صحابة الهادي
19تموز2008
شيماء الحداد
شيماء محمد توفيق الحداد
ألَّفتُها في السَّادسة عشرة من عمري.
بـمـكَّـةَ أشـرقَ الإسلامُ وَديـنُ الـحـقِّ قـدْ أجلى فساداً فـأوتـارُ الـظَّلامِ غدتْ حطاماً أيـا زهـرَ الـبـريَّـةِ كمْ تغنَّى وَيـا صـحـراءُ كـمْ للماءِ عانٍ وَيـا لـيـلَ الـدَّياجي كمْ تلاقي وَيـسـهـرُ فـيكَ مهمومٌ بحزنٍ وَيـرفـعُ طـرفَـهُ نـحوَ الثُّريَّا - ألاتٌ خـالـقُ الـدُّنيا، وَعُزَّى مـنـافٌ قـدَّرَ الأرزاقَ؟! لكنْ! وَيـمـضـي في خواطرهِ كئيباً: إلـى أنْ جـاءَ هـاديـنا بهدْيٍ وَآمــنَ مـعْ نـبـيِّ اللهِ قـومٌ أيـا شـجـرَ الـحُدَيبَةِ فلتقولي وَيـا طـيـرَ الـمـدينةِ فلتغنِّي وَمـنْ ضـحَّـى بـبدرٍ يومَ قيظٍ وَمـنْ لـبَّـى الـنِّداءَ بيومِ أُحْدٍ وَمـا ضـعفوا وَلا وهنوا وَلا لمْ وَمـا اهـتمُّوا بجوعٍ أوْ بضَنْكٍ؛ وَمـنْ نـشَـدَ الشَّهادةَ كلَّ حربٍ وَمـنْ في الحربِ جاهدَ كلَّ كفرٍ وَمـنْ فـي سِـلْـمهِ يغدو حَماماً وَمـنْ رأوُا الـنَّـكالَ بعينِ صبرٍ وَمـنْ يـأبى خضوعاً أوْ خنوعاً وَمـنْ لـنـبـيِّـنا كانوا جنوداً وَمنْ إنْ وسوسَ الشَّيطانُ صاحوا: وَمنْ إنْ أخطؤوا فالأرضُ ضاقتْ إذا مـا لاحَ شـيـطـانٌ رآهـمْ صـحـابـةُ خيرِ خلقِ اللهِ كانوا سـمـتْ أخـلاقُـهمْ نبْلاً وَخيراً أبـو بـكـرٍ صـحـابيٌّ جليلٌ وَمـنْ كـانَ الـشَّديدَ لحبِّ حقٍّ حـيـيٌّ يـابـنَ عـفَّانٍ خلوقٌ وَأوَّلُ مـسـلـمِ الفتيانِ صحبي وَأذِّنْ يــا بــلالٌ قـلْ أذانـاً وَأعـلـنْ فـي الورى أنَّا أسودٌ وَيـاسـرُ مـعْ سـميَّةُ آلُ صبرٍ وَأوَّلُ مـنْ رمـى فـي اللهِ سهماً وَفـاتحُ مصرَ عَمْرٌو يابنَ عاصٍ وَكـلُّ الـصَّحبِ قدْ كانوا شعاعاً | نوراًأضـاءَ الـكونَ وَاخترقَ وَأجـرى بـالـهدى حبراً، ربابا وَصـوتُ المصطفى قمعَ الغرابا بـأرضـكِ عاقلٌ نشَدَ الصَّوابا؟! مـشـى جَـذِلاً فـألفاهُ سرابا؟! هـمـوماً أوْ لواعجَ وَاضطرابا؟! يـداري الـيأسَ وَالقلبَ المصابا يـفـكِّـرُ سـاهماً يرجو جوابا: بـنـى فـيـها جبالاً وَهضابا؟! أنـا ألـفـيـتُـهـا حجراً ترابا - أكـانَ الـحقُّ حقّاً أمْ سرابا؟! بـديـجـورِ الـظَّلامِ غدا شهابا زكـتْ أحـلامُـهـمْ وَغدتْ لُبابا حـكـايـةَ مـنْ لبيعتكِ استجابا تـحـيَّةَ شكرِ منْ قهروا الصِّعابا بِـجِـلَّـةِ مـالـهِ، رَضِيَ اليَبَابا وَكـانَ بـعـزمـهِ صقراً مُهابا يَـسَـلْ عـطشانُهمْ يُرِدِ الشَّرابا فـحـزنُ الـقـلبِ قدْ ولَّى غيابا بـشـوقٍ قدْ رأى سُبُلاً رِحابا[1] وَأهـلـكـهُ كَـمَـنْ قتلَ الذُّبابا وَمـنْ فـي حـربهِ صارَ العُقابا نـعـيـمـاً، فازدروا ذاكَ العَذابا يـلـبِّـي الـحـقَّ يـتَّبعُ الكتابا وَمـنْ لـكـتـابنا كانوا الصِّحابا - أيـا إبـلـيسُ لمْ تكنِ المُجابا وَعينُ التَّوبِ قدْ حاكى السَّحابا[2] يـغـيِّـرُ دربَـهُ فـقـدِ استهابا خِـيـاراً، وَكـهـولاً أو شـبابا سـمـوا بالدِّينِ قدْ ربحوا الثَّوابا وَصـدِّيـقٌ وَلـلـحـقِّ استجابا تـرى عُـمَـراً بهِ أُسْداً غِضابا لـكَ الـنُّـورانِ أكـعـاباً تِرابا عـلـيٌّ طـلَّـقَ الـدُّنـيا وَطابا وَأرعـبْ كـفرَ منْ حاكى الكلابا وَصـدْقٌ فـي الـلِّقاءِ وَلا نُحابى ضـحـيَّـةُ ظلمِ منْ آخى الذِّئابا حـواريُّ الـرَّسولِ رمى الحِرابا وَصـبراً يا خُناسُ دعي المُصابا بـعـمـرانِ القلوبِ محوا خرابا | الضَّبابا
الوزن: بحر الوافر.
[1] كناية عن الجنَّة.
[2] العين مؤنَّث مجازي يجوز فيه التَّذكير.