مَلكتِني جميعا
مَلكتِني جميعا ..
يحيى السَّماوي
ملكت ِ من أشجاريَ الأصول َ
والفروعا ..
فما الذي أبقيْت ِ للماء الذي أعشبَ رَملي
فغدا خريفه ُ ربيعا ؟
وما سَتبقينَ لِمَنْ أحبَبتُ في يفاعَتي
إنْ كنت ِ قد ملكت ِ في كهولتي
ياقوتة َ الحكمة ِ ..
والبستان َ ..
والينبوعا ؟
وما سَتبْقينَ لمن أحَبَّني
إنْ كنت ِ قد ملكت ِ مني الجفنَ ..
والأهداب َ ..
والدموعا ؟
أريدُ أن ْ أعتكِف َ الان َ ..
فهل تركتِ قلبي لحظة ً واحدة ً ؟
لعلني أكتشفُ الجسرَّ الذي
يوصِلُ بين شاطئينا
قبل َ أنْ أسقط َ في بَرِيَّة ِ الوحشة ِ
من صبابة ٍ صريعا ..
سَرَقتِني مني
فما تركت ِ ليْ إلآك ِ في صومعتي شموعا ..
فمَسِّدي يبيسَ عمري
آن َ للمهاجر ِ الضائع ِ
أنْ يبتدئ الرجوعا
مَنْ لي سوى يديك ِ يا آسِرتي
يمكنُ أنْ تكون حول خافقي
ضلوعا ؟
تهتُ ...
فهل وجدتِني
من قبل أنْ أضيعا ؟
أدركُ أنَّ ليلتي
قارَبَت ِ الهَزيعا ..
وأنَّ سنديانتي
لمّا تعُدْ ضاحكة َ الورد ِِ ..
ولا ربابتي تثمِلُ في لحونها الجموعا ..
أدركُ أنَّ نجمَك ِ الصبوحَ
لا زال على عادته سَطوعا ..
وأنَّ من حولك ألفَ عاشق ٍ
يحلمُ أنْ يدخل محرابَ هواك ِ سادِنا ً
وأنْ يكونَ الحارسَ المطيعا ..
لكنّ قلبي لم يزلْ طفلا ً..
وبستاني يفيضُ خضرة ً ..
وأنني لا زال في نخلة ِ عمري رَطبٌ
هزّيه ِ يَسّاقط ْ جَنِيَّا ً ..
فأنا رغم َ جنوني لا أزالُ
الهادئ َ الوديعا ..