دماء ونداء
م. محمود الرنتيسي
بعد قصف الزوارق الإسرائيلية
لعائلة فلسطينية على بحر غزة استشهدوا جميعا عدا الطفلة هدى ظلت شاهدة على غدر بني
صهيون الحاقدين.
انـظـر إلى الأمواج كيف تميل
وإلـى الرياح ِ تهبُّ مع أحزانها
وعـلى الرمالِ دماؤهم مسكوبة
هـذي هدى تجد الردى مدَّ اليدا
نـادت أباها لم يجب نادت هدى
نـادت أبـي وجرت إليه بلوعةٍ
قـتـلـوه مـع أبنائه في بقعةٍ
مـا ظـنَّ أنَّ رحـيله يوما هنا
قـتـلـوه هـذي دائما أحقادهم
وقعت هدى فوق الرمال حزينةً"
مـاذا ترى يا قوم نفعل مع أولي
أيقول في هذي الفظائع مصحفٌ
مـاذا يـبرر حقدهم قولي هدى
أتـضـام يـوما في حمانا حرةُ
أترى سنسكت عن فظائع غدرهم
كـلا هـدى نحن الفدا سنذيقهم
يـأيـهـا الـشهداءُ إنَّ دماءكم
مـع كل حر ٍسوف يبقى شامخا
واللهِ يـا بـنـتَ الـمساجد إننا
سـنـردهم عن أرضنا ونذيقهموإلـى السعادة في الوجوه تزول
والـغـدر يـذبحُ أسرةً ويطيلُ
يـا قـومُ أين الصارم المسلولُ
وعلى الوجوه ترى الدماء تسيلُ
حـسـبته في كنف الرمال يقيلُ
لـكـنَّ والـدهـا الحنون قتيلُ
فـيـهـا أمـانٌ والسلام نزيلُ
والـبـحـر يهدر والهواء عليلُ
الموتُ يُهدى والرصاص رسولُ
مـلـهـوفة لم تدر كيف تقولُ"
سـفـك الـدمـاء ودأبهم تقتيلُ
أو يـا ترى هل ينطق الإنجيلُ
هـل يـنـفع التفسير والتأويلُ
وشـعـارنـا يـا أمتي التهليلُ
وبـكـل شـبـر مأتم وعويلُ
مـن ثـأرنـا وكـيانهم سيزولُ
فـي دربـنـا نحو العلا قنديلُ
فـي أرضـنا لا يسبهِ التضليلُ
سـنـدكـهـم ويُدمَّر الأسطولُ
كـأس الـمـمـاتِ وإنه لقليلُ