على باب الرشيدية

عاطف كامل يوسف

[email protected]

على باب الرشيدية

وعند الظهر

حيث الشمس لا غيمٌ يغطيها

وليس هناك شمسية

طوابير من العربات منسية

وفيها من عباد الله

نسوان وأطفالٌ

"وختيارٌ" على عكازه يسأل

علام الناس محشورة .....  ومقهورة

وسائقنا أتم لتوه عشرين سيجارة

*  *   *

على باب الرشيدية

وقفت أعدُّ أنفاســـــي

وأحسب أنني المقصود

بالتفتيش والحظر

وأن هناك ما يَخشى

من الشعر

وما هي إلا بضع ساعات ٍ

مضت بالقهر مرويّة

وجاء مؤخرا ً دوري

*   *   *

على باب الرشيدية

تقيم هناك دورية

تعسكر في بساتين ٍ

من الليمون والموز ِ

وقد غرست بقرب الموز دبابة

وأسلحة منوعـــة ٌ

وبالبارود مذخورة

وأرتال ٌ من الجند النظامية

بنادقهم إلى الركاب مشهورة

أصابعهم على الأزناد محفورة

تقدم واحد منهم

تفرس في وجوه القوم  ِ

يسأل عن هويتنا

أجبت بأنني شــاعر

فلم يأبه ْ

وظن بأنني أهذي

وآخر كان أستاذ ًا

بمدرسةٍ

" فبــهــدله "

تقاريرٌ تقول بأن طلابهْ

أتو يومًا

لذاك الحاجز المشؤوم

في باب الرشيدية

وصاحوا دونما وجل ٍ

ألا انسحبوا فليست هاهناغزة

وليس حصارنافخرالعسكركم

فما أنتم سوى الأشواك منغزة

بأحلامي التي رويّتُ في عِزة

بأشواقي إلى عكا إلى يــــــافا

إلى حيفا ومسجـــــدها

إلى قسّامها وإلى " الجهاديّة "

وثـالـــث كــــان بلاطا ً

وكان لديه " صاروخ ٌ"

ولولا أن جنديا ً

له صلة ٌ بمهنته

لألقوه وراء الشمس

دون الخوض في أسباب محنته

فهذا العصر عصر السلم  ِ

لا عصر الصواريخ ِ

وكان بجانبي رجل ٌ

قد ارتعدت فرائصه

من الخوف ِ

لعل َّ هناك ما يخفيه ِ

من أشياء محظورة

ملابسه عليها من

بقايا الطين و" الطوبار " كمّية

فصاح بوجهه الجنديَّ

انزل وافتح " الطبّون " واحذر

فالعيون اليوم مفتوحة

تتابع كل َّ جزئيّة

وجدنا عشر كيلات ٍ

من الإسمنت مخفيّة

وأطلق قهقهات الفخر

بالتأييد ممهورة

وصادرها

وحّول صاحب الإسمنت للقاضي

فأصدر حكمه الماضي

جزاؤك أيها المجرم

ثلاثة أشهر سجنا ً " برومّية "

وغرّمه ُ

ألوفا ً تبلغ الخمسين دولارًا

ستُدفع دون تأخير ٍ

يوقع بعدها عهدًا

بأن يلزم

بألا يدخل الإسمنت

ينسيهِ قضيتهُ

وخيمتهُ

وحقَّ العودةِ الأسمى لموطنهِ

ورابع هذه الأحكام

جائزةٌ على عَجَل ٍ

لجندي ودوريّة

على باب الرشيدية

*مخيم فلسطيني يقع جنوب مدينة صوراللبنانية،يحاصره الجيش اللبناني كغيره من المخيمات الفلسطينية.