قَدْ يَبْدُو المَشْهَدُ عَادِيَّاً...!

حسين مهنّا

وَقَفَ وَحيدَاً-بِالقيدِ وَحيدَاً-

يَنظُرُ نَحْوَ الأُفُقِ الوَردِيِّ

لَعَلَّ الأُفْقَ يُحيلُ الغُمَّةَ

حُلُمَاً وَرْدِيَّ الأَبعادِ

وعَلَّ الشَّعْرَ الأَصهَبَ

فوقَ العَينينِ الحالِمَتَينِ

سَيَجْذِبُ أُنْثى لا بُدَّ تَمُرُّ

فَهذا الدَّرْبُ يَقودُ الى سُهُبٍ خَضْراءَ

وغاباتٍ تَغْسِلُ قَلْبَ المُتْعَبِ

مِنْ وَجَعِ التَّكنيكِ اليَومِيِّ

ونَصْلِ المُدْيَةِ...آهٍ...

كُنْتُ أَمُرُّ،

وكانَ وَحيدَاً يَنْظُرُ نَحْوَ اللامَرْئِيِّ

وكانَ المَرْئِيُّ يَشُدُّ خُطايَ،

بَعيدَاً عن ذاكَ الواقِفِ يَنْظُرُ نَحْوَ الأُفُقِ الوَرْدِيِّ

ويَحْلُمُ بِسُهوبٍ خَضْراءَ

وأُنثى...

وأَنا العَبْدُ المُفْتَقِرُ لِرَحْمَةِ رَبِّي

أَتَعَثَّرُ بِالحُزْنِ

وبِالضَّعْفِ البَشَرِيِّ...

سَأَلْتُ:لِماذا المُدْيَةُ سَيِّدَةُ المَوقِفِ

مُذْ قايينَ وهابيلَ...؟!

يَضيقُ العُمْرُ

ويَتَّسِعُ الحُلْمُ ويَمْتَدُّ

فَتَصْرُخُ نَبَضاتُ القَلْبِ:الرِّفْقَ...الرِّفْقَ..!!

العَدْلَ...العَدْلَ..!! 

فَهذا الكَونُ المَرسومُ بِريشَةِ أَعْظَمِ فَنَّانٍ-

هذي اللَّوحَةُ

ما ضَرَّ لَو انَّ الحُسْنَ يُؤَطِّرُها

مِنْ غَيرِ مَساحاتٍ يَغْسِلُها الدَّمّ.

                    ***

كانَ الصُّبْحُ جَميلاً حينَ مَرَرْتُ بِذاكَ الحالِمِ

لكِنَّ المَشْهدَ شَلْشَلَ بِالحُزْنِ الجارِفِ

أَطْرافَ الصُّبْحْ.

كانَ الصُّبْحُ جَميلاً

والمَشْهَدُ قَدْ يَبْدو عادِيَّاً

بَلْ عادِيَّاً جِدَّاً..

لَو لَمْ يَكُنِ الحالِمُ ثَورَاً مِسْكينَاً يَقِفُ أَمامَ المَسْلَخِ

والجَزَّارُ يُعِدُّ على مَهَلٍ أَدَواتِ الذَّبْحْ!!!