نداء عاجل
عبد الرحمن أبو المجد
نـداءُ التاريـخِ للأمجـادِ يلتهبُ
وجمرُ الرجاءِ في الدموعِ ينسكبُ
غروبُ الشمسِ ما زالَ . وتحرقهُ
شمسُ العروبةِ فاتحدوا يا عربُ
*****
غارةُ الأعـداءِ وإنْ غارتْ جراحُها
فكلُ الجراحِ مع الأيـامِ تحتجـبُ
وما المنيـةُ إذا كانتْ مصـادرُها
دمُ الإخـاءِ وفينا الصِهرُ والنَسَبُ
جـاروا على دمِ العراقِ فأعياني
هولُ القتـالِ وتلكَ الأرضِ تغُتصَـبُ
أسيرٌ بالعـراقِ في سجنِ أوطاني
إلامَ الأغـلالُ في الجيـدِ تَنتحِبُ
صدى النـداءِ من الرافـدينِ أدماني
إلامَ الدمـاءُ في السجونِ تختضبُ
يا ليـلَ الليـلِ في دنيـا الهـوانِ
أملُ اللقاءِ في الأحـداقِ يرتقِـبُ
بكفـي الردى وفي قلبي احتراقٌ
من زمنِ الهوانِ والحقوقُ تَنقلِبُ
جُنَّ الحنيـنُ يا وطني واشتيـاقٌ
منْ قالَ أنَّ حنيني إليـكَ ينُتهَـبُ
*****
نداءُ القدسِ في الشـرقِ ينتفضُ
عـربيةٌ أنا حتى لو أبى الغـربُ
أي وعدٍ وأي بلفورْ و كمْ قبضوا
النصرُ من الـلهِ والفتحُ يقـتـربُ
يا صـلاحَ الدينِ والقـدسُ مطلبهُ
كانَ الاتحـادُ فدانَ لنا الطـلَـبُ
يا رجـاءَ القدسِ والدمـوعُ تغمرُهُ
هـدموا ديـارَنا والأرضُ تنشعِبُ
هـمُ العدا من سالفِ الدهرِ نعرفهمْ
كم خرقوا المواثيـقَ وكـم سلبوا
ألبسـوا اللاءاتَ ثـوبَ السـلامِ
كمنْ يَلبسُ الحريرَ لمنْ به جربُ
هـوَ الجهـادُ ولـو بالحجـارةِ إنما
كـمْ من سَلامٍ غدا تغتالُهُ حربُ
خوضـوا المنايا والخطـوبَ كأنما
حطينُ الآنَ هنا..اتحدوا يا عربُ
******
نداءُ الجنـوبِ في لبنانَ يحتـضـرُ
فما عـادَ الجنوبُ اليـومَ يختصبُ
ويـحَ أرضي من ألغامٍ يعانِقُـها
هديرُ القصفِ وشجرُ الأرزِ يرتعبُ
من صابـرا وشاتيلا ظلَّ مذهبهـمْ
لقانا والخليـل و القبـورُ ترتحبُ
ما قلـبُ أمٍ قـدْ احتـرقَ وليـدُها
كيفَ تدركـهُ ونارٌ فيـهِ تنتشبُ
نَصَبـُوا المذابـحَ والدنيا واقفـةٌ
صدرَ البيانُ كمْ نكروا وكمْ شجبوا
يا دعاةُ السـلامٍ: السـلامُ مختنقٌ
وفي اختنـاقِ القمرِ ينَبـحُ الكلبُ
من إمامِ المسجـدِ يدعو معتكفـاً
من راهـبِ الكنيسةِ باتَ يرتهـبُ
من عليـاءِ تاريـخٍ كانَ منتصـراً
من عذابِ الأرضِ.. اتحدوا يا عربُ
******
نـداءُ الصومالِ للإنسانِ يستجدي
شعبٌ يثورُ وفيه الجـوعُ والسَغَبُ
رجـاءُ طفلٍ لا يقتـاتُ في المهـدِ
أتيـتُ إلى الـدنيـا وفي عينيَ النَصَبُ
غابتْ أنفاسـي وصارتْ تساومُني
.. (هل أنا إنسـانٌ أمْ انـهَ اللقـبُ؟)*
هياكلُ الأجسـادِ في عينِ ناظرِها
كحطامِ ديـارٍ قدْ مسَّهـا الخـربُ
ذبـُلَتْ نهـودٌ فجـفـتْ مـواردُها
ترتشفُ الأطـفالُ منها وما شربـوا
لم يُطعموا فما عاشُوا وما ماتوا
وجُودُ الطعامِ الجـرادُ والحَطَـبُ
فمـِن شعبٍ يستجـيرُ فى نوائـبهِ
ومن طفلٍ يموتُ.. اتحدوا يا عربُ
******
إني لبـاقٍ في العروبةِ أناشـدُها
فللعربِ أمجادٌ وإنى لها أنتسِـبُ
...............................................
* الشطر من قصيدة الشاعر (حديث الوسادة) في ديوان( فيضان).