ما ذُبابةً قَتَلتْ
عبد الرحمن هارون
أصحابُ الفخامةِ والزعامةِ والعُلوْ
أصحابُ الوَجاهةِ و الحفاوةِ والشِيَمِ
تحسَبهم جميعاً حين يجتمعونْ
يُقهقِهونَ .. يُطلقونَ النِكات في القِمَمِ
مواقفُهم بدتْ مثلَ قوس قُزحٍ
فتراجعتْ أُمُّ القضايا في هيئةِ الأُمَمِ
فهذا صَديقُ القيصرَ العصري وذاك عدوُّهُ
و آخرٌ بينَ هذا وذاكْ غيرُ مُنسجمِ
أمامَ الكاميراتِ يشجبون .. يندِّدون
في الشجبِ والتنديدِ هُمْ قمّةُ الكرَمِ
بياناتُهم (صورةْ طِبق الأصلِ) مُذْ صَدَرتْ
فهل المخرجون كُسالى أمْ عانوا من سأمِ
فبيانُ شرقستانْ هو نفسُ بيان غربستانْ
يضِجُ بالدعواتِ للتطبيع والعَدَمِ
تتبخَّر الدعواتُ كصرخةٍ في وادٍ
أو كإبرةٍ في بحرٍ حالِكِ الظُلَمِ!
فلا العدوُ يقبلها ولا الصديقُ يفهمها
لندرة المعنى وكثرةِ الكَلِمِ
إعلامُنا الرسمي يُطري البيانَ الخَتامي
يبقى يُذيع تحيَّةَ العَلَمِِِ
فهل تناسوا أم العاداتُ قد حَكمتْ
أن البيانَ يُصاغُ قبلَ الدعوةْ للقِمَمِ؟!
بياناتُهم تـَتـْرى لكنْ ما ذُبابةً قَتـَلـتْ
ولا أقنعتْ طِفلاً ناهيكَ عن هَرِمِ!
إذاً لِـمَ الأموالَ في الأسفارِ نُهدِرُها
أليسَ أَوْلى بها أطفالُ طُولْكَرِمِ؟!
وما جدوى الخطاباتِ اصلاً إنْ صَدَرتْ؟
ما بالُ أمـَّةٍ سادت حقاً
كلَّ الدنيا أمداً .. هل ذبُلتْ؟!