مرثاة زوج

(1)

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

أتـوقّـف الـقـلـبُ الكبيرُ بِنبضه ii?
شُـلّـت  يـمـيـنُكِ واللسانُ iiوقُرِحت
أقـسـمـتِ أن لا تـنطقي قبل الوفا iiة
حـتَّـى  الـشـرابَ رفضْتِه ثمَّ الدواءَ
أغـضـمـتِِ  عينك زوجتي، ورحلت
ورحـلتِ  عن هذا الوجود تهدُّك iiالألآم
وَهِـمُ الـنُـعـاةُ بـقـولهم مِتِّ iiولكنْ
مـرض الـكُـلي والسُّكري لم iiيمهلاك
أحـسـسـتِِ  أنَّك قد غُبنتِ وقلت iiلي
فـأجـبـتُ  أنَّ اللهَ وارثُ مـن iiعليها
كـتـمـتْ مرادَك من أبحتِ لها بسرٍّك
لـكـنـنـي وبعون ربي سوف أُعطي
لا  تـقـلـقـي فـأنـا أبٌ لـمـحمدٍ
وكـذا  بـنـاتُـكِ كالفتى فبمقلتي ii[3]
أنـا  خـير من صان العهود وخير iiمن
كـلّ  الأواصـر بـعـد موتك iiقُطِّعتْ
وتـنـفّـس الـصعداءَ بعدك من iiرأى
مـا  عـاد يـعـرف مـن يظلّل iiبيتنا
أمـضـيـتِ أعـوامـا وأنت مريضة
فـلـكـم حـملتُكِ فوق ظهري iiللمصحِّ
لـكـنّ حـكـمَ الله فـيـنـا iiنـافـذٌ
أحـبـبـتِ بـيـتـك زوجتي وأردته
ولـكـمْ حـلـمـتِِ لـنـبتني بيتا iiلنا
لـكـنّ  مـوتـك زوجـتـي قد iiبدّل
الـكـونُ أظـلـمَ والـحـياةُ iiتعقَّدت
فـارقـتِـنـا  ونـزعـتِ منَّا iiفرحنا
وافـطـمـا! من برّّ مثلي في iiحياتك,
ولـكـم  لقيتُ من الجحودِ لقاءَ iiصبري
وافـاطـما!  "ضرغامُ " جاء لبيتنا iiيوم
وافـاطـمـا!  هل جاء بيتَكِ قبل iiهذا
وافـاطـمـا!  زرتِِ الإلـهَ ومثله iiأبدا
كـم  مـرةٍ عـنـد السًّحور مع iiالأذان
مـن  لـم يـصـلـك ولم يزرك ومن
لـكـنـنـي  شـاهـدتُهم يتقبلون iiبك
نـصـبـوا لك الصِّيوان في بلد iiالصَّبا
وافـاطـمـا ! مـا كـان فـقدُك iiهينا
هـل كـان مـوتُـكِ حرقة حلّت بنا ii؟
أو كـان مـوتُـك لـعـنـةً iiللقاطعين
ام  انَّ مـوتـك راع زوجـا كـم وفى
فارقتنا يومَ الخميس بوسط شهرِ الصوم,
قـبـل الـفطور بلحظة عزريلُ iiجاءك
نـادى لـروحـك كـي تـعودَ iiلربها،
فـارقـتـنـا  وتبلدت فينا الدموع كأنَ
لـكـنََّ دمـعـي انـسـاب بعد iiتيقني
قـد شـيـعـتْكِ من الأقارب iiوالجوار
الله قـــدََّر كــلَّ شــي قـــدرَهُ
جـنـاتُ عـدن مـسـتقرُّك والشفاعةُ
اللهَ اسـألُ أن يـعـوّضنا بفقدك iiرحمة
يـا مـالـك الـمـلكوت ما طعمُ iiالدنا
ارحـم عـبـيـدا قـادمـيـن iiإلـهنا

















































