها النُّهّاقُ
الأرضُ دونكَ ظلمةٌ ومُحَاقُ