يتيم على باب فرن

يحيى بشير حاج يحيى

يتيم على باب فرن

 [مأساة الأطفال في سورية]

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

لم يكن يحسِبُ يوماً أن يلاقي شَرَّ عادي

هو طفلٌ كان محضنُهُ بأعماق الفؤادِ

أمُّـه كانت له كالحِرز في ليل العوادي

و الأبُ الحُـرُّ بياضاً كان من حول السوادِ

خرج الطفلُ صباحاً باحثاً عن أيِّ زادِ

و مضى للفرن مكدوداً ، به جَهْدُ السُّـهادِ

و رأى الناسَ صفوفاً ، و أسى التجويع بادي

فدعا : يا ربِّ ! بعضَ الخبز من قبل النفادِ

و مضى الوقت بطيئاً ، و هو في صمت الجماد

إذْ عَـلـَتْ في الجو طائرةٌ تُـدمْـدِمُ في ارتعاد

ظـنَّها عادت ، و قد ردَّتْ على قصفِ الأعادي

فتمنى أن يرى الطيارَ عنوانَ الجهاد !!

لم يُـخَيّـبْه و قد شَـدّ على شرِّ زِنادِ

فـتـلـظّى المدفـعُ الرشاشُ مجنونَ الحصاد

فهنا الأجساد تَـدْمى ، و هنا بعضُ أيادي

و تهاوى الفرنُ ممزوجَ احمرارٍ في سَـواد

يا إلهي ! ما ابتغينا غيرَ حَـقٍّ و رشاد

أهلُـنا ، أطفالُـنا هم في مَـراراتٍ شِـدادِ

هَبْ لهم قُـوّة إيمانٍ إلى صِدق اعتمادِ

ما لهم إلاكَ ، فانصُرْهم على ظلم العبادِ