لا يا شام
لا يا شام
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
كـم أشـتـهيكِ على جواكِ أهرولُ
وبـريـق عينك وهي فجر محبتي
لـكـنـنـي وأنا الحروب جميعها
لا بـد مـن سفري وراك أعنتي
نـضـجَ احـتراقي واستباح نزيفه
وعـلى فمي بوْحي يضجُّ بشهقتي
إي والـحـنـين يريق أقداح الطلا
وهـوايَ مَـهْـجـره أفاض حنينه
أغـدو وتـسـمـل مـقلتي مواجعٌ
أنـا لا أتـاجـر في يدي وأبيعها
يـا شـام يـا بردى أزفُّ روائعي
صـحـراءُ عدنا والسرابُ مطوِّقي
أوصـي إلـيـك أنـا يتيمُ مصائبٍ
لا تـسـمـحي من أن تفزَّ ضغائنٌ
وغـدا سـتـهجرك العصافير التي
أنـا مـا دُهـشت بأن تحوّل كعبتي
نـحـن انـكسرنا واستبيحَ سؤالنا
نـحـن الـذيـن تشابكت بمدائني
شـدي إلـيـك أواصـراً بجراحنا
أشـكـو دمـشـق وكل حبّي أنني
إذ كـلـمـا اتـقدت بساحك فتنة
صـيحي لوحدك لن تريْ أسطورتي
قـد عـاد جـسّـاسٌ لسابقِ غدرِه
روحـي انـتظارٌ في محطةِ شهقتي
نـضـجَ الصباح وكربلاءُ قيامتي
والـفـجـر مـحترقٌ حمامُ رحيلِه
لا يـا شـآم وأنـت خـيمة ليلتي
أنـا قـد أتيتك فيّ ترجفُ خطوتي
فـلـقـد تـلبّسني هواكِ حبيبتي
فـنـصيحتي ،ضحكاتـُنا مَوْؤودةٌ،
ظِـلّـي يسافرُ في خطوطِ ترقـّبي
الـمـوتُ حاصرني فرحْتُ أزورُهُ
فـتـحـذّري مـن فـتنةٍ مسعورةٍ
فـأتيت نحوي نحو دربك قد مشت
يـا خـيمتي جرحي التظى متبرّماً
إنّـي أخـافُ الـغولَ يبتلعُ الهوى
والـقـادمـون من الخرائب وحدهم
حـتـى عصافيري تخافُ عِشاشَها
قـولـي لأسـراب الـغمام إذا دنا
أنْ تـطـفـحَ الوديانُ في فيضانِها
طـبـعي أنا البدويّ تسكنُ وحدتي
والـحـزن قـيّدني بخيطِ جنونِه
هـي لـوحـةُ الإبداعِ فيك توضّأتْ
لـولاكِ مـا افترشَ العراقيُّ الندى
لا عـذرَ إنْ فـتـحَ الشقاقُ طريقَهُ
لـولاك يـا قـلـقي ومثلك قلعة
يـا عـمرنا المذبوح في سوحِ البُكا
مـنـعوا ظلال العيد تدخل أضلعي
لا يـا شـآمُ عـروبـتـي مثقوبةٌ
والـوعـد . لا وعـد يجيء لبيتنا
كـبـرَ الـحنين فصار حقلَ سنابلٍ
وأنـا الـيـتـامى عند بابك مُهرقٌ
بـلـدي تـلـولُ مـأتـمٍ ومجازرٍ
وتـراب نـخـلي بالدماءِ معطّرٌ
يـا مـهرجانَ الحبّ ظـَلّي خيمة
بـغـدادُ ضـاعتْ واشتعلتُ بنارهاوإلـى مـداك عـلى جراحي أدخلُ
لـلـصـبـح يرسمُ بالندى ويكحلُ
سـأزاوجُ الـمـعـنى إليك وأرحلُ
مـشـكـومـة وأنـا حـمام يهدلُ
صـوت الرحيل بقفر عمري يصهلُ
ورؤى الـسراب على الغياب يولولُ
فـي مـرشـفـيـك ودمعه لا يأفلُ
وجـد وأشـعـلـه انـتظارٌ مرسلُ
وفـمـي إلـى نفس الأذى يتوسلُ
لـكـنني جرح ، يصيح ، مكبـّلُ
صـوتـا عـروبـيّاً لبابك يُقبـِلُ
وكـنـوزُ كـل الأرض فيك تنزَّلُ
وإلـيّ فـي مـدنِ الـتـنهّد منزلُ
فـغـدا يُـمثـَّلُ في ثراكِ مسلسلُ
غـنّـتْ . ويـذبح في ثراك قرنفلُ
سـجـنـاً ويـهدم في فنائي موئلُ
ومـن الـمـآسي العاريات سننهلُ
كـلّ الـرمـاحِ ونـسـوة تترمّلُ
مَـنْ ذا سـيـقبلني عداكِ ويحملُ ؟
أشـكـو إلـيَّ بـمن عليّ تفضلوا
هـبَّ الـعراقُ على الحديد يجلجلُ
راح الـرجـالُ وغابَ فيَّ (مهلهلُ)
وأعـاد عـصرَ الخارجين (سموألُ)
وأخـافُ وقـتـي عنكِ سوف يُبدّلُ
قـامـت ودوّخـني الظلامُ الأطولُ
ولأيِّ حـزنٍ سـوف قـلبي يحملُ
فـلـمَـنْ ستحملني الدروبُ وتنقلُ
وتـشـدّنـي نـحوي إليَّ الأرجلُ
ويـلـوحُ بي وجعي البريْ ويجفلُ
لا تـنـهـلـي مِـمّا بلادي تنهَلُ
شعراً . ويسكنُ في الحروفِ المرجلُ
لـكـنـه جـافـى وقالَ : يؤجـّلُ
فـمِـنَ الـنـقاءِ بأنْ يظلّ المشعلُ
قـدمـي ونـاري في دمي تتختـّلُ
مـنّـي وإنـي بـالـشجا أتعلـَّلُ
والـيـاسـمـينُ من المنازلِ يذبلُ
مَـنْ يـغـصـبـوك وللتدلّل تقتلُ
وأخـافُ ريـحُ البينِ فيكِ تـُطوِّلُ
أنْ تـمـطـرَ الـحنَّاءُ فيك وترفلُ
فـالـخـيرُ فيك وفيه غيرُكِ وشّلوا
فـي راحـتـيّ ولـلـقـا أتـأمّلُ
والـفـجـرُ في معنى غرامِكِ يثملُ
والـنـخلُ في أعلى الفراتِ يُهلهلُ
كـلا ولا غـنّـى بـنـخليَ بُلبلُ
أوْ راحَ فـيـكِ الـمرجفونَ تحوّلُ
لا تـسـمـحي يُدمي الثرى متقوِّلُ
شـبّـاكُ دمـعـي بالدموعِ مُحمّلُ
وخـيـوطُ نزفي ثوبَ حزنٍ تغزلُ
وأنـا يـتـيـمٌ فـي دروبك أسألُ
وبـريـد وصلي في فضاك معطّلُ
ذبـلـتْ وجـافـى للسنابلِ منجلُ
طَـبـقـي وبرْدي للصحائفِ يشعلُ
أدمـى لـبـابي المجرمونَ وقتـّلوا
يـرنـو لـه ولـفـجرِهِ المستقبلُ
لـلـزائـرين وفيك خصبيَ يأملُ
لا لا أريـدُ بـنـارِ مـوتكِ أشْعلُ