وَهذي الخلافةُ سوفَ تعودْ ...
وَهذي الخلافةُ سوفَ تعودْ ...
أحلام النصر
أيا أمَّتي فلتقولي : وداعاً ... لكلِّ المآسي فلا لنْ تعودْ
تحلّي بثوبِ الإباءِ المُوَشَّى ... ببشرى الرَّوائعِ بعدَ القيودْ
فها همْ بَنُوكِ مضوا كالأسودِ ... كماةً أباةً بعزمِ الحديدْ
يخوضون حرباً بهذي الخطوبِ ... لتحقيقِ نصرٍ عزيزٍ أكيدْ
فقدْ سامنا الذُّلُّ عيشاً أليماً ... وَتُقنا جميعاً لكسرِ القيودْ
وَعفنا حياةَ الهوانِ الأثيمِ ... فقمنا بعزمٍ وَلا لنْ نحيدْ
إلهي دعانا لدربِ الجهادِ ... فدربُ الجهادِ قويمٌ سديدْ
هوَ السِّرُّ كي نستطيعَ الحياةَ ... بعزٍّ وَنورٍ وَجِدٍّ وَجُودْ
وَثارَ الحنينُ بنا فانطلقنا ... صحونا ، نفضنا غبارَ الرُّقودْ
فهذي المعالي ترومُ اللِّقاءَ ... وَهذي الخلافةُ سوفَ تعودْ
لتغمرَ كلَّ الأنامِ بنورٍ ... وَتحكمَ كلَّ ربوعِ الوجودْ
فيختالُ فينا الصَّوابُ سعيداً ... وَإسلامُنا في البلادِ يسودْ
يحكِّمُ فينا الكتابَ المنيرَ ... يسوسُ الأنامَ ، بعدلٍ يقودْ
يحاكمُ كلَّ طغاةِ البلادِ ... يحاربُ كلَّ عدوٍّ لدودْ
وَيحميْ الجميعَ مِنَ الظَّالمينَ ... وَيمنعُ عنهمْ جنونَ اليهودْ
وَإفسادَ شرِّ المجوسِ الفظيعِ ... وَطغيانَ حكمِ الصَّليبِ الحقودْ
يعظِّمُ حقّاً وَيقتلُ ظلماً ... وَيُرسي شريعةَ ربِّيْ الودودْ
فديني صوابٌ وَحقٌّ وَنورٌ ... وَديني عظيمٌ كريمٌ مجيدْ
أتانا مِنَ اللهِ ربِّ البرايا ... حكيماً لإسعادِ كلِّ العبيدْ
رحيماً بكلِّ ضعيفٍ أسيفٍ ... وَناراً على كلِّ جُرْمٍ حقودْ
سواءٌ لديهِ : ذكورٌ إناثٌ ، ... وَعِرقٌ وَلونٌ ، قريبٌ بعيدْ
فلا فرقَ إلاَّ بتقوى وَعدلٍ ... وَمرضاةِ ربِّيْ الحكيمِ المجيدْ
فلا ظلمَ بعدُ وَمشكلاتٌ ... وَلا لنْ يكونَ هناكَ سدودْ
وَلا حزنَ ثمَّ وَلا مَظلَماتٌ ... وَلا مُعدَمٌ أو فقيرٌ شريدْ
وَلا ظالمٌ يستبيحُ حِمانا ... وَلا مُكرَهٌ أو يتيمٌ طريدْ
بديني سيغدو الوجودُ جميلاً ... بديني سَيُمسي الوجودُ سعيدْ
نقيّاً بهيّاً سنيّاً وديعاً ... يموجُ بعطرٍ ، يباهي الورودْ
فتزدانُ أوطانُنا بالنَّماءِ ... وَتَبْسُمُ شمسُ الهنا للوليدْ
وَيلقي السَّلامُ علينا ظلالاً ... وَتسعدُ أكوانُنا بالمزيدْ
فبعدَ الأنينِ وَبعدَ المآسي ... وَطولِ الحنينِ وَطولِ الشُّرودْ
وَبعدَ جنونِ العدوِّ البغيضِ ... أفقنا وَعدنا لدينٍ سديدْ
فطابَ المُقامُ وَعادَ السَّلامُ ... وَعادَ الأمانُ وَطابَ الوجودْ