يا رغيف الخبز
17تموز2010
د. شفيق ربابعة
يا رغيف الخبز (1)
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
يـا رغـيـفَ الخبز ما هذا الجفاء كـيـف تنأى يا رغيفَ الخبزِ عنا ؟ كـنـتَ عـونا لذوي نحفٍٍ وضعفٍٍ يـا رغـيـفَ الـخـبز، والله افتقدنا كـنـتَ تـأتـيـنـا هنيئا سلسبيلا صـرتَ حُـلما يا رغيف الخبز يكفي قـد غـدا ذكـرُكَ شـؤمـا يعترينا يـا رغـيفَ الخبز، أنَّى نلتجي؟ [2] قـد نـصـومُ الـدَّهرَ، يوما بعد يوم سـوف نـحـيـا دون ذلٍٍّ لـو خُذلنا سوف نحيا يا ابن آبِ القهر[3] جوعي قـد بـعُـدنـا عنكِ يا ارضَ الجدود إنـهـا الأرض تـركـنا, بل هجرنا فـصـدمـنـا فـجـأة والناس تلهو إنًـهـا قـطـرةُ غـيـث من غزيرٍ ذات يـوم جـاءنـا قمح رمادي [5] بـعـد تـبـريـرٍ وتـعـليلٍ تبدََّى ف_ـازدردن_ـاه, وزاد الأه_ـل ودا وطـلـبـنـا كـلً مـا نحتاج منها ارفـعـوا الأيـدي وقـولوا يا إلهي كـل شـيء وارد مـنـهـا يـزكَى نـاصـروا أعـداءنـا من دون قصد دولـة ال"veto" الـمـعـادي ديـننا أمـريـكـانـي جـلَُّ مـايأتي ذرانا يـارغـيـف الخبز، يابن الأمريكاني يـا بـنـي قـومي، أفيقوا في زمان افـلـحـوا الأرض مرارا وازرعوا ازرعـوا الـوعر عفيرا بحبوب [6] فـرغـيـفُ الـخبز ما عاد رغيفا يـا رغـيـف الخبز، هذا منك غدر لـم يـعـد فـيـنـا وداد, لست منا قـد تـكـشَـفـت عـدوا فـهـنيئا فـوداعـا قـد نـأيـنـا عنك قسرا لـسـت مـنـا يـا رغيف الخبز إنا | ؟عـهـدُنـا ودٌّ وقـربٌ والـتـقـاءُ كـيـف تـرضـى إن يدانينا خُواءُ؟ أنـت لـلأطـفـال إن "ونُّـوا" دواءُ كـلَّ بِـشْـرٍ وسـرورٍ، مـا البلاءُ؟ ثـم أمـسـيـتَ عصيًَّا، ذاك شاءوا عُـد إلـيـنـا, لـكَ مـنـا الإنتماء وكـذا الـطـعـمُ تـلاشى، والغذاءُ طـفـحَ الـكـيـل, وغـشانا ابتلاءُ أو تـبـاعـا, لـيـس في هذا فَناءُ لـن يـمـوتَ الـعزمُ لو عمََّ الغلاءُ وتـرابُ الأرض يـنـبـتـه الغذاءُ واعـتـمدنا قمح " zero" وهو داء[4] واعـتـقـدنـا أنََّـهُ جـاء الـرَّخاءُ بـعـد أن نـاموا طويلا، هل أفاءوا؟ وبـدايـاتُ صـعـابٍ, لا اكـتـفاءُ فـيـه جـرذان, أطـعمي أم شُواءُ؟ مـن أُغـيـضوا, ربَّما الفهمََ أساؤوا لأمـيـركـا, كـلُّ مـا يـأتي شفاءُ إنَّـهـا الـخـلٌ, لـهـا المِعدُ الفداءُ احـفـظ الـخـلان، أمـريكا الرَّجاءُ بـامـتـنـان, ولـهـا مـنا الثناءُ فـاعـذروهـم, ذاك خِـل ٌّلا، عِداءُ ولـذا الـردُّ اشـتـيـاق, أو إخـاءُ فـضِّـلَـوهـم,سـاعـدوهم,ذا وفاءُ إنـنـا نـهـوى الذرى,أنت الوجاءُ سـاء فـيـه الـحال، بل زاد الشقاءُ حـبُّـهـا حَـبٌّ؛ ويـعـشقه الشتاءُ وكـذا الـسـهـلَ فـسـيان السواءُ بـل أمـان, كـلّـمـا يـغلو استياءُ وخــصــامٌ وارتـدادٌ واعـتـداءُ لا تـسـلـنـي بـعد هذا ما الجفاء؟ لـك يـا خـبـزُ، أنـاسٌ أغـنـياءُ لـسـتَ مـنـا, إنـنـا قـوم إبـاء مـنـك بـعـد الـيوم ما عشنا براءُ |
[1] .ارتفع ثمن كيلو الخبز من 75 فلس إلى 250 فلس دفعة واحدة مما أربك كثارا من الفقراء في الأردن.
[2] .الشاعر يخاطب رغيف الخبز مجازا , ولكن المقصود صانع القرار آنذاك .
[3] . شهر آب , الشهر الذي فيه تم زيادة أسعار الخبز بأنواعه المختلفة.
[4] .القمح المستورد هو الذي يملا الأسواق وأصبح القمح البلدي والطحين البلدي من الندرة, بعد أن كان العكس سابقا.
[5] . تم استيراد باخرة من القمح , وكان مكسوا بالجرذان , كثر حولها الحديث , ولكن في النهاية التهمت بعد أن عز البديل.
[6] . العفير نوع من أنواع الزراعة, بحيث تتم حراثة الأرض قبل تساقط الأمطار وارتوائها.