الزَّمَنُ العَرَبِيُّ
الزَّمَنُ العَرَبِيُّ
د.فاطمة محمد العمر
الوَقتُ أَوَائِلُ أَيَّامِ القَرْنِ ..
وَمَكَانُ الحَدَثِ هُنَا .. وَهُنَاكَ ..
وَفِي كُلِّ الوَطَنِ
الأَزْمَةُ تَخْنُقُ فِينَا مَشَاعِرَنَا،
تُخْرِسُ أَلْسِنَةَ العُشَّاقِ
فَأَغَانِي الحُبِّ تُرِيدُ الأَمنَ .. وَأَرْضُ العَرَبِ بِلا أَمْنِ
لا حُبَّ عَلَى أَرْضِ العَرَبِ ..
لا شِعْراً يَحْكِي عَن لَيلَى، لا قِصَّةَ تُرْوَى عَن قَيسِ
لا أَحداً يَتَذَكَّرُ عَبْلَةَ، أَو يَذكُرُ عَنتَرَةَ العَبسِي
لا حُبَّ عَلَى أَرضِ العَرَبِ ..
أَشعَارُنَا كُلُّهَا قَد شُغِلَت بِحَدِيثِ الأَزْمَةِ وَالحَرْبِ
إِنْ جَاشَ فُؤَادُكَ بِالحُبِّ ..
إِنْ هَزَّكَ بَحْرٌ .. أَو قَمَرُ ..
إِنْ هِمْتَ بِلَيلٍ فَتَّانِ ..
إِنْ تُسْبِكَ زَهْرَةُ رَيْحَانِ ..
إِنْ جَمَعَ اللَّيلُ حَبِيبَينِ .. وَسَيَحْلُو بَيْنَهُمَا السَّهَرُ ..
إِنْ غَرَّدَ بُلبُلُ قَرْيتِنَا .. أَو رَقَصَ الجَدْولُ ..
أَو إِنْ غَنَّى عَن الحُبِّ الوَتَرُ ..
لَن يَحكِيَ عَن هَذَا الشِّعْرُ
أَشعَارُ زَمَانِنَا .. لا تَعرِفُ أَلفَاظَ الحُبِّ!!
قَامُوسُ زَمَانِنَا .. لا يَحْوِي إِلاَّ لَفظَ الحَرْبِ!!
وَزَمَانُنَا يَفْرِضُ مَنْطِقَهُ، وَيَهُدُّ شُعُورَ العُشَّاقِ
يَهدِمُ أَفْرَاحَ الأَطفَالِ
يُلْغِي كَلِمَاتِ الأَشوَاقِ ..
لا وَقْتَ لَدَينَا لِلحُبِّ .. لا شِعْرَ لَدَينَا لِلحُبِّ
فَقَدَرُنَا أَنْ نَحْيَا زَمَنَ الحَرَبِ ..
وَقَدَرُنَا أَنْ نُخْرِسَ صَوتَ القَلْبِ
قَدَرُ الشُّعَرَاءِ بِأَنْ يَتَحَدَّوا .. طَبْعَهُمُ!!
قَدَرُ العُشَّاقِ بِأَنْ يَتَخَطَّوا .. أَزْمَتَهُم!!
وَيَعِيشُوا أَزَمَاتِ الحَرْبِ
هِي هذِي حِكَايَةُ بَلْدَتِنَا ..
هُو ذَا الزَّمَنُ العَرَبِي
يَبْغِينَا زَمَانُنَا بِلا حُبِّ ..
هَل يَحْيَا المَرْءُ بِلا حُبِّ ؟!!