وكان صديقاً لكلِّ العصافير
وكان صديقاً لكلِّ العصافير
أحمد صوالحة
لِطفْلٍ جَميلٍ أُغنّي
لِطفْلٍ بِعُمرِ الشُّموعْ
رَمَتْهُ البَنادِقْ
بَكَتْهُ الزَّنابِقْ
وفاضَتْ حزينَهْ
عليهِ الدُّموعْ
***
بعينيهِ سحرٌ
كسحرِ التقاءِ الفُصولْ
كطلعةِ فَجْرٍ
يَمُدُّ الضياءَ
ليومٍ كَسولْ
جميلٌ خَجولْ
كشمسٍ تَوارَت
بِظلِّ الغَمامْ
أَبِيٌّ بَهِيٌّ
نَقِيٌّ شَهِيٌّ
بدونِ هُمومٍ يَنامْ ..
هُنا كانَ يَمشي
فتَمشي البراءَه
عَلى قَدَمينْ
تَراهُ فَتَحسَب
أنَّ حياتَكَ
مُلْكُ اليَدينْ ..
هنا كان يلعَبْ
يَنُطُّ فيتعَبْ
ليَأتي إلينا
يُحَلِّقُ فينا
كصوتِ الأُذانْ !
ونحنُ ..
نَفيضُ عليهِ حَنانْ
سريعُ الغَضَبْ
كثيرُ الشَّغَبْ
يُحرِّكُ فينا المكان !
وكان يُسابِقُ يَوْمَه
يُلامسُ سَقْفَ الزَّمان !!
***
وكان جميلاً
كَصُبحٍ مُنيرٍ
وكان رشيقاً
وكان أَنيقاً
وكان صديقاً
لِكُلِّ العَصافيرْ ..
يطيرُ إليها
اليهِ تَطيرْ
***
رَمتْهُ البَنادِقْ
رَثَتهُ الحَدائِقْ
لنَفقِدَ فينا
شُعورَ الوَلَدْ
***
بِروحٍ حَزينَهْ
نَعَتْهُ المَدينَهْ
بِرعشَةِ عَينٍ
مضى في الأَبَدْ