رحلة بحيرى إلى الحجاز

سفر الآلام والتّباريح

أو

صدقي الشعباني

إلى الّتي ولدت هذه القصائد قبلها، ثمّ ولدت، بعد ذلك، فكانت هذه القصائد لها...!!

إلى الآنسة الّتي غدت سيّدة، أهدي هذا الدّيوان تميمة تحفظها من عيني وعيون الآخرين...!!

صور في: 13. 5. 2003

 تصدير

أمسك في اللّيل بشمعه

أبحث عن حرف...

أمسكه...

أمسك في اللّيل بحرف

يعطي ظلامي... ( تلك

الشّمعه )

(( مقام...))

الذّنب... عقدة الذّنب... الإحساس بالضّآلة... الانتفاء... الرّغبة في فعل شيء ما... القتل... رؤية منظر الدّم... تخضيب الأصابع والضّحك حدّ الهستيريا... أنا شمشون... أنا نيرون... أنا البحر الهادر والموج... أنا النّار... أفّ للخطى المتعثّرة!! للشّارع الطّويل الّذي أودّ للحظة لو يندثر، لو يتلاشى في غمضة عين، ولكنّه ابن ال(...) لا يتورّع عن المشاكسة، يطول بقدر الرّغبة في طيّه وتجاوزه، يمتدّ مع الشّرايين والعروق، ينغل في العظم، ويطبع المشاعر النّافرة والأحاسيس المشؤومة برائحة إسفلته المذاب، وقسوة حصواته النّاتئة...

(( غير مؤرّخ ))

 (( صرخة ))

أيّ صوت آخر

        حين أراك

         يستبيني...

         أيّ حرف هارب...؟!!

(( غير مؤرّخة ))

(( قدر ))

يتبعني خطوي كظلّي

ينتهي خطوي /

ولا تنأى الظّلال.

(( غير مؤرّخ ))

(( مونولوج ))

الرّوح تثقلها ذنوبي؛

                         / أحاول أن أكتب...

أتعسّف على الصّمت الّذي لا يريد أن يفصح بداخلي... أشعر برغبة قاتلة في الكلام، ليس أيّ كلام، ولكن بحميّا صرخة أحسّها تنزرع كنار متأجّجة في كياني... وددت لو أنّني هناك، بعيدا، حيث غرفتي الصّغيرة بذلك البلد القصيّ، حيث عالمي الصّغير المحاصر باللّيل وعتمة السّكون، فأخلو إلى الأصوات الأثيرة الّتي تطالعني بنبراتها الحميمة من بين دفّات تلك الكتب الّتي ترتاح على تلك الأرفف الحجريّة... تمرّد أيّها القلب، حطّم قيود الخوف بداخلك، وانتفض، قل أيّ شيء ، المهمّ أن لاتظلّ صامتا، صمتك يقتلني، يشعرني بالإحباط والغثيان، قل حتّى لو كانت الكلمات الّتي ستقولها مجرّد غمغمات بائسة بلا عجيج ولا معنى، ارحمني فجدب الرّوح أكثر من أن أحتمله، أنا الضّالع في لعنة الهروب، وسط هذه الحدود الّتي لا تنضبط بالجهات، تشظّ، تمرّد على كلّ مفاتيحي، ومراياي الكامدة، وستائري السّميكة، وأبوابي الموصدة، وخيباتي المتواصلة...

( حرّان بكلّي جذوتها!

حرّان بكلّي نارها وسعارها!

بكلّي قلبها وكلامها الشّفيف الهفهاف!

حرّان بكلّي كلّها،

فوا رحمتا بهذا الجسد الّذي لا يسع كلّ هذا

الكلكل... (

                  الكلّ!!)

(( غير مؤرّخ ))