بقيَّة من كأسك يا وطن

محمد نادر فرج

ميرلاند - أمريكا

[email protected]

لم يبقَ يا وطني الحبيبُ من الجذورِ الخالدة

إلا الأماني المُشرَعاتْ

وعَزائمٌ تَئِدُ ائتلافَ الظُّلمِ

تَسخرُ بالأولى سَرقوا ابتهاجَ النَّورِ

تَسحقُهمْ

وها هيَ تَستَشيطُ على رُبا التاريخِ

تَسْطُرُ رَوعةَ المَجدِ الأبيِّ مُصَعَّداً

يئدُ الطُّغاة

لم يبقَ إلا هذهِ الزفراتِ

يَبعثُها ملايينُ الذينَ يَهيجُ في أعماقِهم

عَزمٌ تَصعَّدَ

كاحتباسِ المُهلِ

حينَ يَمورُ في جَوفِ الثَّرى

مُتمرِّداً

ليُدمِّرَ الأكَمَ الذي لازالَ يَضغَطُ واهياً

فغداً تراهُ مُبَعثراً

يَنهارُ في وجهِ اللهيبْ

يا موطناً عرفَتْهُ أروِقَةُ الزَّمانِ

يُطِلُّ من قُلَلِ الشُّموخِ

بوجهِهِ المِعطاءِ

يَبعثُ من رؤاهُ البِشْرَ

يَنشُرُ في رؤى التَّاريخِ طَيفاً

فيهِ ألوانُ المفاخِرِ

فيه أوسمةُ الإباءِ

ورايةُ الأمجادِ

يَنثرُ فوقَها الأزهارَ مُبتهجاً

فتزدهرُ الرُّبوعُ الحالماتْ

لم يبقَ إلا أغنياتُ المَجدِ

والراياتُ مُشْرَعةً

تُرفرفُ فوقُ دقّاتِ الطُّبولِ

وذلكَ النَّغمُ الذي ينسابُ من بوقٍ

بهِ للمجدِ أُغنيةٌ

تُحاكي هِمَّةَ الأبطالِ

تَروي النَّصرَ مَلحمةً

ويَعشقُها ملايينُ الأباةْ

لم يبقَ إلا أنْ نُمزِّقَ ما تَبقَّى من سِتارِ الوَهمِ

كي تُجلى الحَقائقُ

كي يَرى أهلُ السَّماءِ وقدْ تَنادَوا

كيفَ يَنتصرُ الهُدى

ويُشَعشِعُ النُّورُ المُبينُ

غَداةَ قامَ الحقُّ وهَّاجاً

يُشعُّ على رُباكَ

ويَستهلُّ بآيةِ الذِّكرِ الحكيمْ

لم يبقَ إلا وَثبةَ العزمِ الأبيِّ

على زَغاريدِ الحَرائرِ

في احتدامِ رؤى الفِداءِ

على مَواضي الكِبرياءِ

تَفيضُ تَقطرُ بالدماءِ

يَمدُها الإصرارُ من تلكَ الجراحِ شَكيمةً

فَتَمورُ

تبعثُ فيه أعراسَ انتصارِ الحقِّ

وَضَّاءً تَهيجُ على رُباكَ

بَشائرُ النَّصرِ المُبينِ

وثَمَّ تَحلو الأُمسياتْ

لم يبقَ إلا أنْ أقولَ تَحيةً

يا أيُّها الأبطالُ

يا منَ خَطَّكُمْ سِفْرُ الهُدى

بمدادِ دَمعِ النُّورِ

يَذرِفُهُ الإباءُ

غَداةَ عيدُ النَّصرِ مُبتهِجاً

يلوحُ معَ انبلاجِ الفَجر

وهاجاً

ويتلو آيةَ الفَتحِ المُبينْ