دنوتُ من الرحيل
16حزيران2012
محمد جمال باحيدره
دنوتُ من الرحيل
محمد جمال باحيدره / اليمن
يا أيها القلمُ النحيلُ ألم أقل فاكتب وسجل كل أحزاني ولا واجمع علوم الخير قاطبةً ولا فالقلبُ في كمدٍ وعيني لم تزل فالدنيا فانيةٌ و إنّي راحلٌ واللهِ لو علموا الخلائقَ كلهم باتوا على وجلٍ وفي خوفٍ وفي لكنهم مالوا إلى الدنيا التي وعلمتُ أنّي عن حياتي زائلٌ وقطعتُ دهري كلهُ في خلوةٍ فعسى إلهُ العرشِ يأتي برحمةٍ فارحمني ياربي فإنّي مذنبٌ واجعلني ياربي مجيباً طأئعاً فالنفسُ طامعةٌ وقلبي صادقٌ كم من فتى يغدوا ويجمعُ مالهُ وسل الحياةَ وقل لها في خيفةٍ ستقولُ إنَّ الموتَ فرّقَ جمعُنا والموتُ ماءٌ سوفَ تشربهُ وما فإذا أتى أجلُ الفتى في غمرةٍ إن كانَ في الدنيا على نهجِ الهُدى وكذا قبورُ المتقينَ فسيحةٌ أمّا إذا كانَ الفتى في دهرهِ فالقبرُ صارَ لهيبهُ في ضجةٍ يتجرعُ الألمَ الشديدَ و هولهُ فإذا أتى الزلازلُ أُخرجَ حِملها وترى الذينَ وجوههم مسودةً وكذا اليَهوديُّ اللئيمُ فإنهُ تلكَ القيامةُ أنشأت أوصافها فالآنُ يانفسي عليكِ بتوبةٍ بل سيري في ركبِ الكرامِ فإنّهم سيري إلى الفردوسِ أفضلَ منزلٍ وذري الحياةَ فلاتكن لكي معقلاً فاليومَ يانفسُ يئستُ من الدُنا واليومَ يا دنيا لأنتِ كئيبةٌ إنّي دنوتُ من الرحيلِ وإنّني فلكم نعيتُ إلى الخلائقِ قائلاً | إنَّ الحياةَ قريبةُ تبقى على الأوهام و الإذالِ تممع علوم الشرِّ بالأقوالِ تبكي وأنتَ مُشتتُ الأحوالِ والناسُ في سهوٍ من الأثقالِ إنَّ الذنوبَ كثيرةُ الأهوالِ فزعٍ من الجبّارِ ذي الإجلالِ تفنى و يبقى الواحدُ المتعالِ فقطعتُها في صالحِ الأعمالِ أشكوا إلى الرحمنِ شرُّ وبالي فهو الإلهُ محققُ الآمالِ بل إنَّ ذنبي صارَ بالمكيالِ وارحمني ياربي واسعد حالي إنَّ الحياةَ كثيرةُ الأمثالِ والموتُ يأتي مقسمُ الأموالِ هل عاشَ مخلوقٌ بغيرِ زوالِ والموتُ يأتي مفرّقُ الأجيالِ عاشَ امرءٌ والموتُ بالآجالِ يُمسي معَ الديدانِ تحت رمالِ فالقبرُ صارَ بأجملِ الأحوال ياربي وسعها مدى الأميالِ يعصي الإلهَ فما لهُ من والِ وكذاكَ صارَ ممزقُ الأوصالِ حتى تشقَّ الأرضُ منِ زلزالِ وترها في زجرٍ من الأحمالِ يبكونَ يومَ الحشرِ كالأطفالِ سيبوءُ بالنيرانِ شرَّ مآلِ ولذا ترى الوصفَ العظيمَ ببالي بل فجعلي الخيرَ الجميلَ خصالي سلكوا طريقَ الحقِّ بالأفعالِ في جنّةِ الرحمنِ تلكَ أمالي ودعيها في وهنٍ وفي إهمالي ويئستُ من فعلي ومن أقوالِ واليومَ أنتِ قصيرةُ الأحبالِ سأفارقُ الدُنيا بلا سربالِ إنَّ الحياةَ قريبةُ الترحالِ | الترحالِ