مرثاة زوج
24تموز2010
د. شفيق ربابعة
(1)
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
أتـوقّـف الـقـلـبُ الكبيرُ بِنبضه شُـلّـت يـمـيـنُكِ واللسانُ وقُرِحت أقـسـمـتِ أن لا تـنطقي قبل الوفا ة حـتَّـى الـشـرابَ رفضْتِه ثمَّ الدواءَ أغـضـمـتِِ عينك زوجتي، ورحلت ورحـلتِ عن هذا الوجود تهدُّك الألآم وَهِـمُ الـنُـعـاةُ بـقـولهم مِتِّ ولكنْ مـرض الـكُـلي والسُّكري لم يمهلاك أحـسـسـتِِ أنَّك قد غُبنتِ وقلت لي فـأجـبـتُ أنَّ اللهَ وارثُ مـن عليها كـتـمـتْ مرادَك من أبحتِ لها بسرٍّك لـكـنـنـي وبعون ربي سوف أُعطي لا تـقـلـقـي فـأنـا أبٌ لـمـحمدٍ وكـذا بـنـاتُـكِ كالفتى فبمقلتي [3] أنـا خـير من صان العهود وخير من كـلّ الأواصـر بـعـد موتك قُطِّعتْ وتـنـفّـس الـصعداءَ بعدك من رأى مـا عـاد يـعـرف مـن يظلّل بيتنا أمـضـيـتِ أعـوامـا وأنت مريضة فـلـكـم حـملتُكِ فوق ظهري للمصحِّ لـكـنّ حـكـمَ الله فـيـنـا نـافـذٌ أحـبـبـتِ بـيـتـك زوجتي وأردته ولـكـمْ حـلـمـتِِ لـنـبتني بيتا لنا لـكـنّ مـوتـك زوجـتـي قد بدّل الـكـونُ أظـلـمَ والـحـياةُ تعقَّدت فـارقـتِـنـا ونـزعـتِ منَّا فرحنا وافـطـمـا! من برّّ مثلي في حياتك, ولـكـم لقيتُ من الجحودِ لقاءَ صبري وافـاطـما! "ضرغامُ " جاء لبيتنا يوم وافـاطـمـا! هل جاء بيتَكِ قبل هذا وافـاطـمـا! زرتِِ الإلـهَ ومثله أبدا كـم مـرةٍ عـنـد السًّحور مع الأذان مـن لـم يـصـلـك ولم يزرك ومن لـكـنـنـي شـاهـدتُهم يتقبلون بك نـصـبـوا لك الصِّيوان في بلد الصَّبا وافـاطـمـا ! مـا كـان فـقدُك هينا هـل كـان مـوتُـكِ حرقة حلّت بنا ؟ أو كـان مـوتُـك لـعـنـةً للقاطعين ام انَّ مـوتـك راع زوجـا كـم وفى فارقتنا يومَ الخميس بوسط شهرِ الصوم, قـبـل الـفطور بلحظة عزريلُ جاءك نـادى لـروحـك كـي تـعودَ لربها، فـارقـتـنـا وتبلدت فينا الدموع كأنَ لـكـنََّ دمـعـي انـسـاب بعد تيقني قـد شـيـعـتْكِ من الأقارب والجوار الله قـــدََّر كــلَّ شــي قـــدرَهُ جـنـاتُ عـدن مـسـتقرُّك والشفاعةُ اللهَ اسـألُ أن يـعـوّضنا بفقدك رحمة يـا مـالـك الـمـلكوت ما طعمُ الدنا ارحـم عـبـيـدا قـادمـيـن إلـهنا | ?أم أنّ داءَك أعْـجزَ المتخصصينْ ؟ فـيـك الـمفاصل, بعد عُطل الكُليتينْ لـيـبـقـي ما تبغين في السرِِّ الدفينْ كـغـيـرهِ آلـيـتِ لا تـتـنـاولين عـنـا لا كلام ولا دموع سوى الأنين والـمـرض الـعـضـالُ الـمستبين فـي الـحـقـيقة زرت رب العالمين لـبـرهـة لـتـحـقـقي ما تنشدين هـل مـن طـريق يستعادُ بها الثمين عـنـده يـا زوجـتـي الفصلُ المبين لـم تُـبـنْ عـمـا بـهـا لـلوارثين نـجـلـنـا[2] كـلّ المراد فتفرحين أبـغـيـه طول العمر وضّاح الجبين ولـهـنّ جـلّ رعـايـتي حتَّى أبين وفّـى الـوداد وذاك شـأن الـمؤمنين والـثـلـجُ ذاب وبـان فعلُ الأقربين سـنـواتِ سـقـمٍكِ داءه وهو المدين عـمٌ وخـالٌ أو قـريـبٌ تـعـرفين والـداء فـيـك مُـبـرِّحٌ قـاسٍ لعين وكـم سـهـرتُ مشاطرا معك الأنين واللهُ قـاضٍ أمـرَهُ فـي الـعـالـمين عـشـا نـديـا هـانـئا طول السنين رمـزَ الـبـهـاء يـسرّ كل الناظرين الآمـال بـالآلام هـيـهـات العرين والـعـيـشُ أمـسى والشقاءُ كتوأمين وتـركـتِـنـا من هولِ فقدك نائحين فـي مـمـاتـك, ليس مثلي صابرين مـا عـلـمـتِِ ومـنـه مالا تعلمين الـرحـيـل رسـولَ قـوم أقـربين زائـرا؟ أمْ لـمْ يـجـئـك أتذكرين ؟ رأوك وأنـتِ خـيـرُ الـشـاهـدين مـددتِ كـفَّـك لـلـسـماء وتشتكين تـنـاسـى كـل سـقـم تـشـعرين الـتـعـازي ربَّـمـا كـالـنـادمين وتـلـمـلـمـوا لـيرحِّبوا بالقادمين بـل مُـوجِـعـا كـم لـفّنا ألمُ الحنين أو كـربـةً نـزعـت سرورَ الآدمين مـدى الـسـنـين لرحمهم والطامعين ورعـاك عـقـدا والـصغارَ الحالمين فـي رمـضـان عـتـق الـراحلين لـلـمـصـحِّ يـكـفُّ عنك الزائرين ويـنـتـهـي ألـم بـه تـتـسربلين مـوتـك مـا تـنـاهـى لـلـيـقين ولـكـم ذرفـتُ وأنـت عـنا ترحلين جـحـافـلٌ سـاروا وراءك نـائحين غـفـرانَـهُ لـك نرتجي في كلِّ حين مـن كـريـم الله خـيـر الـمرسلين وجــزاء خـيـر الـصـابـريـن والـنـاس بـاتـوا بـالمنايا منذَرين وارفـق بـخـلقك أنت خيرُ الرَّاحمين | 1
[1] . الشاعر يرثي زوجته بعد مرض عضال وطول معاناة .
[2] .أنجبت ولدها الوحيد في آخر سنيها كان بالنسبة لها الأمل والرجاء . تركته طفلا بعمر سنتين .
[3] .يتعهد الشاعر بأن يعتني ببناته كما هو ولده بعد رحيل الأم. والتي لم يسعفها المرض للإعتناء بهم , حتى أثاء حياتها .