أنفقتُ عُمري في هواكِ
05تموز2008
د. أيمن العتوم
أنفقتُ عُمري في هواكِ
د. أيمن العتوم
قـالـوا: زَمَـانُـكَ؟ قلتُ ليسَ لَـمْ تـعـرفِ الأقـمـارُ يوماً مَوْطناً فَـامْـلأْ فُـؤَادي بِـالـنّـشـيجِ فَإِنّهُ فـأنـا أقـاسـي غُـربَـةً في موطني وأنـا وَحَـقِّـكَ لـيـس لي مِنْ عَاشِقٍ يا موطني .. يا موطني .. يا موطني .. (إنّـي أُحِـبُّـكَ) كـلّـمـا ردّدتُـهـا قـبّـلْـتُ وجـهـكَ يـا طهورَ ترابِهِ وَفَـدَيْـتُ أُرْدُنَّ الـهـوى وَهَـوَيْـتُهُ أرثـيـكَ ؟! أم أرثـي الـذين تحوّلوا هـم ضَـيَّـعُـوكَ وَضَـيَّعُوا أَحْلامَنا لـم يـعـرفـوكَ بـغـيرِ ما سلبوكَ سـرقـوكَ لـسـتَ بـمـوطنٍ إلا إذا مـا كـنـتُ أَحْسَبُنِي أعيشُ لكي أرى قـبـضـوا عـلى ثَمَنِ البلاد وروّحوا وَصَـرَخْـتُ أَنَّ الأرضَ لـيستْ سِلْعةً أنـا يـا بـلادي كـلّـما أبحرتُ في وَلَـقَـدْ يَـمُـوتُ الـحزنُ عِنْدَ مَمَاتِنا أنـفـقـتُ عُمْرِي في هَوَاكِ وليتَ لي أخـفـيـتُ وجهي عنكِ حتّى لا تَرَيْ ولـمـن سـأشـكـو؟ والذين شكوتُهم مـا جَـرَّبـوا عِـشقي ولو هُمْ جَرَّبُوا يـرقـى الـهـوى بالعاشِقِيْنَ وإنّنِي سَـجْـنِي وَمَحْكَمَتِي وَفَصْلِي، هَلْ تُرَى تـقـفـو الذئابُ قَصَائِدي، ويطيرُ مِنْ وَعَـلامَ؟ لـيـسَ لـديّ إلا قـطـعةٌ أنـا طـائـرٌ غـنّى فَأَشْجَى، مَنْ رأى واللهِ لَـوْ مَـلَـؤُوا فَـمِي سُمّاً وَحَزُّوا مـا بِـعْـتُ دِيْنِي، أَوْ طَعَنْتُ عُرُوبَتِي فَـجْـرِي أَمَـانٌ، وَالـذيـنَ تَـقَافَزُوا | زَمانِيكـلاَّ، ولا هـذا الـمـكـانُ لِـيَـكُـفَّ أَقْـدَمُـهَـا عَـنِ الدَّوَرَانِ سُـلْـوانُ مَـنْ يـشـكو مِنَ السُّلوانِ وطـنـي لـهـم، وأنـا بِـلا أَوْطَانِ إلاّكَ يـا وطـنـي فَـلُـذْ بِـكِـيَاني شـجـنٌ عـلـى شـجنٍ على أشجانِ جَـرَتِ الـحـروفُ نَـدِيَّـةً بِـلِسَاني وَضَـمَـمْـتُـه كـالـعـاشق الولهانِ حَـتَّـى هَـوَى الأُرْدُنِّ قَـدْ أَرْدَانِـي فـي الـنـاسِ أمـواتـاً بـلا أكـفانِ ونَـمَـوْا عـلـى زَمَـنٍ مِنَ الخُذْلانِ فَـامْـنَـحْـنِـي إذاً شيئاً مِنَ الهَذَيَانِ حَـسِـبُـوا حِـسَابَ الرِّبْحِ وَالخُسْرَانِ هـذه الـبـلادَ تُـبـاعُ بـالـمـجّانِ وَقَـبَـضْـتُ مُـنْـفَرِدَاً عَلَى قُضْبَاني حـتـى تُـبـاعَ بِـأَبْـخَـسِ الأَثْمَانِ سُـفُـنِ الـمـحـبّـةِ، عَـقَّنِي رُبّانِي وَيَـجِـيْءُ بـعـدَ الـموتِ حزنٌ ثانِ عُـمُـرَاً جـديـداً فـي هـواكِ يُعاني وجـهـاً يـزيـد الـهـمّ في الوجدانِ حـزنـي، أضـافـوه إلـى أحـزاني ذابُـوا وَحَـنُّـوا فـي الـهَوَى تَحْنَاني كـوفِـئْتُ – رغم الحبِّ - بالحِرْمَانِ كـانـتْ مُـكَـافَـأَتِي عَلَى إِحْسَاني؟! فَـرَحٍ لِـقَـيْـدٍ فـي يَـدِي سَـجّانِي يَـدْمَـى بِـنَـزْفِ حُـروفـها ديواني شَـجَـرَاً يُـحَـاسِـبُ طَائِرَاً لأَغَانِي أَضْـلُـعِـي، أَوْ قَـطَّـعُوا شِرْيَانِيس أَوْ خُـنْـتُ عَـهْدِي، أَوْ كَسَرْتُ سِنَانِي حَـوْلِـي، لَـهُـمْ لَـيْـلٌ بِـغَيْرِ أَمَانِ | مـكانِي