هل أحتفي بعروبتي؟!
11آب2012
محبوبة هارون
محبوبة هارون
تأبى الحروف وتهرب مسفوحة تلك الدماء فقد غزت وأنا أطوف على الحروف حزينةً فعلى شواطئ مهجتي كم ينتشي فمتى يُفيق الحرفُ من أحزانه؟! هم يخنقون الحرفَ في أغصانه من ينقذ الغصنَ النضيرَ من الرَّدى؟ من راعه دمعُ الحبيب فأهله والحرف يصرخ يستجير فلا أب والخال يركض خلف ظبي شارد والعم يلهو والعشيرة تحتسي وبرامج التلفاز يا لجمالها هذي "روتانا" من سيغمض جفنه؟! والحرف يشهد ما يدور ولا يعي فالجد غاب ولا سبيل لعهده فإذا اليتيم مع اليتيم يضمه وأرى بقاياه تلملم بعضها تبغي الرحيل إلى الوراء لتحتمي فأقول مهلا للأحبة حسبنا أبطال غزة والخليل وقدسنا فجر بدا قد دق باب هواننا كيف الهوان لباسكم وإلى متى نظرت إليَّ بحسرة وترنمت فسألتها هل أحتفي بعروبتي؟! فتنهدت تلك الحروف وتمتمت وتساءلت بمتى وكيف خلاصنا عما قريب هل أسطر عنهمو رُفع الحصارُ أتى صلاح للحمى أكل الصغيرُ بأرض غزة وارتوى وبكل أرض المسلمين تكافلٌ سودانُنا صومالُنا وعراقُنا قاطعتها كررت سؤلي، نحتفي فتجمعت تلك الحروفُ، وهللت وتبسمت، بعد الصلاة لربما كم من عطايا فى ثنايا محنة فتضمنا بعد الشقاق مصائبٌ فتركتها تروي المنى فترعرعت والمجد يدنو كي يعانق أمتي فإذا العروق لدى الحروف تحركت هبت خيول الحرف تنفض ذلها خلعت ثياب العجز عنها وامتطت بعد لصلاة على الرسول وصحبه تروي صفاءً من مَعينٍ طَاهِرٍ شمس العروبة لن تغيبَ وبيننا فـ "الله أكبر" حصنها ودروعها | الكلماتُبدمائها كم سطرت قلبَ الحروف بجيشها الآهاتُ مكتوفة وتلفني الحسراتُ حزن له كم نظمت رحلاتُ ومن الهموم تتابعت هجماتُ وإلى الجذور تصوب الطلقاتُ من قد وعى وسمت به الآياتُ؟! صمٌّ وبُكمٌ، ترتع اللذاتُ والأم تاهت، ضاعت الخالاتُ يحلو الشواء وتشتَهَى الأكلاتُ شاي الظهيرة، تصنع العماتُ تسبي القلوب بسحرها القنواتُ إن الحياة بغيرهن مواتُ لم يبتسم وتحيطه الرقصاتُ يبكي الحفيد وللحمى زفراتُ وتضمهم وسط الأسى قبلاتُ وإلى الوراء تبعثر النظراتُ فالمجد قد رحلت به السنواتُ لن يُطفأ المصباح والمشكاةُ فهم البشارةُ والنُّهَى والذاتُ قد صاح هبوا أيها الأمواتُ للكبرياء تصوب الصفعاتُ؟ تشتاقكم نحو العلا صولاتُ أتشاركين، وها هي الندوات؟! والصوت قد لعبت به الأناتُ هل أدرك الإخوان والأخوات؟! للقدس عادت تركض البسماتُ ذهب العدو تسوقه اللعناتُ وعلى الشفاه تزاحمت ضحكاتُ لقلوبهم قد هرولت رحماتُ النيلُ صال ودجلةٌ وفراتُ ولباس قومي غربة وشتات؟! وتزينت للموعد الكلماتُ تُمحى الذنوبُ وتُغفر الزلاتُ للمؤمنين محبَّةٌ وهباتُ وتثور أمشاج لنا وصِلاتُ فإذا القفار بأرضها جناتُ نبضُ الإباء يعودها وحياةُ وسرت دماء وانبرت نبضاتُ نحو الهوان تسَدَّدُ الضرباتُ ظهر السحاب، لِتُقهَرَ الظلماتُ وعلى الشفاه تتابعت دعواتُ من نوره، من علمه نقتاتُ روحُ الجهادِ وَقِبلَةٌ وصلاةُ من سرها تتفجر الطاقاتُ | صفحاتُ