النصر في الأفق
24تشرين22012
د. سامر محمد البارودي
د. سامر محمد البارودي
اقذف بقلبكَ للعلياءِ وانطلق وصاحبِ الأنجمَ الغرّاءَ مرتجزاً مالي أراكِ عن النجدات في شُغُلٍ أليس يا نفسُ ما أمّلتِ في سحرٍ أليس يا نفسُ قد هاجتْ لدعوتنا أطّت سماءُ الملا لغياثِ ثورتنا حتى إذا أمطرتْ أو أوحلتْ وجَرَتْ آويتِ في جبلِ الأعذارِ واهمةً ألستِ يا نفسُ قد حُذّرتِ في دعةٍ وكنتِ خُوِّفتِ إن لم تأخذي أبداً أنستكِ يا نفسُ أزمانٌ بلا عنتٍ أنستكِ يا نفسُ أفياءٌ وأنديةٌ قم بي أُخيَّ إلى الفيحاءِ مُنتصراً لهفي عليك فهذا الدّهرُ ذو غِيرٍ قم ننفُضِِ الذلَّ عن أرداننا فلقد وخَلِّ كفي خِلواً ليس تَشْغُلها وأنت يا صاحبي أذّنْ بأمتنا قد طارَ نسرُ الإبا من سفحِ ذِلّتهِ فاخترْ لنفسكَ عنواناً تلوذُ به إخوانك الصِّيدُ في أسمالِهمْ هُرِعوا قد جاوز الظلمُ صبرَ الناسِ منتهكاً وأنت كالنحلِ تلهو في حدائقهِ لا زلتَ تسعى على الأفراحِ منتقياً بنادقُ الثأرِ في أعماقهم رُبطت قم بي اُخيَّ فَعِزُّ الشامِ مُرتهنٌ يستصرخُ الله أجناد الشآم له وخلِّ عنكَ قلاداتٍ وأسورةً واحذرْ لقاءَ ربيعِ العُربِ مُرتحلاً وراقبِ الفجرَ لو طالتْ زُبانته ما عُدتُ ألحظُ نجماً قامَ ينشدنا قد أقبل الصبح في أعطافهِ بطلٌ | واركب على صهوةِ الجوزاءِ أقسمتُ يا نفسُ للجناتِ فاستبقي لا تستريحينَ من خوفٍ ومن قلق ألقتْ به الشمسُ وهّاجاً على الأفق وُرقُ الغمامِ فجاءَ النصرُ كالفلق تستنهضُ الشُّهْبَ والأجرامَ في الغسق خنادقُ الموتِ بالأرواحِ والمِزقِ وليس يعصِمُ غيرُ اللهِ من غرق وجهَ الحياةِ إذا مالتْ إلى الرّهق على يديْ ظالمٍ بالذلِّ والحرقِ قد كان ماؤكِ يجري فيه في غدقِ ملأى الندى والجنا والظّلِّ والعَبق لم يبق في الكأسِ إلا بُلغةُ الرّمق فليسَ بعد اجتماعٍ غيرُ مُفترق غارتْ كواهِلُنا في ثوبها الخلِق بغير رايةِ شامِ المجدِ والألق لعلّ تُحيي حصاةً بعد لمْ تُفِقِ أما النّعام فدسَّ الرأسَ في العمق إن شئتَ في شاهقٍ أو شئتَ في نفقِ وأنت يا صاحبي في لبسةِ الألق سجنَ الفظائعِ والتنكيلِ والحَنَق وهمْ يُوارونَ فيها صفوةَ الحِدَق وهم يطوفون بين الهدمِ والحرق وأنت تُحكِمُ فيها ربطة العُنُق بثورة النور في ميْدانها الطّلِق فانهضْ لنجدتهِ بالسيفِ وامتشق وخَلِّ عنكَ فِراشَ السُّهدِ والأرق يدعْكَ في حيرة الإشراقِ والشفق وخاطب البدرَ والجوزاءَ وارتفق ولا هلالاً ولا بدراً على نسق يروي حكاية نصرٍ صار في الأفق | والتحق