صوتُ القصاص
13كانون12014
رأفت عبيد أبو سلمى
رأفت عبيد أبو سلمى
( قام زبانية الانقلاب بتصفية العالم الجليل الدكتور/ طارق الغندور نزيل سجن أبي زعبل بأن تركوه ينزف ست ساعات كاملة حتى لقى ربه رحمة الله عليه، ولقد نقل إلى بيته، ونام طفله الصغير بجوار جثمانه في مشهد باكٍ ذرفت منه العيون، ووجلت منه القلوب)
لا ترحموا هذا الصبيَّ لا ترحموا هذا الصبيَّ وإنْ بكى لا ترحموهُ إذا رآهُ مُضرَّجا لا ترحموهُ وإنْ تسابقَ دمْعُهُ لا ترحموهُ إذا بدا متوشِّحا ً لا ترحموهُ إذا ترقبَ فجْرَهُ لا ترحموهُ وفي الكنانة عُصْبة ٌ قد كرَّموا فيها الأصاغرَ والخنا قد لفقوهُ قضية ً فقضية ً لا ترحموا ولدا ً له في شوقِهِ لا ترحموهُ إذا المنيَّة ُ أقبلتْ يؤتى على الأكتافِ يحمله الألى عرفوهُ في العلماء قامة َ أمَّةٍ عرفوهُ في المحراب عاشقَ قِبلةٍ عرفوهُ في الميدان يشعلُ ثورة ً يعلو على جهل الطغاة بصبره حبسوهُ غدْرا ً في محابسهم وما تركوه ينزفُ في غياهب ظلمهم تركوهُ والألمُ العصيُّ على الشفا وهو الذي داوى العليلَ بطبِّهِ وهو الذي شقَّ الظلامَ ضياؤه ولقدْ تلا آيَ الكتاب مرتلا ً يتقدمُ الصفَّ المجاهدَ عاشقا ً مستمسكا ً بعرى الأخوة حانيا ً ومؤيداً للحقِّ ساق أمامه وهو الأعزُّ بما أعزَّ به الورى لا ترحموا ولدا ً له في حزنِهِ مَن ذا يُعْوِّضهُ الحنانَ إذا اشتكى صوت القصاص إذا يدمدمُ إنما سكتَ المِراءُ بجَدِّه و بهزلِهِ شَمْسُ العدالة غيّبَتْ وضياؤها | محطماو بحزنِهِ أنا كمْ أراهُ تألمَ هذا الأبَ الحاني الأعز َّ الأكرمَ بدم ٍ يفوحُ على الحياة مُسَلما تترى ليذرفهُ و يَسْكبَهُ دَما ثوبَ الأسى أوْ لمْ يَعُدْ متبسِّما في جُنح ليل ٍ صار أدْهَمَ مظلما جعلتْ حياة َ البائسين جهنما و بدا لديهمْ ذو الطهارة مُجْرما وسَقوْهُ مِن مُرِّ العداوة علقما لأب ٍ يرى ألمَ الضريبة ِ مغنما نهشتْ أباهُ ضراوة ً و تهجما عرفوهُ عن قربٍ كريما مُسْلِما يعلو على الأقران فذا ً عالِما وبذكر رحمن الحياة متيَّما ورأوهُ حُرّا ً ناصرا ً ومقاوما وشعارُهُ:أنا لن أضامَ فأهْزَمَ عرفوهُ إلا للعُلا مستسلما حتى ارتقى لله يشكو الظالمَ يرميهِ طعنا ً غادرا ً متحكما متفانيا ً في الناس حُبّا ً ألْهِمَ نجْما يطاولُ في السماء الأنجمَ متخشعا ً متصدعا ً مترنما بيقينه مَجْدَ الأباةِ معظما قد زانه خلقَ الوفاء ِ مُعَلما بعصا الثبات هواجسا ومغارما ربٌ العبادِ، فكنْ به مستعصما عاما ً يكابدُ ظلمَكمْ مُسترحِما فقدَ الحبيبِ وحسرة ً و تألما ؟ تهتز منه الأرضُ يوما والسَّما قد آنَ للقسطاس أنْ يتكلمَ يوما يعودُ لجُرْح شَعْبٍ بلسما |