ردٌّ على رُباعِيّاتِ الخَيّام
03أيار2008
مصطفى حمزة
مصطفى حمزة
* رباعيّات الخيّام
أول بيتين من كل مقطع، وهي بترجمة أحمد رامي عن النصّ الفارسي .( 1 )
| سَمِعْتُ صَوتاً هاتِفاً في السّحَرْ هُبّوا املأوا كأسَ المُنى قبلَ أنْ * * * قُـمْ لِـصلاةِ الصُّبحِ مُسْتَبْشِرا الـصُّـبْحُ هَلَّ ، فاغْتَنِمْ نَفْحَهُ | نـادى مـن الغَيْبِ غُفاةَ البَشَرْ تـمـلأ كأسَ العُمْرِ كَفُّ القَدَرْ * * * وحُـلَّ ضَيْفاً عندَ رَبِّ الوَرى قـدْ لا تـعيشُ كيْ ترى آخَرا |
| لا تَشْغَلِ البالَ بماضي الزمانْ واغْـنَـمْ منَ الحاضِرِ لّذّاتِهِ * * * اُنْـظُرْ إلى الماضي لِتَعْتبرا وخُـذْ مـن الحاضرِ زادَ غَدٍ | ولا بـآتي العَيْشِ قبلَ الأوانْ فلَيْسَ في طَبْعِ الليالي الأمانْ * * * فـإنّ فـيـهِ الدرسَ والعِبَرا فـالـغُـنْمُ في غَدٍ لِمَنْ عُذِرا |
| غَـدٌ بِـظَـهْرِ الغَيْبِ واليومُ لي ولـسـتُ بـالـغافلِ حتّى أرى * * * غَـدٌ بِـخَـيْـرِهِ وشَـرّهِ لـي تُـعـجـبُـنـي الـدُّنيا ، ولكنْ | وكَـمْ يَـخـيبُ الظنُّ في المُقْبِلِ جـمـالَ دُنْـيـايَ ولا أجـتلي * * * والـيـومُ مـحـفـوفٌ بهِ أمَلي أغضّ الطرفَ عن جمالِها الأرذلِ |
| القَلْبُ قد أضناهُ عِشْقُ الجمالْ يا ربّ هلْ يُرضيكَ هذا الظّما * * * يـا زوجةً قدْ زُيّنت بالعَفافْ الـحُـورُ فـي الجنّةِ أمنيتي | والصّدرُ قدْ ضاقَ بما لا يُقالْ والـماءُ يَنْسابُ أمامي زُلالْ * * * مـلكتِ قلبي منذُ يومِ الزّفافْ أمّـا هُنا ، فأنتِ أنتِ الكَفافْ |
| أوْلـى بـهذا القلبِ أن يَخْفِقا مـا أضْيَعَ اليومَ الذي مرّ بي * * * الـقـلـبُ مَشْغولٌ بِحُبٍّ بِهِ وحُـبِّ مَـنْ حُبُّهمو في جَلا | وفي ضِرامِ الحُبِّ أن يُحْرَقا مِنْ غيرِ أنْ أهوى وأنْ أعشَقا * * * حُـبِّ مُـحَـمّـدٍ وأصْحابِهِ لِ اللهِ يُـدْنـيـني إلى حُبّهِ |
| أفِـقْ خَفيفَ الظّلِّ هذا السّحَرْ فـمـا أطالَ النومُ عُمْراً ولا * * * مـا أرْوعَ الـقُرآنَ في الفَجْرِ ورَكْـعَـتـا نـبـيّـنـا فيهِ | نـادى دَعِ الـنومَ وناغِ الوترْ قَصّرَ في الأعمارِ طولُ السّهَرْ * * * تـشـهَـدُهُ مـلائـكٌ تَسْري ذُخْـرٌ مـنَ الـثّوابِ والأجْرِ |
| فَـكَمْ توالى الليلُ بعدَ النهارْ فامشِ الهُوينى إنّ هذا الثرى * * * مـاذا يُـفيدُ الكُحْلُ والحَوَرُ ويْـحـي على حسناءَ فاتنةٍ | وطـالَ بالأنجُمِ هذا المَدارْ من أعُينٍ ساحرةِ الإحْوِرارْ * * * صـاحـبَهُ ، إذْ شُقّتِ الحُفَرُ يُـلْـقى بها في النارِ تستَعِرُ |
( 8 )
| لا تُوحِشِ النفْسَ بخوفِ الظّنونْ فـقـدْ تَساوى في الثّرى راحلٌ * * * الـغَـيْـبُ آمـنـتُ بهِ كامِلا فـالـمـوتُ ليسَ مُنتهى أمْرِنا | واغْـنَمْ منَ الحاضِرِ أمْنَ اليقينْ غـداً وماضٍ مِنْ ألوفِ السّنينْ * * * وأيـقَـنَـتْ نـفسي بِما جُهِلا وسـوفَ نلقى في الثّرى سائِلا |
| أطفِئْ لَظى القَلْبِ بِشَهْدِ الرّضابْ وعَـيْـشُـنـا طيفُ خَيالٍ فَنَلْ * * * ألا بِـذِكْـرِ اللهِ قَـرّتْ قُـلوبْ إنْ كُنتَ تَخْشى أنْ يَزولَ الشّبابْ | فـإنّـمـا الأيـامُ مثلُ السّحابْ حـظّـكَ منهُ قبلَ فَوْتِ الشّبابْ * * * وعَطّرَ المَجْلسَ هَدْيُ ( الحبيبْ ) فـاقْـطِـفْ ثمارَهُ لِيومِ المَشيبْ |
| لَبِسْتُ ثوبَ العَيْشِ لَمْ أسْتَشَرْ وسوفَ أنضو الثوبَ عنّي ولَمْ * * * يا ربُّ ، أنتَ فوقَ أنْ تَسْتشيرْ جـعـلـتَـنا خَلائِفاً عابِدينْ | وحِـرْتُ فيهِ بينَ شَتّى الفِكَرْ أُدْرِكْ لـماذا جئتُ أينَ المَفَرّْ * * * مَـنْ أصلُهُ الماءُ وطينٌ حَقيرْ والـسّرُّ في الخَلْقِ جَلِيٌّ مٌنيرْ |
![]()