معارضة وليد الأعظمي
معارضة وليد الأعظمي
وليد الأعظمي
من القصائد التي عورضت كثيرًا، قصيدة الشاعر البصير الحصري القيرواني (420 – 488 هـ) ابن أخت الحصري القيرواني صاحب (زهر الآداب)، ورغم أن له أشعارًا كثيرة فلم تذع له قصيدة ذيوع (ليل الصب) التي عارضها كثيرون، منهم من القدماء ابن مليك الحموي، ومن المحدثين أمير الشعراء شوقي، وولي الدين يكن، وخير الدين الزركلي، وأبو القاسم الشابي، وغيرهم.
الشاعر الإسلامي الخطاط الباحث وليد عبد الكريم الأعظمي - 1930م/ 2004 - له عدة دواوين شعرية هي ديوان الشعاع، وديوان الزوابع، وديوان أغاني المعركة، وديوان نفحات قلب، وقد جُمعت كلها في حياته في مجلد كبير، تحت عنوان (ديوان وليد الأعظمي) وتلقى الخط العربي على يد الخطاط التركي الشهير ماجد بك الزهدي، كما رافق الخطاط النابغة هاشم محمد البغدادي عشرين عامًا، وله مؤلفات إسلامية كثيرة منها: شاعر الإسلام حسان بن ثابت، والمعجزات المحمدية، وتراجم خطاطي بغداد المعاصرين، والرسول صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه، ومدرسة الإمام أبي حنيفة، وهجرة الخطاطين البغداديين، وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن رواحة الأنصاري، وكعب بن مالك الأنصاري، وعباد بن بشر الأنصاري، وقتادة بن النعمان الأنصاري، وأبو لبابة الأنصاري، وسعد بن معاذ الأنصاري، وأسيد بن حضير الأنصاري، وأبو طلحة الأنصاري، وحارثة بن النعمان الأنصاري، وعقبة بن عامر الأنصاري، وأبو دجانة الأنصاري، وذكريات ومواقف، وغيرها..
وقد جعل الأعظمي معارضته مدحًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واستكثر فيها من التضمينات، والإسقاطات ولغة الحكمة، فاقرأ معي:
المجد بيومك مولده
أحوال الخلق إذا اضطربت
والهمّة أنت محركها
والنهضة منك بواعثها
يا خير الخلق وسيّدهم
وبحور الشعر وما وسعت
يتقاذفني منها بحر
ويكاد يضيق به جزعًا
(فداركني) شرف الذكرى
شعرًا لأزفّ به البشرى
والشاعر يدفعه نفح
فيهزّ السمع بقافية
ويسير الناس على نهج
عهد الرحمن وموثقه
(إنّا أعطيناك الكوثر)
وهداك السمح له نور
ويبصّره كيف الشيطان
ويحذّره كيف الدنيا
وحديثك عنوان التقوى
(إن هو إلاّ وحي يو
يزداد الصدر به حفظًا
والفكر به يعلو شأنًا
نمتصّ الحكمة منه كما
قرآن الله يبشّرنا
(ولقد يسّرنا القرآن
يحيي الوجدان وينعشه
رمز الإصلاح ومنهجه
ويفك القيد ويطلقنا
ويسوء السوء وينكره
وشعاع الحق له وهج
لا ينكره إلاّ الغاوي
تخذ الدينار له ربًّا
متعوب القلب معذّبه
محبوس بين خزائنه
وخيال الموت يلاحقه
ويقّضي الليل وخاطره
لرئيس المال به شغف
فيراقبه ويحاسبه
أو يسلكه في سلسلة
(لا يصلاها إلاّ الأشقى)
(يُسقى من عين آنية)
غير الأيّام لها غِير
وكأنّ الدنيا دولاب
فيؤلّمه.. ويؤمّله
وحطام الدنيا برّاق
ومناصبها (كمناصبها)
دار لا يأمن ساكنها
بيناك تراه بعافية
أمسى ملحودًا في جدث
يغدو للدود بها نهبًا
وببطن الأرض إذا نمنا
فالكيّس من يحتاط لها
شرف الإنسان فضائله
يومئذٍ يعرض مكشوفًا
(لا تخفى منكم خافية)
(من يعمل سوءًا يجز به)
(والعمل الصالح يرفعه)
ورسول الله يصافحه
مولاي إليك رفعت يدي
مولاي عبادك في ضنك
والأقصى أمسى محزونًا
عرصات الطهر يحنّ لها
يستصرخ من يدفع عنه
طورًا (ريكارد) ينصره
وتنادي القدس أبا حفص
ما كان المسلم خوّارًاوالفتح بك امتدت يده
فالموقف أنت (محمده)
عزمًا يزداد توقده
راحت للشمل توحّده
ما لي ونداك أعدّده
لَتضيق بما لك أشهده
صخّاب الموج ومزبده
(بشّار) الشعر و(أحمده)
بلطيف القول أقصّده
للخلق بحبك أنشده
من (روح القدس) يؤيّده
للعهد الحق تجدّده
للعزّة أنت ممهّده
نص القرآن يخلده
يحلو للشارب مورده
يهدي الضليل ويرشده
عن الرحمن يبعّده
بخيال الوهم تقيّده
كاللؤلؤ أنت منضّده
حى) فتثنّيه وتفرّده
ومن الأخطاء يجرّده
فكأنّ حديثك يصعده
يمتصّ الشهد مشهّده
بالنصر إذا نتعهّده
للذكر) فأين مجوّده
ويبثّ الخير ويوجده
آيات الله تجدّده
وسوى القرآن يشدّده
ويحق الحقّ ويحمده
لظلام الكفر يبدّده
محسور الطرف وأرمده
من دون الخالق يعبده
مسلوب العقل مشرّده
فكأنّ المال يخلّده
فيقوّمه ويقعّده
بربا للدّين يزيّده
(سكران اللفظ معربده)
وبقعر النار يمدّده
بالخزي المرّ تصفّده
نارًا للّحم تقدّده
مُهلًا لا شيء يبدّده
لحصيف الرأي تبلّده
بالمرء يزيد تردّده
وينزّله.. ويصعّده
يغري المتهالك مشهده
تعلو بالمرء وتخمده
وبها أجل يتوعّده
والناس عليها تحسده
(وبكاه ورحّم عوّده)
محروم الجاه ومسعده
يتساوى العبد وسيّده
ولما يأتيه به غده
وغناه الثرّ تعبّده
مبيضّ الوجه وأسوده
من كلّ يعرف مقصده
يلقاه بما كسبت يده
ومع الأبرار يقيّده
ويدافع عنه ويسنده
سابغ فضلك لا نجحده
ظلم الكفّار يشدّده
يبكيه الصخر وجلمده
قوّام الليل وسجّده
كيد الأعداء وينجده
و(ابن غوريون) يهوّده
وجبال القدس تردّده
(موشى) بالحرب يهدّده