أم  أنّ داءَك أعْـجزَ المتخصصينْ ؟ ii1
فـيـك  الـمفاصل, بعد عُطل الكُليتينْ
لـيـبـقـي  ما تبغين في السرِِّ iiالدفينْ
كـغـيـرهِ آلـيـتِ لا iiتـتـنـاولين
عـنـا  لا كلام ولا دموع سوى iiالأنين
والـمـرض الـعـضـالُ iiالـمستبين
فـي  الـحـقـيقة زرت رب iiالعالمين
لـبـرهـة  لـتـحـقـقي ما iiتنشدين
هـل  مـن طـريق يستعادُ بها iiالثمين
عـنـده يـا زوجـتـي الفصلُ المبين
لـم تُـبـنْ عـمـا بـهـا لـلوارثين
نـجـلـنـا[2]  كـلّ المراد iiفتفرحين
أبـغـيـه  طول العمر وضّاح iiالجبين
ولـهـنّ  جـلّ رعـايـتي حتَّى iiأبين
وفّـى الـوداد وذاك شـأن iiالـمؤمنين
والـثـلـجُ  ذاب وبـان فعلُ iiالأقربين
سـنـواتِ  سـقـمٍكِ داءه وهو المدين
عـمٌ  وخـالٌ أو قـريـبٌ تـعـرفين
والـداء فـيـك مُـبـرِّحٌ قـاسٍ iiلعين
وكـم  سـهـرتُ مشاطرا معك iiالأنين
واللهُ قـاضٍ أمـرَهُ فـي الـعـالـمين
عـشـا نـديـا هـانـئا طول iiالسنين
رمـزَ الـبـهـاء يـسرّ كل iiالناظرين
الآمـال  بـالآلام هـيـهـات iiالعرين
والـعـيـشُ أمـسى والشقاءُ iiكتوأمين
وتـركـتِـنـا  من هولِ فقدك iiنائحين
فـي  مـمـاتـك, ليس مثلي iiصابرين
مـا  عـلـمـتِِ ومـنـه مالا iiتعلمين
الـرحـيـل  رسـولَ قـوم iiأقـربين
زائـرا؟ أمْ لـمْ يـجـئـك أتذكرين ii؟
رأوك  وأنـتِ خـيـرُ iiالـشـاهـدين
مـددتِ كـفَّـك لـلـسـماء iiوتشتكين
تـنـاسـى كـل سـقـم iiتـشـعرين
الـتـعـازي  ربَّـمـا كـالـنـادمين
وتـلـمـلـمـوا  لـيرحِّبوا iiبالقادمين
بـل مُـوجِـعـا كـم لـفّنا ألمُ الحنين
أو  كـربـةً نـزعـت سرورَ iiالآدمين
مـدى الـسـنـين لرحمهم iiوالطامعين
ورعـاك عـقـدا والـصغارَ iiالحالمين
فـي  رمـضـان عـتـق iiالـراحلين
لـلـمـصـحِّ يـكـفُّ عنك iiالزائرين
ويـنـتـهـي ألـم بـه iiتـتـسربلين
مـوتـك مـا تـنـاهـى iiلـلـيـقين
ولـكـم ذرفـتُ وأنـت عـنا ترحلين
جـحـافـلٌ سـاروا وراءك iiنـائحين
غـفـرانَـهُ لـك نرتجي في كلِّ iiحين
مـن كـريـم الله خـيـر iiالـمرسلين
وجــزاء  خـيـر iiالـصـابـريـن
والـنـاس  بـاتـوا بـالمنايا iiمنذَرين
وارفـق بـخـلقك أنت خيرُ iiالرَّاحمين

               

[1] . الشاعر يرثي زوجته بعد مرض عضال وطول معاناة .

[2] .أنجبت ولدها الوحيد في آخر سنيها كان بالنسبة لها الأمل والرجاء . تركته طفلا بعمر سنتين .

[3] .يتعهد الشاعر بأن يعتني ببناته كما هو ولده بعد رحيل الأم. والتي لم يسعفها المرض للإعتناء بهم , حتى أثاء حياتها .