من أجل هذا الحب
عبد الرحمن أبو المجد
يهيمُ في هواكِ شاعرٌ وأحبابُ
فأجيبي لدعوتي كيفما تُجـابُ
كم روينـا عشـقَ الماضـي سـكرةً
فغنّي للماضي – إذ عُدنا -مآبُ
لو حَسبْنا الحبَ أسـمى خطيئـةً
فلن يستوي الذنبُ فينا والثوابُ
أولى لهـذا الحبِ أنْ يبقى صامتاَ
ولديكِ من قصائدَ الصمتِ كتابُ
يَشهدُ الناسُ أني كالطيرِ صادحٌ
وأنـا حائـمٌ مـلءُ عيني ضبـابُ
نارُ الفراقِ تقضي على مدامعي
ونـدى اللقـاءِ إذا التقينـا عَـذابُ
يا أرقى من الزهرِ النديِّ نفحةً
في قلبيَ الأشـلاءُ والآلامُ هِضـابُ
كيفَ بقاءُ الوصلِ والجـرحُ حولَكِ
أو نُسعِدُ الفؤادَ ودمعُهم ينسابُ
عامٌ وعقدانِ في البينِ قـد مرّا
ولم تعدْ في بقايا العمرِ أحقابُ
آثرتُ موتي قبلَهمـا لكي تحيـي
ورحيلُك إلى سلطانِ غيري جوابُ
فلن يسعى القلبُ لموتـةٍ أخـرى
والقلبُ لا يحيا والدماءُ خِضـابُ
رشفةُ الفراتِ في الثغرِ ما عذبتْ
مــاذا أنـا ومُـرُّ غيـري شــرابُ؟
بـأي ذنـبٍ كــي تأخــذَهُ جريــرةٌ؟
وليس له في الماضي الجميلِ حسابُ
دروبُ الوصلِ وقد فتنَّا ربيعُها
شــوكٌ وجـراحٌ وليـلٌ وصِـعابْ
سر ُمأساتي أني أختـالُ تفردي
وظلُّ روحي أينما ذهبتِ سحابُ
لو نثرتِ هوايَ في جدبـاءَ مقلةٍ
لغارتْ من زهورهِ العلياءِ قبابُ
همستُ للبحرِ بعضاً من رسائلِنا
كي ينقلَ الشعرَ ذاتَ يومٍ عُبـابُ
لا تزعمي يا نهـرَ القصائـدِ أنني
سأمحو هوايا أو يمحوني اغترابُ
قريبانِ نحنُ و إنْ تاهتْ بي سفني
أضـواءُ عينيـكِ في غربتي شـهابُ
سلوانُ: لا تعبئي إنْ ضعتُ يا وطني
فكـلُ (فجـرٍ) دونَ )الشـروقِ) سـرابُ
وسيبقى الحبُ يا غلواءَ بيننا
أينما رحلْنـا أو إذا حـطَّ المـآبُ
روافدُ شعري في عينيكِ تجمعُها
قطرةٌ من حـرفٍ لا يـزالُ يَهــابُ
نبضٌ من الذكري سيبقى هاهنا
ويجمعُنـا في هذا البيـنِ محـرابُ
ستدمـعُ علـيَّ الدمـوعُ فـي وجـلٍ
وستبكي عليكِ من أثوابي أثوابُ
قيسُـك يا ليلـى خلّـدَ قصــةً
الطيرُ تحكيها و عَجَمٌ و أعرابُ
من أجل هذا الحبِ العظيمِ .. نفترقْ
فوداعـاً وداعـاً إنّ المـوتَ ينســـــابُ
ولا تبكـي يا مليكةَ الروحِ إنما
... دمعُكِ أغلى أنْ ينالَهُ حِرابُ
لقد جعلتُ من موتي إليكِ ستراً
وحبي الخالـدُ أينما كنتِ حجــابُ