ركاب المجد

هائل سعيد الصرمي

[email protected]

أناختْ ركابَ المجد ولتفتتْ حتى ترك بأفقِ الأفق تسمو بما قلتا

فمن هو أوفى ذمة ومحبة وما بانت الحسناء عنك ولا بنتا

تحبُك تخشى أن تبوح بحبها ترومك مثل البدر تشبهه سمتا

تقول وقد أغرتْ بعذب بيانها فؤادي وأغضى من حياء طرفها تحتا

هنيئا لأرباب المعارف والندى مناقبهم تروى وعلمهمُ يؤتى

وقد بذلوا أعمارهم في سبيلها وخاضوا البحار العاتيات فمن أنت؟

فهم يغرفون العلم من عمق بحرهم وتغرف أنت القطر من مدهم سحتا

من السطح لا من لجة اليم رشفةً رشفتَ وما خضت البحار ولا غصتا

وجئت من الروض الفسيح بزهرة تركت الشذى كثا وجئت بما جئتا

فقلتُ لها والنفس تقطر عزة يشرفني جمع المعارف يا أختا

ولو لم يكن للباذل الجهدَ بذرةٌ سوى جمعه للبذر من أوجه شتى

لأعلاه حسنُ القصد في سلم الذرى وإن أحجم التجديف ُفي نهر ما أفتى

كفاهُ احتفاء بالمكارم والهدى فيجمعها حبا ويمهرها وقتا

ينال بها أجرا متى انتفع الورى ولو صده الحرمان عن فعلها حتى .

على قولهِ يجزى ولو قلَّ فعلُهُ ... وإن أسرج الأفعال يا حبذا المأتى

حريٌ بمن لم يُجزل الخيرَ..نشرُه !! لينفع من يرجو متى استوحش الصمتا

ليبعث عزما إن رأى الفعل قاصرا ويوقظ قلبا خاف من ربه مقتا

فقد يُمقَتُ الداعي إذ ند فعله عن القول لو يوماً تَصدَّرَ أو أفتى

ولكن متى أعيتْ مُقلاً ذنُوبُه سيجبر حسن القصد نصحا لمن أعتا

فلا يصطل القلب المُحِبِّ بحسرة إذا فات خير"الأربعاء" أدرك "السبتا"

فيكسب نفع الغير إن قل نفعه ومن يرتج الخيرين يستعظم الفوتا

فهذا بحسن القول يقصد ربه وذاك بحسن الفعل يستنهض الموتى

وقد يجمع الله المحامد للفتى وأفعالُه تغدو كأقوالهِ نحتا

فيصدق فيه القول والفعل جملة ولو فتت الأيام في عضده فتا

فلا ينحني للنائبات حصانه ولا ينثني من دون غايته بتا

فطوبى لمن لا يصطفي البدرَ وحده ولكن شموسٌ في مدارجه شتى

فلا ليل يغشى في مدار شموخه ولا عوجا يلقى هناك ولا أمتا

يعيش بمحراب التضرع خاشعا إذا قيلَ من أهدى يجيبُ الصدى أنتا

فهيا إلى روض المفاوز نجتني مكارمها الأوفى ونغتنم الوقتا