كيفَ الحوارُ ؟!

كيفَ الحوارُ ؟!

أحلام النصر

كيفَ الحوارُ بربِّكمْ ؟! أنحاورُ الجزَّارْ ؟!

كيفَ الحوارُ معَ العدوِّ ؟! دماؤُنا أنهارْ !

كيفَ الحوارُ وَفي السُّجونِ تعفَّنَ الأحرارْ ؟!!

قسماً بربِّ البيتِ إنَّا للهدى ثوَّارْ !!

****

يا ويلَ بشَّارٍ طغى وَسلاحُهُ البطشُ !

إنِّي سأسألُهُ: أجبني أيُّها الوحشُ !

أتريدُ قتلَ النَّاسِ حتَّى يسلمَ العرشُ ؟!

فَدُعاؤنا للهِ أنْ يختاركَ النَّعشُ !!

****

كيفَ الحوارُ وَمنزلي مِنْ غدرهمْ ينهارْ

وَرصاصُهمْ يرمي أخي وَالأهلَ وَالأطيارْ

وَنساؤنا قاستْ سجونَ الحقدِ وَالأشرارْ

أطفالُنا باتوا يتامى دمعُهمْ مدرارْ ؟!

****

حتَّى الحميرُ السَّائباتُ قضتْ مِنَ الغدرِ !

يا ويلهمْ ماذا أرادوا الآنَ في شرِّ ؟!

أَوَلَيسَ منهمْ عاقلٌ يصحو مِنَ السُّكرِ ؟!!

أَوَلَيسَ منهمْ راشدٌ يدعو إلى البِرِّ ؟!!

****

اسحبْ جنودَكَ ! لنْ نحاورَ؛ إنَّنا ثوَّارْ !

لنْ تخدعَ النَّاسَ الكليمةَ بعدَ شرٍّ دارْ !

سنثورُ ضدَّ نظامكَ الباغي وَلنْ ننهارْ

عهداً علينا أنْ نعيشَ مَدى المَدى أحرارْ

****

هلْ تحسبونا مازحينَ بهذهِ الثَّورهْ ؟!!

وَلِذا جنونُكمُ يَزيدُ وَيقتلُ الفكرهْ ؟!

أَوَ ما رأيتُمْ ما جرى كي تأخذوا العبرهْ

مِنْ ظالمينَ طغوا فكانَ عقابُهمْ حسرهْ ؟!

****

وَجنودُكمْ سلبوا هَنانا، قتَّلوا الأحرارْ

سرقوا المواردَ وَاستباحوا حُرمةَ الأطهارْ

سرقوا ثمارَ عناءِ شعبيَ، جَنْدَلوا الأخيارْ

وَرمَوا بنا خلفَ السُّجونِ وَظلمةِ الأسوارْ !

****

لا للحوارِ وَقدْ قتلتُمْ شعبيَ المظلومْ !

لا للحوارِ وَكلُّنا مِنْ غدركمْ مهمومْ

لا أَمْنَ معكمْ لا سلامَ بلِ الأسى محتومْ

سنزيلكمْ، سنزيلُ حكمَ العصبةِ المشؤومْ

****

كيفَ استطعتمْ أنْ تنادوا بالحوارِ الآنْ ؟!!

أينَ الحياءُ مِنَ الأنامِ وَلوعةِ الأحزانْ ؟!

تبَّتْ صفاقتُكمْ ! فأنتمْ للخَنا عنوانْ !

قسماً لَسوفَ نذيقكمْ لذعَ الرَّدى ألوانْ !

****

أَوَ حينَ ثُرنا خِفْتُمُ وَعرضتُمُ الإصلاحْ ؟!!

تبَّتْ أياديكمْ فإنَّ صلاحَكمْ أتراحْ

أَوَ يصبحُ اللَّيلُ البهيمُ الشَّمسَ في الإصباحْ ؟!

أَوَ يُصلحُ الفجَّارُ في أرضي بلا إصلاحْ ؟!!

****

خنتُمْ بلاديَ حينَ كنتمْ للعِدا أعوانْ

وَسلبتُمُ خيراتِها شابهتُمُ الشَّيطانْ

حاربتُمُ الإسلامَ حاربتُمْ هدى القرآنْ

وَحرمتمونا سعدَنا وَنشرتُمُ الأحزانْ

****

كي تخدعونا قلتُمُ: هاكمْ مساعينا !

وَلقدْ ملأتُمْ بالدِّما أرجاءَ وادينا !

إصلاحُكمْ يعني عناءً سامَ أهلينا

إصلاحُكمْ شرٌّ يُذيبُ القلبَ يكوينا !

****

بشَّارُكمْ رأسُ الفسادِ وَكانَ يُجريهِ

هوَ فاقدٌ للحقِّ كيفَ اليومَ يُعطيهِ ؟!

لنْ تخدعونا بالكلامِ فلنْ نداريهِ

إنَّا نريدُ الحقَّ نَجنيهِ لِنَفديهِ !

****

يا ربَّنا لا ليسَ غيرُكَ يسمعُ الدَّعوى

طالَ الأسى فينا وَملَّينا مِنَ الشَّكوى

كُلٌّ يريدُ بلادَنا وَكأنَّها حلوى !

لَكأنَّها مِنْ دونِ شعبٍ كابدَ البلوى !!

****

لا للحوارِ مدى الحياةِ وَإنَّنا أبطالْ

لسنا نحاورُ جندَهمْ، أَيُصَدَّقُ الأنذالْ ؟!

قَرِّي أيا بلدي فإنَّ الشَّعبَ كالزِّلزالْ

قدْ ودَّعَ القهرَ المَقيتَ وَودَّعَ الإذلالْ

****

غوروا أيا أوباشُ هذي أرضُنا الحُرَّهْ

بالرُّوحِ نفديها، فإنَّ بلادَنا دُرَّهْ

لا لنْ نبيعَ عدوَّنا شِبْراً وَلا قَطرهْ

لنْ نستكينَ لِظالمٍ كي نتَّقي شَرَّهْ !

****

سيقودنا مِنْ بعدُ شهمٌ صالحٌ عادلْ

للهِ يخضعُ لا يَجُورُ، وَيكرهُ الباطلْ

وَتَراهُ حينَ الحربِ يعدو فارساً صائلْ

يَدري بأنَّ المُلْكَ عَرْضٌ هالكٌ زائلْ

بُشراكَ يا وطني الحبيبُ فكلُّنا ماثلْ

للهِ نخضعُ لا نَذِلُّ؛ فكلُّنا عاقلْ