الخادمة مينا
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
من كولمبو جاءت مينا
كي تحمل عبئاً يرهقنا
فتنال الأجر على عملٍ
تترفّع عنه دمًى فينا
لكنّكِ , مينا , صابرةٌ
كي تبنيَ بيتاً في بلدِك
وتعيشي عمراً رمزيّاً
فحططتِ بدارٍ ذات غنى
في أرضٍ فاضت بترولا
فهناك الزّوجة في دلٍّ
لا تبغي إلا راحتها
لا تبغي إلا زينتها
وشراءَ عطورٍ فوّاحه
كي تجذبَ نحلا طوّافه
ترتادُ " المولَ " بلا سأَمٍ
تتصيّدُ أزياءً تُعرَض
من صنع خيال الشّيطان
فتراها دمية منزلها
والزّوج بسحرٍ مُستَوثَق
والطّفل له أمٌّ أخرى
من غير أمومة ميلادِ
هي مينا خادمةُ البيت
هي أمٌّ من أقصى الأرض
جاءت كي تعمل في كدٍّ
فتربّي الوُلْدَ بلا روحٍ
إلا من روح أمانتها
إلا من وحي طبيعتها
*****
يا ويحَ الطّفل بلا أمٍّ
ولدته بحرصٍ لا ينفد
فاسمعه ينادي يا مينا
جوعانُ أنا مَن يطعمني ؟
عطشان أنا من يُرويني ؟
وحشايَ بنارٍ لاهبةٍ
مَن يُطفئُ ناراً تكويني ؟
اسقيهِ حبّاً يا مينا
فالأمُّ بدنياها تُبحرْ