من يشتري بغداد؟
من يشتري بغداد؟
عبد الرحمن أبو المجد
سُحقاً لمنْ باعَ
تباً لمنْ اشترى
بئسَ مَن كانَ في المزادْ
أعلنَ الطاغوتُ من غَربهِ
من وَكرهِ
من يشتري اليومَ بغدادْ
باعوا غرناطةَ و التاريخُ ينوحْ
و غابتْ القدسُ تحتَ الوسادْ
تحتَ السفوحْ
ذهبتْ ثمودُ و حضارةُ عادْ
و ليبكِ في قبرهِ الرشيدْ
لقد ضاعتْ سامراءْ
لأن الثمنَ كانَ زهيدْ
حِفنةَ دولارٍ و دماءَ العبادْ
وما كانَ العربُ في المزادْ
كأنَّ وهجَ النارِ جليدْ
ضاعتْ كربلاءْ
ضريحُ (علي ) صارَ وحيدْ
ما عادَ اليومَ صوتُ جهادْ
دماءٌ على شاطئِ الفراتْ
جفّ تمرٌ نضيدْ
طفلٌ هنا قد ماتْ
و النهرُ صارَ شريدْ
لا قلباً ينبضُ
لا حجراً يضرب ُ .. لا حرفاً .. لا همساً
العراقُ يكسوهُ السوادْ
وما كانَ العربُ في المزادْ
فمنْ يا تُري سيشتري بغدادْ؟
باعوا اليومَ عُدي
باعوا اليومَ قُصي
من أجلِ كسرةِ زادْ
لم يكنْ لديهمْ دمعٌ يجفُّ
لم يدعوا اللهَ دعاءَ نبي
كلُ شيءٍ هنا قد بادَ
أفقْ لجسدي لا تبعْني
يا بني
جاءتْ الكلابُ تهرولُ من كلِ وادْ
للنفطِ .. للقتلِ
للحربِ على الزيتونِ
لنهبِ الخبز ِمن فمِ الأولادْ
كي يُطعَمَ به صهيونْ
وما كانَ العربُ في المزادْ
لكنَّ بريقاً لم يزلْ في الضلوعْ
شهيدٌ هنا وقتيلٌ من الأوغادْ
و لترتَحِبَ القبورُ في خضوعْ
في شوق ٍ.. في رجفٍ ..في ازديادْ
لأنَّ العربَ ما كانوا في المزادْ