أنسَامُ الحَبِيب
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]يَا قَلْبِ قَدْ هَبَّتْ عَلَيْكَ نَسَائِمٌ
هَبَّتْ مِنَ الرَّوْضِ البَهِيجِ و أَقْبَلَتْ
هَبَّتْ بِرِيٍّ مِنْ حَبيبِكَ فَائِضٍ
وَرَنَتْ إِلَيْكَ بحُسْنِهَا كَعَرُوسَةٍ
إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُهَا فَطِبْ نَفْسًا بِهَا
وَجَمَالُهُ وَجَلاَلُهُ منْ معْدِنٍ
فِي كُلِّ هَبٍّ لِلنَّسِيمِ أَرِيجُهُ
يَسْرِي إِلَيْهَا كُلَّمَا شُغِفَتْ بِهِ
مَنْ هَاجَهُ حَرُّ الجَوَى فَوِصَالُهُ
وَالْقَلْبُ يَعْشَقُ كُلَّ حُسْنٍ سِرُّهُ
ذَرَفَتْ عُيُونُ الْعَاشقِينَ بِحُبِّهِ
عَشقُوا الْجَمَالَ فَأَقْبَلُوا بِقُلُوبِهِمْ
سِرٌّ سَرَى بِضِيَاهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
فَإِذَا الظَّلاَمُ عَنِ السَّرَائِرِ يَنْجَلِي
تَأْوِي إِلَيْهِ فَتَشْتَفِي بِسَنَائِهِ
إِنْ أَقْبَلَتْ قلْبِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ
يَا وَيْحَ قَلْبِيَ! كَيْفَ يَعْرِفُهَا وَمَا
عَجَزَتْ يَدِي! فجَلَسْتُ أَبْكِي بُعْدَهَابِنَقِيِّ عَرْفٍ حُسْنُهُ لاَ يُوصَفُ
حَيْثُ الْخَمَائِلُ و الْجَمَالُ الْأَوْرَفُ 3
أَرِجٍ زَكِيٍّ بالْمَحَبَّةِ يُعْرَفُ
لَوْ كُنْتَ يَا قَلْبِي لَهَا تَتَوَقَّفُ!
إِنَّ الشَّذَى عَنْ أَهْلِهِ لا يُصْرَفُ
مَزَجَ الْمَعَانِيَ بِالْمَعَانِي يَشْرُفُ
يُحْيِي الْقُلُوبَ وَإِذْ بِهَا تَتَعَرَّفُ
وَيَمِيلُ عَنْ ضِلٍّ بِهَا لاَ يُشْغَفُ
وَصْلٌ لِمَنْ يهْوَى الْجَمَالَ وَيَعْرِفُ 4
صَافٍ تَعَلَّقَهُ جَنَانٌ مُرْهَفُ
وَعُيُونُهُمْ لِسِوَاهُ لَيْسَتْ تَذْرِفُ
وَتَجَرَّدُوا طَوْعًا وَلَمْ يَتَكَلَّفُوا
نُورٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَاَلْطَفُ
وَإِذَا النَّهَارُ بِهَا أَحَنُّ وَأَرْأَفُ
وَتَنَالُ مِنْ فَيْضِ الضِّيَاءِ وَتَغْرِفُ
تَدْعُوكَ، كَيْفَ بِهَا لا تُشْغَفُ ؟
أَهْدَى لَهَا مِنْ مَهْرِهَا مَا يُنْصِفُ
تَعِسًا، أُعذِّبُ مُهْجَتِي و أُعَنِّفُ!