اغتسلي الغزالة عند شروق الشمس

اغتسلي الغزالة عند شروق الشمس

طالب همّاش

[email protected]

دمعكِ زنبقٌ فوق بياضي

دمعك ماء الورد الدامعُ في برعمة الروحِ

وسوسنة  تتفتح من سراج الليلِ

دمعك في العشق  بلوراتٌ تتساقطُ في طاسِ السكرِ

كأنكِ زهراءُ لأهداب الشمسِ

فلا ينعسُ بحرٌ إلا أزرقَ خلف نوافذكِ البيضاءِ

اغتسلي كالليمونة تحت حليب   الصبحِ

ليستنشق رائحة الجنة ظبي الأنهارِ

ويعدو فرس السهل إلى آخر موسمٍ

اغتسلي في الينبوع عند شروق الشمس ِ

كما تغتسلُ الغزالة الرضيعة ُ

تحت سماء الصهيل البعيدِ

اغتسلي في الينبوع عند غروب الشمسِ

ليشربَ من راحتيك الحليب ضياء القمرْ

دمعك في العشق مطر لاغتسال قمصان الناظرين إلى جمالكِ

الليلي ّ

كأنكِ أولُ البكاءِ في القصبْ

وكأنك آخر الغناء  في العنب ْ

اغتسلي تحت شمس الكسوف ِ

شمسك ماء يتلألأ في أبجدية النبات الحزينِ

وهلالك إشراق من ينبوع الدمع المتدفق من صدر الليلِ

تمشينَ على العشب مثل طليان الضحى البيضاءِ

وتعودينَ مثل البجع من بحيرات الحزن البعيدة

جسدك ابيضاض الضوء على راحة الرخامِ

شعرك هبوب ألف ريح على غصون الكمنجاتْ

اغتسلي مثل اليمامات بموسقى المدى الزرقاءِ

وارقصي مثل النوافير تحت نفناف الأكاسيا

وزهرها المتساقط من صدر السماء الحليبيّ

تعشقينَ من الروح إلى الروح في مواسم الربيعِ

وتبكينَ من القلب إلى القلب في مواسم اليباس ِ

أنت أنوثة الطين في مجدها الأنثويّ

شهرك القمري على شباك بيتي كروانٌ أخضرُ

والمطر المتساقط فوق السكيرين لا يسكرُ

إلا الإزهرار الأخضر لألوان عينيكِ

قزحٌ أنت وألواني دموع تجففها الشمسُ

من زهرة إلى زهرة تُشتهين

يُشتهى قلبك في حليب اللوز ِ

تُشتهى عيناك في بحيرة السكر الزرقاءِ

فاطلعي في الصبيحة رؤيا أو سحابة نورْ

إطلعي شجرا من بساتين الحزن الليلية

اطعلي من دمعة عصفور على صخرة النبعِ

اطلعي وأشرقي إشراقة النبيينْ

لأغتسلَ بكامل جسدي الرضيع

واستحم بماء النور ْ

وجهك صلاة في الليل الأبيضْ

ومن ناظريك الدامعين

تسقطُ حبات البلور ْ

على ماء الكأسِ

 فتصدر موسيقى من دمع أزرقَ

وتجهجهُ نوافير الماء ِ

و على سجادة مجروحةٍ

تهرُّ زهيراتُ النور الوردية كماءِ القلب العاشقِ

وجهكِ صلاة تُتلى من أربع جهات الأرض ِ

والغيم سكران على جبالك البيضاء ْ

أنت حقولٌ لنسيم الجنة ِ

وغياب للفراديس الحزينة

أجراسك موسيقى سكرى

وضفائر شعرك كالعشب العطري

على ضفاف ينابيع العشق

الأنثويّةُ المؤنثةُ الأنثى

القطاةُ إذا هبتْ نسمة الصبحِ

على اللوعة والشوق

الإوزةُ حين ينبلجُ الفجر كزجاج شفّافٍ

من رحم البحيرات

الحرير أنت حين ننتفُ ريش العصافيرِ

ونأوي بأيادينا بلابلَ الشهواتِ من البردْ

روحك ريحانٌ فائحُ العطرِ

تطلُّعكِ إلى الغيمِ  هدهدةٌ لإغفاءةِ الهدهدِ في

الأناشيدْ

نلمّك بأجفاننا كي نقيك الهواء البعيدْ

نلفّك بقمصاننا رغبة في قطرة الدم الأرجوانية

الغريبة أنت في ليلنا الباكي

الصغيرة أنت حينما نشتاق إلى خشب المهدْ

الجريحة أنت على نومنا الليلي على جراح النايْ

البعيدة أنت في إلتفاتتنا إلى ازرقاق البحر الصافي

وأنت تطاير أبصارنا كالنوارس في فضاء البياضْ

نستحم في السواقي كعاشقين

فتسكر أعضاؤنا ونموتْ !

نغتسل عاريين في النسيمِ

كي نشمّكِ

نُنهضُ الأرضَ إلى مستوى أكتافنا

لئلا تسقطينَ كالفرس الزرقاءِ على المرج

نتأمل الأرض من شرفاتنا

لنراكِ كالغزالةِ تعبرينَ إلى آخرِ النهرِ