ولكلِّ وجهٍ معلمٌ

أحمد عبد الرحمن جنيدو

سوريا حماه عقرب

[email protected]

للحرف أياماً تضيق على الحكاية,

يكتفي الشعر المدمّى

بالمشاهدة البعيدة,

يكتفي الصبر المجمّد بالحريقْ.

للحرف أنواراً تضيقْ.

وعلى الدم الناريّ نرجو قبلة ً,

نحتار,كيف تحاورون سياطهمْ,

ينسال من صدر الأمومة سرب آلامٍ,

يحاول مسك أطراف البداية,

يخلع الثوب المرقـّع عن ضمير القهر,

يغدو واضحاً,أو فاضحاً ليل الطريقْ.

للحرف أشجانٌ تضيقْ.

أمّي خذيني,كي يبارك ربّـنا

جوع العصافير الجريحة,

تنقر الرئة المصابة بالبراءة,

تنجب الأحلام خفّاشاًعلى هدر العروقْ.

شبحٌ يضاجع وحدتي,

فيه أراك خيال نائمة ٍ,

ومنك أرى لذاكرتي شبابيك الصلاة,

ومفرزات الأرض ,

والسحب الهجينة,

يسكن الشجر اصفراراً ثالثاً,

وعليك تبكمنا النصيحة,

جدّنا من ثوبه المبقوق

 تغتسل الطيور,وتشرب الماء َ اليمامة ُ

من سواعده بفصل ٍ لاحق ٍ,

من حبّة العرق المكدّرة احتجاجٌ,

يصنع الماس العقيقْ.

للحرف ثورات تضيقْ.

ولكل وجه ٍ معلم ٌ,

يستنفر الألم المخبّأ بالصدور,

يعلـّم الأوراق بعض مفاتن الحزن الدفينة,

يقرأ الخبز المطارد في اللهاث,

ويكتب الشوق المغلـّف بالدموع,

ويسرق الحلم الملـطّخ بالنكوص,

يسوّر الدنيا (بقيح ٍ),

يحرج الماضي,

وأنت على الرحيل حقيبة ٌتخشى الرفيقْ.

للحرف ألواناً تضيقْ.

قولوا لنا:من يقمع الموروث من أجدادنا,

ذاك الجميل يصافح الإنسان للإنسان,

قلْ: من قاتل الطفل الرضيع؟

المرأة الحبلى,وشيخ دروبنا,

وحكاية الحزن المعمّرة السنين,

إليك ذاكرة وأخرى,

صدّقوني:

 قادمٌ نحو الحقيقة من دمي ذاك الصديقْ.

قولوا لنا:سرقتْ فصول العمر,

مات بداخل الدرّاق سكـّره العتيقْ.

للحرف أسراراً تفيقْ.

يا أمّنا :خرج الصباح من النوافذ,

واستكانتْ في طفولتنا الرصاصة,

عبّقي لدفاتر المطر الأسير

 عطورنا,

وتعانقي مع خنجر التاريخ,

يذبحنا برتم ٍ بارد ٍ,

نرى جراح الحزن

 تغرس صدرنا,

تجتثُّ منك حضارة ً,شعباً عريقْ.

للحرف أحلاماً تعيقْ.

هاتي الضياء,تماسكي وتجاسري,

لا ينفع المقتول شكل مقابر العظماء,

لا يغريه مرمره,

ولا الحجر المرصّع

 بالعبارات النفيسة,

إنّه في لحظة ٍ أبديّة ٍ,

قد لا تعود,وقد تعود,

وقد تدوم,وقد تعيقْ.

للحرف أقلاماً تفيقْ.

للحرف أحلاماً تفيقْ.

للحرف ثورات تفيقْ.

للحرف صيحات تفيقْ.